بسمه تعالى وله الحمد
السّلام عليكم، لا يخفى أنّ كتبكم السّابقة موجودة عندنا وأجوبتنا موجودة عندكم، فالحمد لله على أن كتب لنا التوفيق لتوضيح الأمر في خروج سيدنا أبي عبدالله عليه السلام من الحجاز نحو العراق وأنه لم يكن محارباً وأنه خرج خوفاً من بني اُميّة وأنه قتل مظلوماً بأمرٍ من يزيد على يد بني اُميّة لعنهم الله، وأنه لا اشكال في زيارة عاشوراء لأنها براءة من الظالمين وهي واجبة بالكتاب والسنّة والإجماع والعقل، وأنّ المهدي هو المنتقم ونحن بانتظار ذلك اليوم كما جعل الله ذلك له، فليس من شعارات الجاهليّة، وليس طلبه للثأر محرَّماً بل هو عملٌ بالتكليف الإلهي، وبراءتنا من الظالمين فيها أجر وثواب، فكيف والمظلومون أهل بيت رسول الله، لأن الظلم عليهم ظلمٌ على رسول الله وإيذاءٌ له والله تعالى يقول: (إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) سورة الأحزاب 57، ورسول الله يقول لأهل بيته «حربكم حربي». وهذا حكم كلّ الذين ظلموا أهل البيت من بني اُميّة وقبلهم وبعدهم إلى قيام السّاعة لا يتغيّر أبداً.
أوضحنا كلّ هذا وقد وافقتم عليه والحمد لله، ولا حاجة إلى التشنّج والإنزعاج ولا نريد المقاطعة، بل نرحّب بطرح مسائل اُخرى مفيدة والحوار حولها بهدوءٍ، فإنّ التعايش السّلمي بين المسلمين أمرٌ نَدَب إليه الشّرع وأمرنا بذلك أئمّتنا كما أمر به الرّسول الأكرم، ولذا ترى الشّيعة يحضرون مجالس سائر الفرق ويصلّون في مساجدهم ويسلّمون عليهم ويعاشرونهم معاشرة طيّبة وبأخلاقٍ حسنة. لكنّ مجال البحث وعالم المحاورة يقتضي الإفصاح عن الحقائق، فإنّا إذا سُئلنا عن شيء لا يسعنا أنْ نسكت عن الحق لأنّ الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ولا يسعنا أنْ نقبل الباطل فإن الله لا يرضى بذلك أيضاً فقال عزّ وجلّ: (إنّ الذين يكتمون…) سورة البقرة 159، وقال: (أفبالباطل يؤمنون…) سورة العنكبوت 67.
وبعد، فإني أرجو لنفسي ولكم ولسائر المسلمين التوفيق اللازم للوصول إلى الحقائق والعمل بالوظيفة الإلهية والنجاة يوم يقوم الحساب والحشر مع محمد وأهل بيته الطّاهرين المعصومين في جنّات النعيم وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين.
* الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو اُميّة ونحن نعمل بالقرآن ونتّبعه فنلعنهم، فلا تقل لم يأمر بلعن أحدٍ.
8427
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme
Menu