بسمه تعالى
السلام عليكم
كنت في سفرٍ فرجعت ووجدت كتابك، ولقد كنت أظنّ أنك ستراجع وسيأتي كتابك بعد المراجعة الكاملة التي ستستغرق وقتاً بالطبع، ومن قرأ كتابك علم بأنك لم تراجع وأنك غير عالمٍ بالحقيقة وتتكلّم بتوهّم، ولكنّ من حسن الحظّ أنّ للذي تكتب إليه كتاباً مؤلّفاً في هذا الموضوع عنوانه «من هم قتلة الحسين» مطبوع في 460 صفحة، فأرجو أن تقرأه، وسيزيل كلّ شبهةٍ عندك.
وأمّا ما جاء في كتابك من أن (رفض البيعة) هو «الحرب». فالجواب: إن رفض البيعة ليس ايثاراً للحرب لا لغةً ولا عرفاً ولا شرعاً. ويشهد بذلك أن أميرالمؤمنين ومن تبعه رفضوا بيعة أبي بكر. وكذلك سعد بن عبادة ومن تبعه، ولم يكن ذلك حرباً بمعنى حمل السّلاح والمعارضة به.
وأمّا قولك بأنّ الخروج بمعنى الحرب، فهذا اشتباه، فإن خروج الحسين من المدينة كان كخروج جدّه من مكة وقد قال تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بل جاء في التاريخ ككتاب الارشاد للمفيد أنّ الحسين خرج من المدينة متوجّهاً إلى مكّة وهو يقرأ (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
وأمّا قولك: أجمع المؤرّخون… فليتك ذكرت اثنين منهم ينصّون على ما تدّعي، بل جاء في الطبقات وتاريخ الطبري وابن كثير وغيرهم أنّه لمّا هدّد بالقتل في مكة فعزم على الخروج قال: والله لأنْ اُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن تستحلّ بي. يعني مكة. (قال): وأيم الله، لو كنت في جحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيّ حاجتهم. والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود في السبت.
وروى ابن سعد والطبري وابن عساكر وابن كثير وغيرهم أنّه لمّا سئل عن سبب خروجه إلى العراق قال: لابدّ لي إذاً من مصرعي. وقال لآخر لمّا سئله عن سبب العجلة: لو لم أعجل لاُخذت.
هؤلاء هم المؤرخون يروون عنه هذه العبارات الدالّة على عدم قصده الحرب وعلمه بأنّه سيقتل وأن بني اُميّة عازمون على قتله أينما وجدوه، وأنه قتل مظلوماً.
والشواهد على ذلك كثيرة. فلا تنسب إلى المؤرّخين وتدّعي إجماعهم، فإنك مسئول عند الله وليس لك الجواب الموجب للنجاة.
وهل تعلم كيف قتل؟ كيف قتل أصحابه؟ كيف قتل ولده الرضيع؟ كيف قتل أخوه؟ وماذا فُعل بجسده بعد قتله؟
وسئل عن السبب في أخذ النساء معه. فقال: شاء الله أن يراهنّ سبايا.
ومن العجب قولك: ولا أدري لماذا لم تجبني عن سؤالي حول المختار.
نعم، لا تدري، وكأنّك نسيت القرآن. إنّ الآية تنصّ على أن القصاص للوليّ، والمختار وليّ الحسين في رأيك؟ فالسبب في عدم الجواب هو الظّن بعلمك بالقرآن والشريعة وفقه القصاص. ولكنْ…
وبعد، اُعيد عليك الكلام السّابق، وأرجو أنْ تُطالع وتفكّر، وخاصّةً كتابي الذي نشرته في الموضوع منذ سنين، ولا تتكلّم بتشنّج. فإنْ راجعت وقرأت ثم سألت فنحن مستعدّون للبحث. والله الموفّق.
غفر الله لي ولك والسلام.
8297
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme
Menu