ألقى سماحة آية الله ميلاني مد ظله العالي على اعتاب شهر محرم كلمة في اجتماع الطلبة المشاركين في دورات الإمامة في مركز الإمامة التخصصية حيث أكد سماحته في هذا الاجتماع على وجوب توعية الشيعة الدينية خلال العشرة الأولى لمحرم الحرام ولزوم اتباع رؤية علمية وبحثية تجاه واقعة عاشوراء.
كما أشار سماحته في هذا اللقاء بأن ابتعاد الناس عن العترة أدى الأمر إلى أنهم اجترأوا على رمي القرآن بالنبل وبين بأننا نرى كيف تغير العالم الإسلامي منذ رحيل المصطفى(صلى الله عليه وآله) وعبر نصف قرن من الزمان حيث العودة إلى القرآن والعترة تطلبت تضحية أبي الأحرار سيد الشهداء عليه السلام.
وأضاف سماحته بأن في حين تعتبر وقعة الطف حادثة عظيمة ومدهشة لليهود والنصارى والكفار برمتهم لأنهم يرون إنساناً يضحي نفسه لأجل دينه وعقيدته، ولكننا نرى بعض الأشخاص يرددون بأن سيد الشهداء (عليه السلام) بغض النظر عن العصمة ما كان على علم باستشهاده. ولكن في الحقيقة إذا سلبنا العصمة عن سيد الشهداء (عليه السلام) لا يبقى شيء لنا.
واستمراراً في إعادة القراءة للتاريخ الإسلامي أشار سماحته إلى الذين حاربوا الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا شيعة آل أبي سفيان قائلاً: «إنهم قد قاموا في تلك الفترة بتشريد شيعة سيد الشهداء من بلدهم كما قتل جمع غفير منهم بيد شيعة آل أبي سفيان ولهذا السبب نرى أن كوفة كانت خالية عن شيعة الإمام في ذلك الزمان. هل يمكن أن شيعة [أهل البيت] وإن كان في حد أقصى من الفسق والفجور وإن كان طالباً للدنيا، يقوم بإضرام خيام الإمام بالنار ويقتل الرضيع بتلك الصورة البشعة وأن يحرم إمامه من قطرة من الماء وهو يطلب الماء عطشاناً؟ [كلّا] ليعرف الناس هذه الحقائق وعليكم بتوعيتهم حيال هذه الأمور حتى يكونون على علم بجرائم آل أبي سفيان ويستوعبوا النتايج السلبية والناجمة عن الابتعاد عن صراط الرسول(صلى الله عليه وآله) وما هو ناجم عن التفرقة بين الثقلين(القرآن والعترة) ولكي يعلم الذين يتفوهون بالكلمات المنحرفة بأنهم يرددون ما قاموا وفعلوه آل أبي سفيان، شاءوا أم أبوا.»
Menu