بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين وبعد فهذه
كلمة قصيرة حول الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة ذكرى ميلاده عليه الصلاة والسلام:
فنقول كلّ حديث ثبت صدوره عن النبي صلّى الله عليه وآله فهو في الحجيّة كالآية من القرآن الكريم، والله عزّ وجلّ يقول: من أطاع الرسول فقط أطاع الله، والبحوث عن الإمام المهدي (عليه السلام) كثيرة جدّاً، لكنّها جميعاً متفرّعة على معرفة شخصه وإمامته ووجوده، ونحن نُثبت أنّ الإمام المهدي الذي أخبر به النبي صلّى الله عليه وآله وأنّه يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، هو ابن الإمام الحسن العسكري من ولد الإمام الحسين سيدالشهداء من أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله.
نثبت ذلك على ضوء الأحاديث الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله المقبولة عند جميع المسلمين، بل إنّها أحاديث قطعيّة عنه صلّى الله عليه وآله رواه المسلمون كلّهم ولها ألفاظ عديدة والمعنى واحد، تلك الأحاديث ثلاثة أحاديث:
الحديث الأوّل ما يفيد أنّ على كلّ مؤمنٍ أن يعرف إمام زمانه ولا يبيت ليلةً إلّا وهو مبايعٌ لإمام زمانه، إذن لابدّ في كل زمانٍ من إمامٍ يقتدي به المسلمون ويعترفون بإمامته ويبايعونه ويقوم مقام النبي صلّى الله عليه وآله في هداية الخلق.
الحديث الثاني ما يفيد أنّ الإمامة من أهل بيت رسول الله وعترته صلّى الله عليه وآله وذلك أنّه قال بعد أن أخبر الأُمّة بقرب رحيله قال: وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، دلّ هذا الحديث بمختلف ألفاظه على أنّ الإمام والخليفة في كلّ زمانٍ هو من أهل بيته صلّى الله عليه وآله وعترته الطاهرين وهذا ما نصّ عليه أئمّة الحديث في شرح هذا الحديث الشريف.
الحديث الثالث ما دلّ على أنّ الأئمّة والخلفاء من بعده إثنا عشر، لا أكثر ولا أقل، فالمهديّ الذي أخبر به النبيّ صلّى الله عليه وآله هو من أهل بيته وهو الثاني عشر من أئمّة أهل البيت وهو موجودٌ تجب معرفته والقول بإمامته والدعاء له ونصرته في العقيدة والقول والعمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Menu