نقدّم إليكم مقتطفات من كلمة قيّمة لسماحة آية الله الحاج السّيد علي الحسيني الميلاني (مدظله العالي) حول أهمّية واعتبار كتاب سليم بن قيس الهلالي (رضوان الله عليه):
هذا الكتاب يُعتبر من أقدم كتب الشيعة بحيث لو أردنا إحصاء مصادرنا وكتبنا القديمة لكان كتاب سليم في طليعتها بجانب الصحيفة السجادية مثلاً أو رسالة الحقوق لمولانا الإمام السجاد عليه السلام. أما أيّها متأخّر أو أيّها متقدّم على الآخر فليس لذلك أهمية تُذكر.
على سبيل الاختصار نقول إنّ هذا السِّفر القيّم هو من أقدم كتبنا وكان علماؤنا وأكابرنا يتعمّدون إخفاءه في بعض الأزمنة ويكتمونه عن عامة الناس. وسبب ذلك أنّه يحتوي على بعض المطالب المخالفة لمقتضى التقيّة في تلك الأزمنة.
الأمر المؤسف هو استمرار هذه الحالة في الأزمنة اللّاحقة فصار هذا الكتاب في طيّ النسيان مع مرور الزمان، إلاّ أنّ ما ينبغي الإلتفات إليه هو احتواء هذا الكتاب على تلك الحوادث والقضايا التي وقعت في صدر الإسلام وما جرى بعد النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
يروي لنا هذا الكتاب تلك الوقائع التاريخية التي هي جزء من معتقداتنا بل بعبارة أخرى إنّ هذه المطالب قد دخلت في علم الكلام ولها بالغ الأهمية من الناحية الاعتقادية، ولذلك فلا مناص من الاعتماد عليه كما يلزم أن يُروَّج هذا الكتاب في محافل أهل الولاية ويلتفت إليه المحققون والفضلاء في الحوزات العلمية ويعُدّوه من مصادرنا المعتبرة في الدرجة الأولى.
إنّنا إذا ما نقلنا بعض القضايا من كتب العامة في موارد معيّنة، فإنّ ذلك من باب إلزام الطّرف المقابل ليس إلاّ، وهذا أسلوب صحيح لأنَنا كي نحتجّ عليهم ونُلزمهم بما ورد في كتبهم يجب أن نستدلّ بها عليهم.
لكنّنا لو كنّا وأنفسنا وأردنا البحث والتحقيق في تلك الوقائع والأحداث؛ فلماذا لا نعتمد على كتاب سليم؟ لماذا لا نروي عنه؟
لذا فعلى المحقّقين أن يغتنموا هذا الكتاب ويستفيدوا منه وأن يجعلوه في رأس المصادر التي يرجعون إليها. وعلى السّادة الخطباء كذلك أن ينقلوا من هذا الكتاب في محاضراتهم لعموم الناس ويعملوا على ترويج هذا الكتاب لا سيّما في المحافل العلميّة بالخصوص كي يُعرف شأن هذا الكتاب الجليل.
نعم قد أشكل البعض في سند هذا الكتاب، بأنّ راويه أبان بن أبي عيّاش تمّ تضعيفه في كتب الرّجال، لكنّ لهذا الكتاب راوياً آخر ثقة غير أبان، وذلك الرّاوي هو ابراهيم بن عمر اليماني الموثّق من قبل الجميع.
بالنّسبة إلى متن الكتاب أيضاً عثروا على إشكالين أو ثلاثة ! ولا يخفى على أحد بأنّ وجود إشكالين أو ثلاثة في أيّ كتاب ليس أمراً عجيباً ولا غريباً فلا يضرّ باعتبار ذلك الكتاب، هذا أوّلاً وأمّا ثانياً؛ فإنّ تلك الموارد قد تمّ تحقيقها والاعتناء بها وقد كتبنا في ذلك مع الاستفادة ممّا ذكره المرحوم صاحب العبقات رضوان الله عليه.
بناءً على ذلك فالإشكالات مدفوعة، وسند الكتاب معتبر، والكتاب نفسُه قيّم وفي غاية الأهمية؛ فيجب أن يُروَّج الكتاب في المحافل العلميّة وبين عموم الناس كي يعرفه الجميع ويستفيدوا منه.
Menu