بدأت أعمال سلسلة الندوات الشهرية بعنوان «معرفة الإمام» في مدينة يزد بحضور سماحة آية الله الميلاني(مد ظله العالي) رئيس معهد الإمامة الثقافي ومشارکة جمع غفير من أساتذة هذه المدينة وطلاب العلوم الدينية والمعلمين وبعض مدراء هذه المحافظة.
ويقوم معهد الإمامة الثقافي بإقامة هذه الندوة استجابة لطلب مرکز إدارة الحوزة العلمية لمحافظة يزد الإيرانية کما يقوم کل من مکتب إمام الجمعة في هذه المدينة وإدارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وجامعة يزد وإدارة التعليم والتربية بالتعاون مع هذا المعهد لإقامة الندوة.
وسماحة آية الله الميلاني في کلمة ألقاها لدی افتتاح أعمال الندوة والتي أقيم في قاعة إدارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في يزد أعرب عن ارتياحه لإقامة الندوة الثقافية کما شکر جهود مدراء الحوزة العلمية واعتبر أن تقديم الخدمات إلی طلاب العلوم الدينية من نعم الباري عز وجلّ.
وبعد أن أشار رئيس معهد الإمامة الثقافي في کلمته هذه إلی مسؤولية الإمام بالنسبة إلی الأمة وواجب الأمة حيال إمامها ومکانته أکد علی ضرورة شحذ الهمم لتعلم هذه المعارف کما أکد سماحته علی أهمية تعليم هذه التعاليم للشباب الشيعة والسنة.
وفي جانب آخر من محاضرته، أوضح سماحة آية الله الميلاني بأن الإجابة علی الشبهات المطروحة والمتزايدة حول الإمامة والتي تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة لاتقتصر علی العلماء وأساتذة الحوزات العلمية وبعد الإشارة إلی الآيات والروايات أثبت بأن فکرة اقتصار المسؤولية علی الحوزات العلمية هي فکرة خاطئة تماماً وعلی هذا حضّ الجميع علی دراسة تعاليم الإمامة ومن ثمّ تعليمها إلی الآخرين.
وعلی هامش هذه الزيارة التقی جمع من المسئولين والرموز الثقافية اليزديين بسماحته کما قام سماحة حجة الإسلام والمسلمين شمس، مدير حوزة يزد العلمية برفقة بعض مدراء هذا المرکز باستقبال سماحة آية الله الميلاني لدی دخوله إلی المدينة ورحبوا بقدوم سماحته وشکروه لهذه الزيارة المبارکة.
وفي جانب آخر من هذه الزيارة قام عدد من مدراء الحوزات العلمية في المحافظة وبعض المسئولين الرسميين في المحافظة بلقاء سماحته والترحيب بقدومه. ومن جملة المشارکين في اللقاء آية الله المدرّسي إمام جمعة «محمّد آباد» و«حجة الإسلام والمسلمين حسيني الکوهستاني» مدير منظمة الإعلام الإسلامي في يزد و«حجة الإسلام والمسلمين رحماني» المستشار السياسي لمحافظ يزد و«حجة الإسلام والمسلمين شمس» مدير حوزة يزد العلمية وحجةالإسلام آية اللهي الذي هو من أساتذة حوزة يزد العلمية.
وفي جانب آخر من زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام قام سماحة آية الله الميلاني بزيارة مرقد السيد ابوجعفر محمد الذي هو من أحفاد الإمام الصادق(ع) وزيارة مراقد العلماء المشهورين والمدفونين في هذه البقعة المبارکة کسماحة المرحوم آية الله الفقيه الخراساني.
کما أن سماحته قام في هذه الجولة بزيارة المرافق العلمية والثقافية الأخری وهي کالتالي:
1. مکتبة بقعة «السيد ابوجعفر محمد عليه السلام» والإطلاع علی مخطوطات هذه المکتبة التي يعود تاريخها إلی القرن الرابع للهجرة حتی القرن الثالث عشر وتعتبر أحدی الموقوفات الخمسة الخاصة لهذه البقعة.
2. مکتبة سماحة حجةالإسلام وزيري؛ وهذه المکتبة التي أقدم علی تأسيسها سماحة المرحوم حجة الإسلام وزيري وبعناء مضني حيث تحتوي علی مجموعة من المخطوطات القيمة والآثار القديمة لمدينة يزد. وهذه المکتبة تعمل حالياً بإشراف العتبة الرضوية وعلی يد أولاد المرحوم.
3. المسجد الجامع في يزد؛ والذي يعود تأريخ بنائه إلی القرنين السابع والثامن للهجرة والذي اشتهر بفضل منارتيه الطويلتين ويجلب السياح والزوّار الکثيرين من داخل البلاد وخارجها. ومن الجدير بالذکر أن محراب المسجد يعتبر المکان الأکثر قداسة لأنه قدشيِّد بالتربة الحسينية وفقاً للمصادر والوثائق المعتبرة.
4. المشارکة في اجتماع مدراء حوزة يزد العلمية ومسئولي المدارس الدينية لمحافظة يزد والذي أقيم في مرکز إدارة الحوزة العلمية بالمدينة وبدعوة من سماحة حجة الإسلام والمسلمين شمس.
وفي هذا اللقاء أعرب سماحة آية الله الميلاني عن خالص شکره للجهود التي بذلت من جانب مدراء الحوزة العلمية کما أکد علی ضرورة إتباع نظام منهجي وعلمي لتعليم طلاب العلوم الدينية وتربيتهم حتی يمکن من تحقيق معنی الآية المبارکة «فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِينْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيهِمْ لَعَلَّهُمْ يحْذَرُونَ»1
ودعی سماحته المسئولين إلی الإلتزام بقصد القربة في جميع جهودهم خلال فترة مسؤوليتهم کما أوضح بأن الإستفادة من الحوزات العلمية النشطة والفاعلة والمؤثرة کفيل بإرساء ثقافة الخلوص في النشاطات والأداء وترسيخها لدی الجميع حتی يمکن من تحقيق الأهداف المنشودة في تربية طلاب العلوم الدينية.
وأضاف سماحته في هذا اللقاء بأن دراسة العلوم الدينية وتعليمها إلی الآخرين من واجب الجميع ومن المؤکد بأن قسماً من هذا الواجب يقع علی عاتق طلبة العلوم الدينية والذين تطوعوا لقبول المسؤولية الخطيرة أي تبليغ المعارف الدينية عبر التسجيل في الحوزات العلمية.
وفي اليوم الثاني من هذا السفر قام سماحة آية الله دعائي من الخطباء المعروفين ومن علماء يزد بلقاء سماحة آية الله الميلاني وبعد الترحيب به ذکر بعض الذکريات المتعلقة بفترة صحبته مع والد سماحة آية الله الميلاني وجدّه الموقر، وفي اليوم الأخير من هذه الجولة العلمية والثقافية التقی سماحة آية الله الميلاني بسماحة آية الله حيدرزاده والذي هو من العلماء المعروفين بمدينة يزد وبعد زيارة سماحته للصالحين ووجهاء يزد عاد آية الله الميلاني إلی مدينة السيدة المعصومة أي قم المقدسة.
Menu