في يوم الأربعاء ٤ ذي القعدة ١٤٣٩ هـ ق، قام سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني (دام ظله) بزيارة المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ الألمانية بدعوة خاصة من رئيس المركز.
وقد أبدى آية الله الميلاني رضاه وسروره بمناسبة تأسيس حوزة علمية في هامبورغ يتم فيها تدريس المباحث الكلامية و المسائل الاعتقادية إلى جانب دروس الحوزة الرسمية كالفقه والأصول، منوٌهاً إلى أهمية هذه الخطوة بقوله: هنالك مركز تعليمي باسم مركز الإمامة تم افتتاحه بمساعي بعض الفضلاء قي قم قبل بضع سنوات، يبحث بصورة تخصّصية في مسألة إمامة أهل البيت (عليهم السلام) وله جهود مثمرة في إجابة المسائل و ردّ الشبهات الكلامية، ويمكن أن يكون مفيداً جداً للمراكز الإسلامية في خارج إيران.
وقد تحدّث حجة الاسلام والمسلمين رمضاني، مدير المركز الإسلامي في هامبورغ حول أهمية زيارة سماحة آية الله الميلاني لمنطقة أوروبا المركزية مثمّناً هذه الخطوة المباركة، وأشار في حديثه إلى الفرص الكثيرة المتاحة للحوزة العلمية في هامبورغ من خلال تربية وتعليم الطلاب والمتطوّعين المحلّيين من أبناء الدول الأوروبية، داعياً إلى زيادة الاهتمام والدّعم من قبل مراجع التقليد العظام لاغتنام هذه الفرصة الثمينة لتأييد وتوسعة هذه النشاطات والفعاليات خصوصاً إن هذه الحوزة تعمل على نشر المعارف الإسلامية الصحيحة.
جدير بالذكر، إن آية الله الميلاني (مدظله) حضر ظهراً إى حوزة هامبورغ و التقى بالأساتذة والطلاب في تلك المدرسة المباركة. وبعد إقامة صلاتي الظهر والعصر، أبدى سماحته شعوره بالارتياح من زيارته لهذه المدرسة العلمية واللقاء مع طلابها الأوروبيين، ثم ألقى كلمةً تحدّث فيها عن فضيلة العلم ولزوم الجِدّ في تحصيل علوم أهل البيت (عليهم السلام).
وقد أشار سماحة آية الله الميلاني إلى كثرة وتنوّع العلوم في الزمان المعاصر وقال: وعاء كل إنسان له حدود لا تسمح له بتلقّي جميع العلوم، فليس ذلك ميسّراً لكل أحد، وطالب العلم ينبغي عليه أن يختار واحداً منها. العقل و المنظق يحتّمان علينا أن نختار من بين العلوم الموجودة أفضلها وأشرفها، وبالطبع فإن العلم الأفضل هو الذي يوجب السعادة ويوصلنا إلى خير الدنيا والآخرة، ولا شك إنّ هذا العلم هو الدين، وعلى محور أهل بيت النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) المعصومين الأطهار الذين يضمنون لنا هذه السعادة.
وأضاف سماحته قائلاً: آية النّفر في القرآن الكريم تدلّنا على ضرورة تفرّغ جماعة لتحصيل العلوم الدينية والتفقه في الدين، أتمنى إن شاءالله أن تكونوا أنتم الطلاب مصداق هذه الآية في هذه المنطقة من العالم كي توفّقوا بعد اكتساب علوم أهل البيت (عليهم السلام) إلى تبيينها وتعريف دين الله تعالى بصورة صحيحة في بلادكم وما حولها.
ثم استشهد آية الله الميلاني بحديث النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في قوله لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): «لَئِنْ يَهديَ اللَّهُ على يديك عبداً من عباده خيرٌ لك ممّا طَلَعَت عليه الشّمسُ»، وابتهل إلى الله تعالى أن يتخرّج من هذه الحوزة المباركة أشخاص مثل آية الله العظمى البروجردي (قدس سره) ليكونوا مصدراً للفخر وينتشر الإسلام المحمدي الأصيل على أيديهم.
بعد انتهاء الكلمة واللقاء الأخوي بطلاّب المدرسة العلمية في هامبورغ، قام سماحته بزيارة لسائر أقسام المدرسة والمبنى الجديد فيها.