منذ عام 61 للهجرة والذي شهد فيه التاريخ هذه الحادثة العظيمة، لقد بدأ الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وتبعهم شيعتهم بإحياء هذا اليوم. بل وبناء على أحاديث الفريقين البالغة حد التواتر يعتبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو المؤسس لمراسيم عزاء سيد الشهداء عليه السلام.
ولكن قد سعى الأعداء والمخالفون لشطب هذا اليوم و محو آثاره. وفي الحقيقة نرى أن بقدر سعي الأئمة المعصومين و ذريتهم لإحياء هذا اليوم وتخليده خلال العصور المختلفة، لقد سعى الأعدا والمخالفون لطمسه بطرق مختلفة.
ولهذا يعتبر عاشوراء يوم التقاء الصفين؛ صف أتباع الأئمة وصف مخالفيهم، معسكر يسعى لإبقاء هذا اليوم في ذاكرة التاريخ والإنسانية ومعسكر يسعى لطمس هذا اليوم عن التاريخ.
ومن البديهي أننا قلما نجد في التاريخ يوماً كيوم عاشوراء أو يوم الغدير الأغر والذي سعى أناس لإنكاره أو لإعتباره كيوم عادي وغير مهم. ولكن في المقابل لقد سعى أهل الولاية لإحياء هذا اليوم الخالد سعياً حثيثاً. وهذه الظاهرة أي الإنكار و الإثبات إن دلت على شيء فإنها تدل دون أي ريب على عظمة يومي الغدير و عاشوراء واهميتهما.
وفي الحقيقة في يوم عاشوراء من عام 61 للهجرة لم يخطر ببال معاوية ويزيد وكل بني أمية بأن هذا اليوم وآثاره ستكون عكس ما أرادوه وسيحقق نصراً عظيماً لمذهب اهل البيت عليهم السلام.
ومن هنا، فإن إقامة مراسيم عزاء سيدالشهداء عليه السلام وأصحابه الكرام واجب على كل شيعي ومهمتنا الرئيسية ومن واجبنا أن نحترم هذا اليوم العظيم.
ويجب على كل أتباع اهل البيت عليهم السلام أن يسعوا لإحياء هذا اليوم ويخطوا هذا الطريق كل حسب طاقاته وإمكانياته.
ومن الواضح أن لهذه المراسيم أحكام و شروط يجب على كل مكلف إتباع آراء مرجعه الديني ولا يجوز تجاوز الحدود الشرعية.
وبحمد الله تعالى وبلطفه وألطاف صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، تقام هذه المراسيم في بلدنا بشكل يليق وعظمته وعلاوة على هذا نرى أن في بلدنا يشارك أتباع الأديان المختلفة في هذه المراسيم ولقد أدركوا بركة هذه المجالس المباركة.
تعتبر هذه المراسيم، شعائر دينية ولا يجوز النهي عن إقامتها؛ ولكن مع الأسف الشديد نشاهد أن في بعض البلدان الإسلامية يسعى المخالفون لإثارة الفتن حول هذه المراسيم وبالنتيجة يؤدي هذا الأمر في كثير الأحيان إلى الوقائع المرّة والتعسفية.