عُقد المؤتمر السنوي الثامن للعلماء ورجال الدين والمبلّغين الشيعة في ألمانيا وهولندا، في يوم الثلاثاء 21 اكتوبر (تشرين الأوّل) 2014 (الموافق 26 ذي الحجة) بعنوان: «الضرورات والواجبات التبليغية في التعريف بشخصية الإمام الحسين عليه السلام» في «مركز هامبورغ الإسلامي».
وكان ضيف الشرف الخاص في هذا الاجتماع هو سماحة آية الله الحاج السيد علي الحسيني الميلاني (مدّ ظلّه العالي) أحد الأساتذة البارزين لدرس البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم.
عُقد هذا التجمّع بمشاركة أكثر من خمسين عالماً من علماء المنطقة، وهو يناقش سنوياً مواضيع: تبادل وجهات النظر بشأن أهم المباحث المتعلّقة بالتبليغ، وأولويات عمل رجال الدين والعلماء الشيعة في المنطقة.
من الأهداف المعْلَنة لهذا المؤتمر: وجوب التعامل والانسجام الفكري لعلماء الشيعة في إنجاز مهمّاتهم وواجباتهم، الاطّلاع على أنشطة مختلف العلماء، تعارف أكثر بين رجال الدين بعضهم للبعض الآخر، الوقوف على أهم المسائل المرتبطة بالإسلام في ألمانيا، وأخيراً حلّ ورفع المشاكل المرتبطة برجال الدين.
وقد أوضح سماحة آية الله الحاج السيد علي الحسيني الميلاني (حفظه الله ورعاه) أحد الأساتذة البارزين لدرس البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم، في قسم من كلمته التي ألقاها في هذا المؤتمر، أنّ «المنبر» متعلّق بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وأنّه أمانةً بيد مبلّغين الدين…
وأضاف سماحته:
بأنّ «المنبر» في الأصل ملك لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، اُودع أمانةً بيد رجال الدين والمبلّغين، المنبر فرصة ثمينة، وقدرات قيّمة كبيرة، لا تتوفّر لعلماء سائر الأديان، لذا على رجال الدين الّذين يقومون بالتبليغ، ويرتقون المنبر، أن يكونوا على معرفة تامّة بمتطلّبات هذا الأمر المهم.
المسألة المهمة في موضوع تبليغ الدين هي: أنّه إذا سُئلنا، كعالم دين، سؤالاً ما، يجب علينا قبل الإجابة برأينا أن نتحرّى إجابة القرآن وأهل البيت عليهم السلام على مثل هذا السؤال…
فالمنبر منبر أهل البيت عليهم السلام، والناس الذين حضروا مجلس العزاء قد كلّفهم حضورهم أموالاً وعناءً، وبسبب محبّتهم لأهل البيت عليهم السلام جاؤوا لحضور المجلس، لذا يجب علينا عندما نتحدّث عن أهل البيت عليهم السلام، أن نتحدّث بشكل دقيق وصحيح.
ينحصر ما يجب بيانه بشأن أهل البيت عليهم السلام في ثلاثة أُمور:
1) بيان فضائلهم ومناقبهم.
2) بيان المقامات المعنوية لهم.
3) بيان مصائبهم عليهم السلام.
ثم طرح سماحته، في جانب آخر من كلمته، ثلاثة أسئلة، وأشار إلى الأجوبة الموجودة في القرآن والروايات بشأن مواضيع هذه الأسئلة، قائلاً:
السؤال الأول هو: ما هي واجباتنا تجاه المنبر، وكيف يجب أن نتحدّث على المنبر؟
والجواب: أننا عند رجوعنا إلى القرآن نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة النحل المباركة: (اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة وَ جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)..
السؤال الثاني هو: ما هي واجباتنا تجاه أهل البيت عليهم السلام؟
والجواب: عند الرجوع إلى حديث الأئمة المعصومين عليهم السلام، سنرى أنهم يأمروننا: انقلوا كلامنا وحديثنا إلى الناس، إذ لو سمع الناس الكلام الحق سيتّبعونه حتماً، «یَتَعَلَّمُ عُلُومَنا و یُعَلِّمُها النّاسَ، فَإِنَّ النّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحاسِنَ کَلامِنا لاَتَّبَعُونا».
السؤال الثالث هو: ما هو سرّ ثورة الإمام سيّد الشهداء عليه السلام؟
وقد أجاب الإمام الحسين عليه السلام بشخصه المقدّس على هذا السؤال؛ فقد قال: «لم أخرج أَشِراً ولا بَطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح في أمّة جدّي».
ثم في جانب آخر من كلمته عبّر سماحة آية الله السيّد الحسيني الميلاني عن ارتياحه وسروره لتأسيس وإقامة الحوزة العلمية في هامبورغ، مؤكّداً على تعريف الشباب المؤهّل لإكمال الدراسة في الحوزة وتحصيل العلوم الحوزوية، وتشجيعهم وترغيبهم لهذا الأمر. وأضاف:
هذه الحوزة فرصة جيّدة ومناسبة جداً لإعداد وتربية القدرات المحليّة التي تعرف احتياجات هذا المجتمع وتشخّصها أكثر من غيرها.
وبإعداد وتربية الطاقات الشبابية المحلية المطّلعة على مشاكل هذا المجتمع، حتماً سيزداد الأمل بانتشار الإسلام الصحيح وتوسّعه في هذه المنطقة.
هذه الحوزة تأسّست من أجل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام، فيجب على العلماء ورجال الدين المقيمين في ألمانيا تشخيص الشباب الكفوء والجيد والتعريف بهم، وترغيبهم وتشجيعهم للدراسة في هذه الحوزة.
Menu