بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خير خلقه وأشرف بريّته، محمّدٍ وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
هناك قضاياء تنسب إلى الشّيعة الإماميّة ويتّهمون بها، ولكنّك إذا نظرت وتأمّلت في الروايات وجدت أنّ الأصل في تلك القضاياء هم الآخرون، وقد انتقلت تلك القضاياء منهم إلى الشيعة الإماميّة، وتلك القضاياء منهم ابتدأت لا من الشيعة، واتّهام الشيعة بتلك القضاياء اتّهامٌ باطلٌ لا أصل له أبداً.
ومن تلك القضاياء مسألة تحريف القرآن، القول بتحريف القرآن ونقصانه:
هذا القول تجده في أُمّهات المصادر غير الشيعيّة من كتاب البخاري ومسلم ومسند أحمد بن حنبل، وغير هذه الكتب، حيث يروون القول بنقصان القرآن عن عدّةٍ من أعلام الصّحابة، يصرّحون في تلك الأحاديث بضياع بعض الآيات من القرآن الكريم أو حتّى ضياع بعض السّور. وهذا شيءٌ موجودٌ في كتبهم، لكنّهم ينسبون القول بنقصان القرآن إلى الشيعة الإماميّة. كبير المحدّثين عند الشيعة الإماميّة وهو أبوجعفر الصدوق القمّي المتوفّى قبل ألف سنة يصرّح: بأنّ من نسب إلينا، القول بنقصان القرآن فهو كاذبٌ علينا.
ومن القضاياء، قضية إرتكاب بعض كبار الصّحابة للكبائر الموبقة:
إنّ الأخبار والروايات الّتي تحدّثنا بصدور تلك الموبقات عن أُولئك الصّحابة موجودةٌ في أكبر وأشهر وأهمّ كتب أهل السنّة، ولو أنّ الشيعة ذكروا شيئاً من هذه الأُمور فإنّما ينقلونها عن تلك الكتب، ولو أنّ المحدّثين الكبار من أهل السنّة لم ينقلوا تلك القضاياء في كتبهم المعتمدة لَما علم أحدٌ بتلك المعاصي والذنوب الكبيرة الّتي صدرت من كبار الصحابة أي من بعض كبار الصحابة.
ومن جملة القضاياء، قضاياء بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وآله:
فإنّ القوم يروون بعض التصرّفات غير اللاّئقة بشأن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وبشأن أزواجه يروون صدور تلك التصرّفات ووقوع تلك الأُمور من بعض الأزواج، يروونها بالأسانيد في كتبهم المعروفة المشهورة المعتمدة، من كتب الحديث والفقه والتفسير وغير ذلك، ثمّ يتّهمون الشيعة الإماميّة بالتكلّم في أزواج النبي صلّى الله عليه وآله.
فإن كانت هذه القضاياء أكاذيب وإفتراءات، فلماذا رووها في كتبهم، من الصحاح وغيرها؟ ولماذا لا يحذفونها من تلك الكتب؟ ولماذا لا ينزّهون كتبهم من تلك الأكاذيب؟ وإن كانت صادقةً وصحيحةً، فلماذا يتأذّون من نقل الشيعة تلك القضاياء من تلك الكتب ويتحدّثون بها وينقلونها؟ ولماذا ينسبون تلك القضاياء إلى الشيعة وهم الأصل لتلك القضاياء وهم الرواة لها قبل الشيعة الإماميّة الإثني عشريّة؟
إنّنا نعتقد أنّ تهذيب كتبهم من هذه الإفتراءات والأكاذيب والأباطيل أحد الطرق الصحيحة للتقريب بين المذاهب ولحصول التفاهم بين المسلمين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّق المخلصين لهذه الأعمال النافعة والمفيدة للإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Menu