بسم الله الرحمن الرحيم سماحة العالم الديني الكبير آية الله المحقق الحجة السيد علي الحسيني الميلاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مولانا الى سماحتكم الاستفسار الاتي ونامل منكم الاجابة الوافية الائمة سلام الله عليهم كثيرا ما كانوا يفتون ويجيبون ويحكمون وفق التقية خلافا للحكم الواقعي لكي يحصل الاختلاف بين الشيعة فلا يعرف المخالفون ان احكامهم يأخذونها من مصدر واحد فلا يترتب عليهم وعلى شيعتهم اذى وكي لايحصل لمذهب الشيعىة طابع خاص متمايز ويظهر ما يعينه ويشخصه في مقابل مذهب الحكومة وطريقتهم الرسمية فيتخذه خصومهم وسيلة الى اضطهادهم كما روي عن مولانا الامام الباقر عليه السلام – في جواب من سأل عن سبب هذا الاختلاف بين الشيعة -(ان هذا خير لنا وابقى لنا ولكم ولو اجنتمهتم على شئ واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم – اصول الكافي ج1 باب اختلاف الحديث وما روي عنهم سلام الله عليهم في جواب من قال انه ليس أشد على من اختلاف اصحابنا ان الامام عليه السلام أجاب ذلك من قبلي- بحار الانوار للعلامة المجلسي ج 2-236 الحدائق الناضرة للشيخ يوسف البحراني ج1-7 المقدمة والحديث المروي عن مولانا الصادق عليه السلام في جواب من سأل عن اختلاف مايروونه عنه انه قال -اني خالفت بينهم لكيلا يعرفوا فيؤخذوا ويقتلو- لكن يبرز اشكال كبير 1- النتيجة كانت تعدد اقوال الامام المعصوم عليه السلام واختلافه يؤدي بالنهاية -الى اختلاف في العقيدة المؤخوذة والمسموعة من الامام عليه السلام من حديث وتفسير وسنة 2- يتقاطع ويصطدم مع اعتقادنا بمنصب الامامة الالهية الامام حافظ للشرع وقائم عليه والمفسر الرباني للقرأن الكريم وهو القرأن الناطق والمبلغ عن الله عزوجل وهو مصدر الاحكام والفتاوى وبوجوده يكون المكلف ابعد من فعل القبيح واقرب من فعل الواجب والحق لايعرف الا من جهته عليه السلام والطريق الى اليقين لايكون الا من قوله بالنتيجة كل ذلك لن يتحقق لأختلاف قول الامام المعصوم عليه السلام واوضح شاهد على ذلك تقرير الشيخ الطوسي رحمه الله في مقدمة كتاب تهذيب الاحكام ج1 -( ذاكرني بعض الاصدقاء ايده الله ممن اوجب حقه علينا بأحاديث اصحابنا ايدهم الله ورحم السلف منهم وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لايكاد يتفق خبر الا وبأزائه ما يضاده ولا يسلم حديث الا وفي مقابلته ما ينافيه حتى جعل مخالفونا ذلك من اعظم الطعون على مذهبنا وتطرقوا بذلك الى ابطال معتقدنا -) وقول الشيخ يوسف البحراني رحمه الله صاحب الموسوعة الفقهية الحدائق الناضرة ج1 ص5 ( فلم يعلم من احكام الدين على اليقين الا القليل لامتزاج اخباره بأخبار التقية ) وما ذكره المرجع الديني الراحل السيد الخميني اعلى الله درجاته في كتاب كشف الاسرار ص-138 موضوع جواب المقال بحكم العقل والواضح ان الامامة لو تمت كما اراد الله وكما بلغ النبي وسعى اليه لم تكن لتقع كل هذة الاختلافات في بلاد الاسلام ولم تكن لتقع كل هذة الحروب وسفك الدماء ولم تكن لتحصل كل هذة الخلافات في اصول الدين وفروعه بل لم يكن ليقع الاختلاف بين مجتهدي الشيعة الذي يجب اعتبار يوم السقيفة من اسبابه لان اختلاف الاراء ناشئ عن اختلاف الاخبار واختلافها ناشئ عن صدور بعضها تقية كما تقدم الحديث عن ذلك فلو وصلت الزعامة الى اهلها لم يكن للتقية مورد ) نامل من سماحة العالم الديني الاجابة والتوضيح ورفع الاشكال كما عودنا سماحته صاحب القلم الجرئ بالحق والفتوى الواضحة واهل الثقة والاعتماد ودمتم في رعاية الله وحفظه

بسمه تعالى
السلام عليكم
كلّ ذلك قد وقع، ولكنّ الله عزّ وجلّ قيّض لهذه الطائفة علماء أبراراً بذلوا جهودكم لتمييز ما كان على وجه التقيّة عمّا هو الحكم الواقعي بتأسيس القواعد والاصول في علمي الحديث والرّجال وغير ذلك ومن جملة الكتب المؤلّفة للغرض المذكور كتاب الاستبصار لشيخ الطائفة.
7355
تم طرحه بواسطة: قيس عزم سيد مراد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *