سلام عليكم … جاء في كتاب تمام نهج البلاغة ج5 ص 498 و 499 تأليف صادق الموسوي: كلامٌ له (عَلَيْهِ السَّلامُ) وقد سمعَ قومًا من أصحَابهِ يسبّونَ أهلَ الشامِ أيّام حرب صفين، فأرسلَ إليهم أنْ كُفّوا عمّا يبلغني عنكم. فأتوه فقالوا: يا أميرَ المؤمنين، ألسْنَا مُحقّين؟ قال (عَلَيْهِ السَّلامُ): بلى. قالوا: أليسُوا مُبْطلين؟ قال (عَلَيْهِ السَّلامُ): بلى. قالوا: فَلِم مَنعتَنا من شَتْمِهم؟ فقال (عَلَيْهِ السَّلامُ): إني أكْرهُ لكم أنْ تكونُوا سَبَّابِيْنَ شَتَّامِيْنَ لَعَّانِيْنَ تَشْتُمُونَ وَتَتَبَرَّءُون ولكنكم لو وَصَفْتم مَساوِئَ أعمَالِهم, وذكرتُم حالَهم وَسيرَتَهم كانَ أصوبَ في القَولِ وأبلغَ في العُذر، ولو قُلتُم مكانَ سبِّكُم ولعنِكُم إيَّاهُم وبراءَتِكُم مِنهم: (اللهُمَّ احْقِنْ دِماءَنا وَدِماءَهم، وأصْلحْ ذاتَ بينِنَا وَبينِهم، واهْدِهم من ضَلالَتِهم، حتى يَعرفَ الحقَّ من جَهِلَه وَيَرْعَوِي عن الغَيِّ والعُدْوَانِ مَن لَهِجَ بهِ لكانَ هذا أَحَبَّ إليَّ وَخَيْرًا لكم. لقد نهى عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أصحابه عن لعن معاوية وأصحابه أثناء حرب صفين أي في وقتٍ كانَ معاوية فيه باغيًا محاربًا لم يتورع عن سبّ ولعن أمير المؤمنين ومع ذلك فقد نهى عن سبِّه ولعنهِ والبراءةِ منه ومن أصحابه؛ فهل خالفَ الإمام الباقر (عَلَيْهِ السَّلامُ) جدَّه أميرَ المؤمنين في لعنه معاوية في زيارة عاشوراء المشحونة باللعن والبراءة في وقت لم يكن حربًا؟ وهل أخلاقيات أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) مع أعدائهم وفي وقت الحرب أفضل منها في وقت السِّلم؟ إنَّ ما جاء في هذا النص يتناقض تمامًا مع ما جاء في زيارة عاشوراء، فإذا كانت هذه أخلاقيات أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) مع أعدائهم وفي وقت الحرب فهل نتوقع من باقر العلم وفي وقت السِّلم أن يلعن ويتبرأ؟! فبماذا تجيبون؟

بسمه تعالى
السلام عليكم
قد أعطيتكم الجواب الكافي فيما تقدّم، وسألتكم بعض الأسئلة ولم تجيبوا.
أمّا في خصوص ما جاء في رسالتكم هذه، فأوّلاً: زيارة عاشوراء متأخّرة زماناً، وقد وردت عمّن علم بما كان من الإمام أميرالمؤمنين وهو ابنه ومعصومٌ مثله. وثانياً: الكلام الذي نقلتموه عن الأمير معلَّل بـ«حتى يعرف…»، والآنْ ـ وبعد مضيّ القرون ـ لم يبق مسلمٌ حرّ عاقلٌ لا يعرف الحق، فقد تميَّز الطيّب من الخبيث ولابدّ من التبرّئ من الخبيث عقلاً ونقلاً. فتأمّل.
8389
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *