خرج لنا أحد رجال الدين برأي جديد خالف فيه المذهب ولا نعلم لماذا هذه الآراء أصبحت تزداد يوماً بعد يوم. يقول ذلك المعمم في درسه – مع بعض التصريف من قبلنا لتحويله من مقطع صوتي إلى مكتوب -، يقول ما نصه: (( إذا أردنا أن ننتقل من موقع الدفاع في الإمامة إلى موقع التأسيس في الإمامة، الإمامة ما هي؟ – أفترض السنة ليسوا موجودين في التاريخ – نحن الإمامة التي نعتقد بها ما هي؟ ما هي شروطها؟ ما هي موانعها؟ ما هي مستلزماتها؟ ما هي مسؤولياتها؟ هل هي مستمرة أو منقطعة؟ ما هي .. ما هي، عشرة.. خمسة عشر سؤال.. هذه الأسئلة أين أجبنا عنها نحن؟! أنتم الآن كطلبة لو أسألكم هذه الأسئلة ماذا تجيبون؟، وإذا لم تنحل هذه المسائل لا يمكن أن تحل مسألة الإمام الثاني عشر سلام الله عليه، لأنه على علم الكلام المتعارف لدينا يعرف الإمام على أنه يهدي الناس حتى لا يكون اختلاف في الأمة… وكذا وكذا، بيني وبين الله الآن صار له 1150 سنة غائب هل يقوم بهذا الدور أو لا يقوم؟! لا يقوم، إذاً ما هي فائدة وجوده؟! أنت ماذا تقول، تقول فلان ضاع بالصحراء فوجده الإمام وأتى به إلى أمه. بينكم وبين الله هل هذه هي الإمامة؟! شنو هو مؤسسة خيرية من شخص يضيع يجدونه ويأتون به!! أو فلان كان مريض وشخص طرق عليه الباب وأعطاه الدواء ويقول هذه الحجة سلام الله عليه!! لماذا هل فقط هذا الفقر الوحيد الذي يأتيه الإمام الحجة، أليس في شيعته 30% فقير، نرى أن فقد هذا الفقير فقط الذي احترق قلب الإمام عليه!!. بينكم وبين الله هل هذا منقطع تستطيع أن تخرج به إلى الآخرين؟؟! ولذا أقروا الكتب المفصلة فترى قصص كثيرة حول البغدادي التقى والشيخ عباس التقى وشيخ عبود التقى وشيخ محسن التقى وشيخ تحسين التقى.. وماذا حدث مولانا؟؟ بيني وبين الله أما قضايا شخصية أو قصص أو خرافات أو بدع. طبعاً هذه فتوى أقولها: ” أني لن أعتقد أنه التقى بالإمام أحد في عصر الغيبة الكبرى “، مغلق عندي هذا، تقول لي ماذا تقول في ابن طاووس وكذلك بحر العلوم.. أقول: وحده وحده نجاوبها في محلقة، ولكن هذه الفتوى حتى ترتاح، لن يلتقي به أحد وما التقى به أحد )). مولانا الكريم: ما هو رأيكم بهذا الكلام من هذا المعمم؟! أليست هذه جرأة على علمائنا القدامى وأنهم كذبوا علينا كل هذه الفترة؟! أليس معنى ذلك أن مذهبنا مذهب الخرافة والخزعبلات حتى كبار وفطاحل المذهب يذكرون تلك الخرافات في كتبهم؟! نريد من جنابكم إجابة واضحة وصريحة في هذا الرجل حتى يحذره الناس ولا يقعون في الشبهات والتشكيكات، وفقكم الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسمه تعالى
السلام عليكم
هذه المسألة مطروحة في كتب علماء الطائفة في الحديث والكلام وأصول الفقه منذ القديم، ولم نجد أحداً من العلماء الورعين تكلّم حولها بهذا الأسلوب السخيف المهين الذي نقلتموه. ومحلّ النزاع هو تحقق مشاهدة الإمام أرواحنا فداه مع المعرفة ـ لا مكاشفةً ـ في زمن الغيبة، وأمّا تحقّقها لا معها فلا ينكر أبداً بل الروايات صريحة في وقوعها، كما أن من المحتمل في كثير من القضايا أن يكون المشاهَدَ رجلٌ من خدمه وأعوانه.
هذا، وقد حقّقنا في بحوثنا عدم تماميّة دليل القول بالمنع، وهذا كاف في هذه المرحلة، ثم يقع الكلام في مرحلة الإثبات، لأن احتمال المكاشفة وارد جدّاً، إلاّ أنّ النظر في القضايا المرويّة بالأسانيد المعتبرة والتأمّل في القرائن والخصوصيّات يورث العلم الإجمالي بتحقّق مشاهدة نفس الإمام حقيقةً للأوحديّ من أهل الإيمان، كما في تعبيرات غير واحدٍ من الأكابر الأعيان. والله العالم.
7875
تم طرحه بواسطة: عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *