سماحة الفقیه المحقق آیة الله السید علي المیلاني دام ظلّه السّلام علیکم ورحمة الله قد أذیع وأشیع من قِبَل المخالفین خبر أنّ أمیرالمؤمنین علیه السّلام قد أحرق في أیام حکومته بالکوفة جماعةً من النّاس بالنّار، ونحن نعلم بأنّهم کثیراً مّا یکذبون علی أمیرالمؤمنین علیه السّلام، ولذا لا نعتمد علی أخبارهم، بل نرجع إلیکم لمعرفة حقائق الامور، فما رأیکم في الخبر المذکور، جعلکم الله عزّاً ومناراً. والسّلام علیکم ورحمة الله و برکاته. بیروت ـ أبو مهدي محمّد الحسیني وجماعة من المؤمنین.

بسمه تعالی
السلام علیکم
نعم، لا تصدّقوا بأخبارهم فیما یتعلّق بالنّبي الأکرم وأهل بیته الطاهرین صلوات الله عليهم أجمعين حتی التي في ما یسمّی بالصحاح من کتبهم، فإن أصحابها من أعداء النبيّ وآله، وخاصّةً البخاري منهم، لا تصدّقوا إلّا بعد التأکّد من الصحّة، وهذا لا ینافي احتجاجنا ﺑﺘﻠﻚ الکتب في بحوثنا لأنه من باب الإلزام کما لا یخفی.
ومن ذﻟﻚ خبر إحراق أمیرالمؤمنین علیهم السّلام جماعةً من الناس:
1. لقد وضعوا هذا الخبر حمایةً لأبي بکر الذي أحرق الفجائة السلمي، فاعترض علیه أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله، ثم ندم هو علی ما فعل وهو علی فراش الموت. وضعوه حمایةً لخلیفتهم کما وضعوا خبر سکر الامام ـ والعیاذ بالله ـ حمایةً له ولصاحبه.
2. إنّ الواضع لهذا الخبر هو عکرمة کما في کتاب البخاري 4 / 21 ـ 22 ومسند أحمد 1 / 282 والاُم للشافعي 1 / 294 وسنن النسائي 7 / 104 والمستدرﻙ 3 / 538 وأحکام القرآن لابن العربي المالکي 3 / 1485 ومعالم السنن 3 / 293 وغیرها. وهذا الرجل من أکابر الخوارج أعداء أمیرالمؤمنین، ومن مشاهیر الکذّابین عند أئمة الحدیث من أهل السنّة.
راجعوا: طبقات ابن سعد 5 / 287 و میزان الإعتدال 3 / 93، وتهذیب التهذیب 7 / 263 وکتاب الضعفاء الکبیر 3 / 373 وغیرها.
3. وقد کذّب هذا الخبر غیر واحدٍ من التابعین من أهل الکوفة، کعمّار الدهني، قال: لم یحرقّهم ولکنْ حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلی بعض ثم دخّن علیهم حتی ماتوا. فراجعوا: شروح کتاب البخاري مثل: فتح الباري 6 / 106 وعمدة القاري 14 / 264،‌وکتاب سنن البیهقي 9 / 71 وغیرها.
4. وکذب عکرمة علی عبدالله بن عباس أنه اعترض علی أمیرالمؤمنین إحراق القوم. وهذا من دسائسهم وله نظائر، کمسألة المتعة، وقد ثبت أن عکرمة کان یکذب علی ابن عباس، ولذا قیّده علي بن عبدالله بباب الکنیف أو سجنه فیه، فلما سئل عن السبب قال: إنه یکذب علی أبي، ومن هنا لم یرو مسلم وجماعة عن عکرمة، ولکنّ البخاري روی عنه واعتمد علیه، فاعرفوا البخاري!!
5. إن الذین فعل بهم امیرالمؤمنین علیه السلام ذﻟﻚ کانوا یقولون بألوهیّته، فردعهم ووعظهم ولم تؤثّر فیهم الموعظة، وأین هذا من قضیّة الفجاءة وغیره الذین أحرقهم أبوبکر؟!
6. والذي رواه علماؤنا عن أئمة أهل البیت علیهم السّلام هو الذي ذکره عمّار الدهني، فراجعوا کتاب رجال الکشي: 72 وعنه في بحارالأنوار 25 / 288. ولو کان خبر الإحراق مرویّاً في بعض کتب أصحابنا فهو عن عکرمة.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
علي الحسیني المیلاني
تم طرحه بواسطة: أبو مهدي محمّد الحسیني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *