في مآتمنا المختصّة بسيّد الشهداء عليه السّلام

في مآتمنا المختصّة بسيّد الشهداء عليه السّلام

كلّ مَن وقف على ما سلف من هذه المقدّمة، يعلم أنّه لا وجه للإنكار علينا في مآتمنا المختصة بسيد الشهداء عليه السّلام، ضرورة أنّه لا تشتمل إلاّ على تلك المطالب الخمسة، وقد عرفت إباحتها بالنسبة إلى مطلق الموتى من كافة المؤمنين.
وما أدري كيف يستنكرون مآتم انعقدت لمواسات النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؟ وأُسِّست على الحزن لحزنه، أيبكي بأبي هو وأمي قبل الفاجعة ونحن لا نبكي بعدها؟ ما هذا شأن المتأسي بنبيّه، والمقتصّ لأثره، إنْ هذا إلاّ خروج عن قواعد المتأسين، بل عدول عن سنن النبيّين.
ألم يرو الإمام أحمد بن حنبل من حديث علي عليه السّلام، في الصفحة 85 من الجزء الأول من مسنده، بالإسناد إلى عبداللّه بن نجيّ، عن أبيه أنّه سار مع علي (عليه السّلام)، فلما حاذى نينوى، وهو منطلق إلى صفين نادى: «صبراً أبا عبداللّه، صبراً أبا عبداللّه بشطّ الفرات».
قال: «قلت: وما ذاك»، قال:
«دخلتُ على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي اللّه، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرائيل قبل، فحدّثني أنّ ولدي الحسين يُقتل بشط الفرات، قال فقال: هل لك إلى أن أشمَّك من تربته؟ قال: قلت: نعم! فمدّ يده، فقبض قبضة من تراب فاعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا»(1).
وأخرج ابن سعد، كما في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر، من الصواعق المحرقة لابن حجر(2)، عن الشعبي، قال: «مرّ علي رضي اللّه عنه بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى، فوقف وسأل عن اسم الأرض، فقيل: كربلاء؟ فبكى حتى بلّ الأرضَ من دموعه، ثم قال:
«دخلت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك (بأبي أنت وأُمي) قال: كان عندي جبرائيل آنفاً، وأخبرني أنّ ولدي الحسين، يقتل بشاطىء الفرات، بموضع يقال له كربلاء. (الحديث)(3).
وأخرج الملاّ ـ كما في الصواعق أيضاً ـ : «إنّ علياً مرّ بموضع قبر الحسين عليهما السلام فقال:
«هاهنا مناخ ركابهم، وهاهنا موضع رحالهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمّد، يقتلون بهذه العرصة، تبكي عليهم السمآء والأرض»(4).
ومن حديث أم سلمة ـ كما نصَّ عليه ابن عبدربه المالكي(5)، حيث ذكر مقتل الحسين في الجزء الثاني من العقد الفريد ـ قالت: «كان عندي النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومعي الحسين، فدنا من النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فأخذته، فبكى، فتركته، فدنا منه، فأخذته فبكى فتركته، فقال له جبرائيل: «أتحبّه يا محمّد»؟ قال: «نعم»! قال: «أمّا إنّ أُمتك ستقتله، وإن شئت أريتك الأرض التي يقتل بها»، فبكى النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(6).
وروى الماوردي الشافعي، في باب إنذار النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بما سيحدث بعده،(7) من كتابه (أعلام النبوة) عن عروة، عن عائشة، قالت: «دخل الحسين بن علي على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وهو يُوحى إليه، فقال جبرائيل: «إنّ أمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف».
قالت: «فلمّا ذهب جبرآئيل، خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى أصحابه والتربة بيده، وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر، وهو بيكي» فقالوا: «ما يبكيك يا رسول اللّه»؟ فقال:
«أخبرني جبرائيل: إنّ ابني الحسين، يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، فأخبرني أنّ فيها مضجعه»(8).
وأخرج الترمذي(9) ـ كما في الصواعق وغيرها ـ «إن أم سلمة رأت النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيما يراه النائم باكياً، وبرأسه ولحيته التراب، فسألته فقال:
«قُتِلَ الحسين آنفاً».
قال في الصواعق: «وكذلك رآه ابن عباس، نصف النهار، أشعث أغبر، بيده قارورة، فيها دم يلتقطه، فسأله، فقال:
«دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم»(10).
قال: «فنظروا فوجدوه قد قُتل في ذلك اليوم».
وأما صحاحنا، فإنّها متواترة في بكآئه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على الحسين عليه السّلام في مقامات عديدة، يوم ولادته، وقبلها، ويوم السابع من مولده، وبعده في بيت فاطمة، وفي حجرته، وعلى منبره، وفي بعض أسفاره، تارة يبكيه وحده، ومرة هو والملائكة، وأحياناً هو وعلي وفاطمة، وربّما بكاه هو أصحابه، وكان يقبّله في نحره ويبكي، ويقبّله في شفتيه ويبكي، وإذا رآه فرحاً يبكي، وإذا رآه حزيناً يبكي، بل صح أنّه قد بكاه آدم، ونوح، وإبراهيم، و إسماعيل، وموسى، وعيسى، وزكريا، ويحيى، والخضر، وسليمان عليهم السلام، وتفصيل ذلك كلّه موكول إلى مظانه من كتب الحديث(11).
وأما أئمة العترة الطاهرة الذين هم كسفينة نوح، وباب حطّة، وأمان أهل الأرض، وأحد الثقلين اللذين لا يضلُّ مَن تمسك بهما ولا يهتدي إلى اللّه مَن صدَّ عنهما، فقد استمرت سيرتهم على الندب والعويل، وأمروا أوليائهم بإقامة مآتم الحزن، جيلا بعد جيل، فعن الصادق عليه السّلام ـ فيما رواه ابن قولويه في الكامل، وابن شهراشوب في المناقب، وغيرهما ـ :
«إنّ علي بن الحسين عليهما السلام بكى على أبيه مدّة حياته، وما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى، ولا أتى بشراب إلاّ بكى، حتى قال له أحد مواليه: جُعلت فداك، يا ابن رسول اللّه; إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال عليه السّلام: إنما أشكو بثّي وحزني إلى اللّه وأعلم من اللّه ما لا تعلمون»(12).
وروى ابن قولويه وابن شهرآشوب أيضاً وغيرهما: إنّه كلّما كثر بكاؤه قال له مولاه: «أما آن لحزنك أن ينقضي»؟، فقال:
«ويحك، إن يعقوب عليه السّلام كان له اثنا عشر ولداً، فغيّب اللّه واحداً منهم، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره من الغم، وابنه حي في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي، وأخي، وعمومتي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟»(13).
وعن الباقر عليه السّلام(14) قال:
«كان أبي علي بن الحسين (صلوات اللّه عليه) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليه السّلام دمعة حتى تسيل على خدّه، بوّأه اللّه تعالى في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً; وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خدّه فينا، لأذى مسّنا من عدوّنا في الدنيا، بوّأه اللّه في الجنة مبوّأ صدق، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده (من مضاضة ما أُوذي فينا)(15)، صرف اللّه عن وجهه الأذى، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار»(16).
وقال الرضا(17) ـ وهو الثامن من أئمة الهدى، صلوات اللّه وسلامه عليهم ـ .
«إن المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسُبيت فيه ذرارينا ونساؤنا، واضرمت فيه النار في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا(18)، ولم ترع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام (ثم قال عليه السّلام:) كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه».
وقال (عليه السّلام)(19):
«مَن تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منّا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومَن ذكر مصابنا، فبكى وأبكى، لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون، ومَن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(20).
وعن الريان بن شبيب ـ فيما أخرجه الشيخ الصدوق في العيون ـ قال: «دخلتُ على الرضا عليه السّلام في أول يوم من المحرّم، فقال لي:
«يا ابن شبيب، إن المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه الظلم والقتال، لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها، ولا حرمة نبيّها ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، إذ قتلوا في هذا الشهر ذريّته، وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله، يا ابن شبيب إنْ كنت باكياً لشيء فابك للحسين (عليه السّلام) فإنه ذبح كما يُذبح الكبش(21)، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض من شبيه، ولقد بكت السموات السبع لقتله ـ إلى أنْ قال ـ : يا ابن شبيب إنْ سرّك أنْ تكون معنا في الدرجات العلى فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا. الحديث»(22).
وقال (عليه السّلام) فيما أخرجه الصدوق في أماليه:
«مَن ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى اللّه له حوائج الدنيا والآخرة، ومَن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل اللّه عزّوجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينه، الحديث»(23).
وبكى صلوات اللّه عليه إذ أنشده دعبل بن علي الخزاعي قصيدته التائية السائرة حتى أغمي عليه في أثنائها مرتين، كما نصّ عليه الفاضل العباسي في ترجمة دعبل من معاهد التنصيص(24) وغيره من أهل الأخبار.
وفي البحار وغيره: «إنّه عليه السّلام أمر قبل إنشادها بستر فضرب دون عقائله فجلسن خلفه يسمعن الرثاء، ويبكين على جدّهن سيد الشهدآء وأنّه قال يومئذ:
«يا دعبل من بكى أو أبكي على مصابنا ولو واحداً، كان أجره على اللّه. يا دعبل مَن ذرفت عيناه على مصابنا حشره اللّه معنا»(25).
وحدث محمّد بن سهل كما في ترجة الكميت من معاهد التنصيص قال: «دخلتُ مع الكميت على أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام) في أيام التشريق فقال له: «جُعلت فداك ألا أُنشدك؟» قال: «إنها أيّام عظام». قال: «إنّها فيكم»، قال: «هات» وبعث أبو عبداللّه إلى بعض أهله، فقرب فأنشده في رثاء الحسين عليه السّلام فكثر البكاء حتى أتى على هذا البيت:
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم *** فيا آخراً أسدى له الغي أوّل
قال: «فرفع أبو عبداللّه رحمه اللّه تعالى يديه فقال:
«اللّهم اغفر للكميت ما قدّم وما أخّر، وما أسرّ وما أعلن، وأعطه حتى يرضى»(26).(27)
وفي كامل الزيارات بالإسناد إلى عبداللّه بن غالب قال: «دخلت على أبي عبداللّه عليه السّلام فانشدته مرثية الحسين عليه السّلام، فلما انتهيت إلى قولي: فيها (لبلية) البيت، صاحت باكية من وراء الستر: «يا أبتآه…»(28).
وروى الصدوق في الأمالي وثواب الأعمال وابن قولويه، بأسانيد معتبرة، عن أبي عمارة قال: قال لي أبو عبداللّه عليه السّلام: «يا أبا عمارة، أنشدني في الحسين»، فأنشدته، فبكى، ثم أنشدته فبكى. قال: «فواللّه ما زلتُ أنشده ويبكي، حتى سمعت البكاء من الدار» فقال:
«يا أبا عمارة، مَن أنشد في الحسين بن علي (عليهما السلام) فأبكى خمسين فله الجنة، ومَن أنشد في الحسين فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومَن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة، ومَن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة»(29).
وروى الصدوق في ثواب الأعمال، بالإسناد إلى هارون المكفوف قال: «دخلت على أبي عبداللّه الصادق عليه السّلام فقال لي: «يا أبا هارون أنشدني في الحسين عليه السّلام» فأنشدته، فقال لي: «أنشدني كما تنشدون». ـ يعني بالرقة ـ قال فأنشدته:
امرر على جدث الحسين *** فقل لأعظمه الزكية
قال: فبكى، ثم قال: «زدني» فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر، فلما فرغت، قال:
«يا أبا هارون! من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعراً فبكى وأبكى عشرة، كتبت لهم الجنة، إلى أن قال: ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة، كان ثوابه على اللّه عزّوجلّ، ولم يرض له بدون الجنة»(30).
وروى الكشي بسند معتبر عن زيد الشحام قال: «كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه جعفر بن عفان فقرّبه وأدناه، ثم قال: «يا جعفر!» قال: «لبيك جعلني اللّه فداك، قال: بلغني أنّك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد»، فقال له: «نعم جعلني اللّه فداك» فقال: «قل!» فأنشده، فبكى ومَن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال:
«يا جعفر، واللّه لقد شهدك ملائكة اللّه المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السّلام)، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر، (إلى أن قال:) ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى إلاّ أوجب اللّه له الجنة، وغفرله»(31).
وروى ابن قولويه في الكامل بسند معتبر حديثاً، عن الصادق (عليه السّلام) جاء فيه:
«وكان جدّي علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا ذكره ـ يعني الحسين عليه السّلام ـ بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له مَن رآه، وإنّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كلّ مَن في الهواء والسماء، وما من باك يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة وأسعدها، ووصل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) وأدّى حقنا، الحديث»(32).
وفي قرب الإسناد، عن بكر بن محمّد الأزدي قال: قال أبو عبداللّه (الصادق) عليه السّلام لفضيل بن يسار: «تجلسون وتتحدّثون؟» قال: «نعم جعلت فداك» قال عليه السّلام:
«إنّ تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، فرحم اللّه مَن أحيى أمرنا، يا فضيل! مَن ذكرنا أو ذُكرنا عنده، فخرج من عينه مثل جناح الذباب(33)غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر»(34).
وفي خصال الصدوق(35): عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:
«إن اللّه تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا»(36).
وفي كامل الزيارات بالإسناد إلى أبي عمارة المنشد قال: «ما ذكر الحسين (عليه السّلام) عند أبي عبداللّه (الصادق عليه السّلام) في يوم قط فرئي متبسماً في ذلك اليوم إلى الليل. قال: «وكان أبو عبداللّه عليه السّلام يقول:
«الحسين عبرةُ كلّ مؤمن»(37).
وفيه بالإسناد إلى الصادق عليه السّلام قال:
«قال الحسين (عليه السّلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ استعبر»(38).
إلى غير ذلك من صحاح الأخبار المتواترة عن الأئمة الأبرار. وناهيكَ بها حجة على رجحان هذه المآتم، وإستحبابها شرعاً، فإنّ أقوال أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام وأفعالهم، وتقريرهم، حجة بالغة; لوجوب عصمتهم بحكم العقل والنقل، كما هو مقرر في مظانه من كتب المتكلّمين من أصحابنا، والتفصيل في كتابنا: سبيل المؤمنين.
على أنّ الاقتداء بهم في هذه المآتم وغيرها لا يتوقف ـ عند الخصم ـ على عصمتهم، بل يكفينا فيه ما اتفقت عليه الكلمة من إمامتهم في الفتوى، وأنّهم في أنفسهم لا يقصرون عن الفقهاء الأربعة، والثوري، والأوزاعي، وأضرابهم، علماً ولا عملا.
وأنت تعلم أنّ هذه المآتم لو ثبتت عن أبي حنيفة أو صاحبيه أبي يوسف والشيباني مثلا، لاستبق الخصمُ إليها وعكف أيام حياته عليها، فلِمَ ينكرها علينا ويندّد بها بعد ثبوتها عن أئمة أهل البيت، يا منصفون؟!
أتراه يرى في أئمة الثقلين أمراً يقتضي الإعراض عنهم، أو يجد فيهم شيئاً يستوجب الإنكار على الآخذين بمذهبهم؟ أو إنّ هناك أدلّة خاصّة، تقصر الإمامة في الفتوى على أئمة خصومنا ولا تبيح الرجوع إلى غيرهم؟ كلاًّ، إنّ واقع الأمر وحقيقة الحال بالعكس.
هذا حديث الثقلين المجمع على صحته واستفاضته، قد أنزل العترة من منزلة الكتاب، وجعلها قدوة لأولي الألباب، فراجعه: في باب فضائل علي (عليه السّلام) من صحيح مسلم، أو في الجمع بين الصحيحين، أو الجمع بين الصحاح الستة، أو في حديث أبي سعيد الخدري من مسند أحمد بن حنبل، أو خصائص علي (عليه السّلام) للإمام النسائي، أو في تفسيري الثعلبي والبيهقي، وفي حلية الحافظ الأصفهاني، أو كتب الحاكم والطبراني وغيرها من كتب الحديث، وأنا أورده لك بلفظ الترمذي(39) بحذف الإسناد قال: «قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(40):
«إني تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي، (الثقلين) أحدهما أعظم من الآخر، كتاب اللّه عزّوجلّ حبل ممدود من السمآء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟
وقد زاد الطبراني:
فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم»(41).
قلت: لا يخفى أنّ تعليق عدم الضلال على التمسك بهما، يقتضي بحكم المفهوم ثبوت الضلال لمَن تخلّى عن أحدهما، وناهيك به في وجوب اتّباع العترة، والإنقطاع في الدين إليها وإلى القرآن العزيز.
على أنّ اقترانهم بالكتاب ـ وهو معصوم ـ وجعلهم في وجوب التمسك بهم مثله، دليل قاطع على حجية أقوالهم، وأفعالهم، وأنّ الرجوع في الدين إلى خلافهم ليس إلاّ كترك القرآن والرجوع إلى كتاب يخالف أحكامه، ولا تنس دلالة قوله (صلّى اللّه عليه وآله): (ولن يفترقا)، على عدم خلو الزمان ممّن يفرغ منهم عن القرآن والقرآن يفرغ عنه(42).
ثم إنّ قوله: «فلا تقدّموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» نص صريح فيما قلناه كما لا يخفى.
وكم لهذا الحديث من نظير في الدلالة على وجوب الاقتدآء بالعترة الطاهرة، والمنع من مخالفتها،
نستلفت الباحثين إلى ما أخرجناه من ذلك في مبحث العصمة من (سبيل المؤمنين)، وحسبك منه ما أخرجه الحاكم بسند صحّحه على شرط البخاري ومسلم(43): «عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال من جملة حديث:
«وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب ـ في بعض أحكام الدين ـ اختلفوا ـ في فتاويهم ـ فصاروا حزب إبليس»(44).
أليس هذا نصّاً في وجوب اتّباعهم، وحرمة مخالفتهم؟ وهل في لغة العرب أو غيرها عبارة أبلغ منه في إنذار مخالفيهم؟
وأخرج أحمد بن حنبل وغيره(45) بالإسناد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال:
«النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض»(46).
وفي رواية:
«فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون»(47).
وفي هذا المعنى صحاح متضافرة من طريق العترة الطاهرة، ومتى كانوا أماناً لأهل الأرض، فكيف يستبدل بهم، وأنّى يعدل عنهم؟؟؟
وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً ـ كذا قال ابن حجر(48) ـ إنّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال:
«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا»(49).
قال ابن حجر: وفي رواية مسلم: «ومَن تخلّف عنها غرق»(50).
(قال) وفي رواية: «هلك وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل مَن دخله غفر له»(51).
(قال) وفي رواية: «غفر له الذنوب».
ولا يخفى أنّ المراد من تمثيلهم بسفينة نوح، إنما هو إلزام الأمة باتّباع طريقتهم، والتمسك بالعروة الوثقى من ولايتهم، وليس المراد من النجاة بذلك إلاّ رضوان اللّه عزّوجلّ، والجنة، كما أنّ المراد (بغرق المتخلفين عنهم أو هلاكهم) إنما هو سخط اللّه سبحانه والنار، والمراد من تمثيلهم (بباب حطة) إنما هو بعث الأمة على التواضع للّه عزّوجلّ بالأقتداء بهم والاستسلام لأوامرهم ونواهيهم، وهذا كله ظاهر كما ترى.
قال ابن حجر ـ بعد إيراد هذه الأحاديث في تفسير الآية السابعة من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من الصواعق ـ ما هذا لفظه:
«ووجه تشبيههم بالسفينة ـ فيما مرّ ـ أنّ مَن أحبهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأخذ بهدى علمآئهم نجا من ظلمة المخالفات، ومَن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيانَ… وبباب حطة (يعني ووجه تشبيههم بباب حطّة) إنّ اللّه تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب إريحاء أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سبباً لها»، إلى آخر كلامه.
ولو أردنا إستيفاء ماجاء من صحاح السّنة في وجوب اتّباع أئمة أهل البيت، والإنقطاع في الدين إليهم عن العالمين; لطال المقام وخرجنا عن موضوع هذه المقدمة. وحاصله:
إنّ مآتمنا بما فيها من الجلوس بعنوان الحزن على مصائب أهل البيت، والإنفاق عنهم في وجوه البر، وتلاوة رثائهم ومناقبهم، والبكاء رحمة لهم، سيرة قطعية قد استمرّت عليها أئمة الهدى من أهل البيت، وأمروا بها أوليآءهم على مر الليالي والأيام، فورثناها منهم، وثابرنا عليها، عملاً بما هو المأثور عنهم، فكيف ـ والحال هذه ـ تنكرونها علينا، وتقولون فيها ما تقولون؟، واللّه يعلم أنّها ليست كما تظنون.
دع بكاء الأنبياء والأوصياء، ودع عنك ما كان من ملائكة السماء، وقل لي: هل جهلت نوح الجن في طبقاتها؟ ورثاء الطير في وكناتها؟ و بكاء الوحش في فلواتها؟ ورسيس حيتان البحر في غمراتها؟ وهل نسيت الشمس وكسوفها، والنجوم وخسوفها، والأرض وزلزالها، وتلك الفجائع وأهوالها؟ أم هل ذهلت عن الأحجار ودمائها، والأشجار وبكائها، والآفاق وغبرتها، والسماء وحمرتها، وقارورة أم سلمة وحصياتها(52) وتلك الساعة وآياتها؟!
ألم يرو الملاّ عن أم سلمة ـ كما في الصواعق(53) وغيرها ـ : أنها قالت: «سمعت نوح الجن على الحسين؟»(54).
وروى ابن سعد ـ كما في الصواعق أيضاً ـ : «إنها بكت حينئذ حتى غُشي عليها».
وأخرج أبو نعيم الحافظ في الدلائل عنها ـ كما نقله السيوطي(55) ـ قالت: «سمعت الجن تبكي على الحسين وتنوح عليه».
وأخرج ثعلب في أماليه ـ كما في تاريخ الخلفاء أيضاً ـ ، عن أبي خباب الكلبي قال: أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب: «أخبرني بما بلغني أنكم تسمعونه من نوح الجن» فقال: «ما تلقى أحداً إلاّ أخبرك أنّه سمع ذلك»، قال: «فأخبرني بما سمعت أنت» قال: سمعتهم يقولون:
مسحَ الرسولُ جبينه *** فله بريقٌ في الخدودِ
أبواه من عليا قريش *** وجدّه خيرُ الجدودِ(56)
وأخرج أبو نعيم الحافظ ـ في كتابه دلائل النبوة ـ ، عن نصرة الأزدية قالت: « لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دماً، فأصبحنا وحبابنا وجرارنا مملوءة دماً».
قال ابن حجر ـ بعد إيراده في الصواعق ـ : «وكذا روي في أحاديث غير هذه (قال) ومما ظهر يوم قتله من الآيات أيضاً: إنّ السماء اسودّت اسوداداً عظيماً حتى رؤيت النجوم نهاراً» (قال): «ولم يرفع حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط»(57).
وأخرج أبو الشيخ ـ كما في الصواعق أيضاً ـ : «إنّ السماء احمّرت لقتله (عليه السّلام) وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار وظن الناس أنّ القيامة قد قامت»(58).
قال: «ولم يرفع حجر في الشام إلاّ رؤي تحته دم عبيط»(59).
وأخرج عثمان بن أبي شيبة ـ كما في الصواعق وغيرها ـ : «إن الشمس مكثت بعد قتله (عليه السّلام) سبعة أيام ترى على الحيطان كأنّها ملاحف معصفرة من شدّة حمرتها وضربت الكواكب بعضها بعضاً»(60).
قال في الصواعق: ونقل ابن الجوزي عن ابن سيرين: «إنّ الدنيا اظلمّت ثلاثة أيام ثم ظهرت هذه الحمرة في السماء»(61).
قال: وقال ابن سعيد: «ما رفع حجر من الدنيا إلاّ وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دَماً بقي. أثره في الثياب حتى تقطّعت»(62).
قال: وأخرج الثعلبي: «إنّ السماء بكت وبكاؤها حمرتها»(63).
وقال غيره: «احمرّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله، ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك».
وإنّ ابن سيرين قال: «أخبرنا أنّ الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين (عليه السّلام)»(64).
قال: «وذكر ابن سعد: إنّ هذه الحمرة لم تر في السمآء قبل قتله».
إلى آخر ما هو مذكور في كتب السنة، مما يدلّك على انقلاب الكون بمقتله عليه السّلام وأنّه قد بكته السماء، وصخور الأرض دماً.
ولو فرضنا الخصم جاهلا بما في تلك الكتب مما سمعت بعضه، فهل يجهل ما قام به ابن نباته خطيباً على أعواده وتركه سنة الخطباء المسلمين في الجمعة الثانية من المحرم في كلّ سنة؟ وإليك ما اشتملت عليه تلك الخطبة بعين لفظه:
«بكت لموته الأرض والسموات، وأمطرت دماً، واظلمّت الأفلاكُ من الكسوف، واشتد سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيام، والكواكب في أفلاكها تتهافت، وعظمت الأهوال حتّى ظن أنّ القيامة قد قامت». قال: «كيف لا؟ وهو ابن السيدة فاطمة الزهراء، وسبط سيد الخلائق دنياً وآخرة، وكان عليه الصلاة والسلام مِن حبّه في الحسين يقبّل شفتيه(65)، ويحمله كثيراً على كتفيه، فكيف لو رآه ملقى على جنبيه، شديد العطش والمآء بين يديه، وأطفاله يصيحون بالبكاء عليه؟ لصاح عليه الصلاة والسلام وخرّ مغشياً عليه». قال: «فتأسفوا رحمكم اللّه على هذا السبط السعيد الشهيد، وتسلّوا بما أصابه عمّا سلف لكم من موت الأحرار والعبيد، واتقوا اللّه حق تقواه» قال: وفي الحديث: «إذا حُشِر الناس في عرصات القيامة، نادى مناد من وراء حجب العرش: يا أهل الموقف: غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمّد، فتجوز وعليها ثوب مخضوب بدم الحسين، وتتعلق بساق العرش وتقول:
«أنت الجبار العدل، إقض بيني وبين من قتل ابني، فيقضي اللّه بينها وبينه». ثم تقول: «اللهم شفّعني فيمَن بكى على مصيبتي»(66). فيشفّعها اللّه تعالى فيهم» إلى آخر كلامه.
فهل ـ بعد هذا كلّه ـ تقول: إن البكاء على مصائب أهل البيت بِدعة؟! وهب أنّك لا ترجو شفاعة الزهراء، ولا تبكي لبكاء الأنبياء والأوصياء، فابكِ لبكاء الشمس والقمر، ولا يكن قلبك أقسى من الحجر، إبك لبكاء عمر بن سعد، أو عمرو بن الحجاج، والأخنس بن زيد، ويزيد بن معاوية، أو خولي، والسالب لحليّ فاطمة بنت الحسين! إبكِ لبكاء العسكر بأجمعه، فقد شهدتْ كتب السير ببكائهم، مع خبث اُمهاتهم وآبائهم، أيحسن منك ـ وأنت مسلم ـ أن يصاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بهذه الفجائع، وتحلّ بساحته تلك القوارع، ثم تتخذها ظهرياً، وتكون عندك نسياً منسياً ما هذا شأن أهل الوفاء، ولا بهذا تكون المواساة لسيد الأنبياء!
ثم إنّ ذلك الإنقلاب الهائل وتلك الأحوال المدهشة ـ من الخسوف والكسوف ورجفة الأرض، وظلمة الأفق، وتهافت النجوم، وحمرة السماء، وبكاء الصخر الأصم دماً(67) ـ لم تكن إلاّ إظهاراً لغضب اللّه عزّوجلّ، وتنبيهاً على فظاعة الخطب، وتسجيلا لتلك النازلة في صفحات الأفق، لئلاّ تنسى على مرَّ اللّيالي والأيام، وفيها مَن بعث الناس على استشعار الحزن، وادّثار الكآبة ما لا يخفى على أُولي الألباب.

(1) مسند أحمد 1 / 85، ط دار صادر، ومجمع الزوائد، للهيثمي 9 / 187، ط دار الكتب العلمية سنة 1408، مسند أبي يعلى الموصلي 1 / 298، المعجم الكبير للطبراني 3 / 105، ح 2811، كنز العمال 13 / 655، ح 37663.
(2) كل ما ننقله في هذا المقام عن الصواعق من هذا الحديث، وغيره موجود في أثناء كلامه في الحديث الثلاثين، من الأحاديث التي أوردها في ذلك الفصل، فراجع. (المؤلف).
(3) أنظر: الصواعق المحرقة، لابن حجر: 193، عنه القندوزي في ينابيع المودّة 3 / 12.
(4) وهذا الحديث رواه أصحابنا ـ بكيفية مشجية ـ عن الباقر عليه الصلاة والسلام، ورووه عن هرثمة، وعن ابن عباس، وإن أردت الوقوف عليه، فدونك ص 108 ـ وما بعدها إلى ـ ص 112 من الخصائص الحسينية للتستري، وأنظر: الصواعق المحرقة: 193.
(5) في السطر 15 من الصفحة 243 من جزئه الثاني المطبوع سنة 1305، وفي هامشه زهر الآداب.
(6) وأخرج البغوي في معجمه وأبو حاتم في صحيحه، من حديث أنس كما في الصواعق نحوه، وابن سعد في طبقاته ج 8 ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)، ح 81، والذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 8 ، وفي ط ص 13 في ترجمة أبان بن أبي عياش رقم 15.
(7) وهو الباب الثاني عشر في الصفحة 23 وفي طبعة الصفحة 182. من ذلك الكتاب، عنه ابن نما الحلي في كتاب ذوب النضار في شرح الثار: 21، ط قم جماعة المدرّسين، سنة 1416.
(8) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 3 / 107، ح 2814، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 188.
(9) الترمذي في سننه 5 / 223 ح 3860، والحاكم في المستدرك 4 / 19، والبخاري في تاريخه الكبير 3 / 324 ح 1098.
(10) وأخرجه من حديث ابن عباس أحمد بن حنبل في الصفحة 283 من الجزء الأوّل من مسنده، وابن عبدالبر، والعسقلاني في ترجمة (الإمام) الحسين (عليه السّلام) من الاستيعاب، و الإصابة. وخلق كثير. (المؤلف).
(11) أنظر: الصفحة 105 وما بعدها إلى الصفحة 232 من الخصائص الحسينية، وإن شئت أنظر: جلاء العيون، والبحار، والمنتخب للطريحي، وأسرار الشهادة للدربندي، وسيرتنا وسنتنا للعلامة الأميني.
(12) كامل الزيارات: 213 ح 1، باب 35، عنه البحار 46 / 63 ح 19، والخصال للصدوق: 518 ح 4، في باب 23.
(13) كامل الزيارات: 213 ح 2، وسائل الشيعة 3 / 283 ح 11، باب 87، العوالم، الإمام الحسين: 449.
(14) فيما أخرجه جماعة، منهم ابن قولويه في كامله ]كامل الزيارات: 201 ح 1، باب 32 [(المؤلفَ).
(15) بين القوسين من المصدر.
(16) كامل الزيارات: 201 ح 1، باب 32.
(17) فيما أخرجه الصدوق في أماليه: 111، وابن فتال النيسابوري المتوفى سنة 508 في روضة الواعظين: 169 ط قم الشريف الرضي، وابن شهرآشوب في مناقبه 3 / 238، والإقبال للسيد ابن طاوس 3 / 28، ط مكتب الإعلام.
(18) الثقل: وزان سبب: متاع المسافر، وكلّ شيء نفيس مصون.
(19) فيما أخرجه الصدوق في أماليه: 131، ح 4، المجلس السادس عشر.
(20) مكارم الأخلاق: 315، وسائل الشيعة 14 / 502 ح 4، البحار 44 / 278 ح 1 و 2.
(21) إن التعبير ـ كهذا ـ مما يدلك على غاية همجية القوم وشقائهم، وبعدهم عن العطف الإنساني، بالإضافة على قتلهم ريحانة الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهتكهم حرمته في سبطه روحي فداه.
وقد أجمل الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام لما أدى عن الفاجعة وأهميتها بهذا الكلام القصير وأشار به إلى معنى جسيم يدركه الباحث المتعمق بعد التحليل والاختبار، ويندهش ـ المجموع البشري ـ لمثل هذه الرزية عندما علم انّه لم يوجد بين تلك الجموع المحتشدة في كربلا مَن يردعهم عن موقفهم البغيض، ولا أقل مَن تسائل بعضهم، لماذا نقاتل الحسين؟ وباي عمل استحق ذلك منا؟
أو هل كان دم الحسين (عليه السّلام) مباحاً إلى حد إباحة دم الكبش؟!، ويُذبح ـ بأبي وأمي ـ بلا ملامة لائم ومن دون خشية محاسب!!
والتاريخ ـ بأيدينا ـ لم يحدثنا عن وجود متردد في قتل الحسين عليه السّلام يوم عاشوراء بل اجتمعوا لذلك على قول واحد بلا رافض منهم يتخيل أن هناك محذوراً شرعياً أو عرفيّاً فيما يصنعون.
حتى أن الشهيد السعيد الحرّ بن يزيد الرياحي لما اعتزلهم ـ قبل أن يشرعوا بالقتال ـ ولحق بالحسين ـ روحي فداه ـ وعظهم وزجرهم، لم يتعظوا بكلامه ولم يهتدوا إلى خيرهم، ولم يتّبعوه وهم غير شاكين في الندامة اللاحقة بهم في مستقبلهم المظلم القريب.
وقد كان لالتحاق ـ الحرّ ـ الرياحي الأثر البالغ حيث أقام الحجة بعمله هذا على أهل الكوفة، وبرهن لهم إمكان التوبة، والرجوع إلى اللّه، واتّباع الحق كما فعل هو ـ سلام اللّه عليه ـ وقد استغل الفرصة ودافع عن الحسين (عليه الصلاة والسلام) واستشهد بين يديه، وسعد في الدنيا بخلود ذكره، وفاز بصحبة النبي العظيم صلّى اللّه عليه وآله في الفردوس الأعلى. (المؤلف).
(22) عيون أخبار الرضا 2 / 268 ح 58، إقبال الأعمال 3 / 29، وسائل الشيعة 10 / 324 ح 18، ط دار إحياء التراث العربي.
(23) الأمالي للصدوق: 191 ح 4 المجلس 27 والعلل 1 / 227 ح 2، باب 162، روضة الواعظين: 169، والمناقب لابن شهرآشوب 3 / 239 ط النجف.
(24) معاهد التنصيص 2 / 190.
(25) البحار 45 / 257 ح 15، ط بيروت مؤسّسة الوفاء، العوالم: 545، ومستدرك الوسائل 10 / 386 ح 2.
(26) أنظر: نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار 9 / 199.
(27) بخ بخ هنيئاً لمَن نال من أئمة الهدى بعض ذلك، وأنت تعلم أنّه عليه السّلام لم يبتهل بالدعاء للكميت هذا الابتهال إلاّ لما دلّ عليه بيته هذا من معرفته بحقيقة الحال، وقد أكثر الشعراء من نظم هذا المعنى، فنظمه المهيار في قصيدته اللاّمية، وقبل ذلك نظمه الشريف الرضي فقال:
بنى لهم الماضون أساس هذه *** فعلوا على أساس تلك القواعد
وكأن سيدة نساء عصرها (زينب عليها السلام) أشارت إلى هذا المعنى بقولها مخاطبة ليزيد: «وسيعلم من سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين» بل أشار إليه معاوية إذ كتب إليه محمّد بن أبي بكر يلومه في تمرّده على أمير المؤمنين عليه السّلام، ويذكر له فضله وسابقته، فكتب له معاوية في الجواب ما يتضمن الإشارة إلى المعنى الذي نظمه الكميت، فراجع ذلك الجواب في كتاب صفين لنصر بن مزاحم أو شرح النهج لابن أبي الحديد أو مروج الذهب للمسعودي. وقد اعترف بذلك المعنى يزيد بن معاوية إذ كتب إليه ابن عمر يلومه على قتل الحسين فأجابه: «أمّا بعد فإنّا أقبلنا على فرش ممهدة ونمارق منضدة»، إلى آخر الكتاب وقد نقله البلاذري وغيره من أهل السير والأخبار، وفي كتابنا سبيل المؤمنين من هذا شيء كثير. فحقيق بالباحثين أن يقفوا عليه. (المؤلف).
(28) كامل الزيارات: 105 ح 3، والبحار 44 / 286 ح 24، ومستدرك الوسائل 10 / 385 ح 1 والبيت هو:
(لبليّة تسقو حسيناً *** بمسقاة الثرى غير الترابِ).
(29) كامل الزيارات: 209 ح 2 باب 33، وثواب الأعمال للصدوق: 111 ح 2، والأمالي للصدوق المجلس: 29 ح 6، والبحار 44 / 282.
(30) ثواب الأعمال: 111 ح 1، ط بيروت الأعلمي.
(31) رجال الكشي 3 / 574 رقم 508 في ترجمة جعفر بن عفان الطائي; ط مؤسّسة آل البيت عليه السلام لإحياء التراث.
(32) كامل الزيارات: 168 ح 8 باب 26، مدينة المعاجز، للسيد هاشم البحراني 4 / 167 ح 242.
(33) كانت الأمم ـ ولم تزل ـ تقيم المهرجانات لعظمائها بشتى المناسبات، فمِن وارد يستقبلونه يهتاف وتصفيق، أو جثمان يحملونه على الأكتاف صارخين، واعتادت الصحف ـ عالمية وأقليمية ـ بنشرها لتفاصيل تعطي قرآئها معلومات كافية عن تلك الأنباء وتطبع الصور المجناة عنها للغاية نفسها.
وقد تقوم وزارة التوجيه والإرشاد بإذاعة تلك الأخبار إذا كسبت الأهمية لديها بصورة مّا، وفي الساعة الأخيرة يثاب المساهمون ويجزون بالجميل فعلا، وقد يكافئون بالأفضل كلّ على حسبه، كما أنّ غيرهم يُحرم مما يقابل به المحسنون، آمنين كانوا أم غير آمنين، عن صميم كان عملهم أم لا، والقصد في عملهم صحيحاً كان أم خالطه خوف أو رجآء.
فإذا كان الحال عند الشعوب والقبائل والحكومات والدول ـ كما قدمنا ـ جزاء المحسن بإحسان مثل ما يؤدّيه من الواجب، أو على قدر ما يبديه بالنسبة إلى الفقيد وذويه، وإلى أصحاب العزاء وإهمال المفرط بل عقابه أحيانا، كان على اللّه سبحانه أن يبذل ما يناسب وشأنه العزيز ـ بكرمه وجوده ـ للمعزّين بأبي الشهدآء ـ روحي له الفداء ـ من الغفران والجنة والرضوان، وما ذلك عليه بعزيز ـ والأمر والملك له ـ حيث أنّ الحسين ثار اللّه ـ كما ورد ـ وأنّ معالم الدين ـ المحمدي (صلّى اللّه عليه وآله) الحنيف لم تعش إلاّ ببركة الحسين وأهل بيته (صلّى اللّه عليهم)، واللّه يعلم أنّ الذي يخرج من العين لا يكون إلاّ عن حرقة، ولم يكن إلاّ عند فيضان الأحاسيس وهيجان العواطف.
فالذي ورد في ثواب الباكين على الحسين (عليه السلام) ـ ولو مثل جناح الذباب ـ مجمع عليه عند المشيخة والأعلام، بلا مناقشة في نصوص الأحاديث المروية في هذا الشأن لتواترها، وكثرتها وقوة سندها ونباهة رجالها. (الميلاني).
(34) أنظر: قرب الإسناد: 36 ح 117، وثواب الأعمال: 187، ط قم الشريف الرضي، وابن إدريس في مستطرفات السرائر: 226، ط قم.
(35) الخصال: 635، ح10، ط قم جماعة المدرّسين، البحار ج44، ص 287، ح26.
(36) قد يرى بعضهم غموضاً في التوجيه المقصود من هذا الحديث، إذ أنّ الحزن على مصاب الحسين (عليه السّلام) والبذل في مأتمه عند فرق المسلمين وغيرهم من الملل الأخرى، لا يقصران عما تأتيه الشيعة فيلزم إما التوسع في معنى التشيع، وإما إهمال الباقين وحرمانهم من ثواب عملهم.
والذي أرتأيه ـ منذ بلغني وشاهدت ما تصنعه الطوائف غير المسلمة، وبعض الفرق الإسلامية (غير الشيعة) تجاه سيد الشهداء روحي له الفداء ـ أنه عليه السّلام يضمن لهم السعادة الأبدية بشفاعته عنداللّه، فلا يخرجون من الدنيا إلاّ مؤمنين، وفي الجنان آمنين، فيكونوا شيعة بعناية اللّه تقديراً لما بذلوه من المال والنفس وما عملوه في سبيله (صلّى اللّه عليه).
وهذا أمر جائز في حدّ ذاته وغير بعيد ـ بل واقع ـ ممن ملأ الكون من أحاديث جوده وكرمه مدّة حياته القدسية الإلهيّة، وقد جاء في الصحيح (إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة). وأمّا كرمه بعد شهادته إلى هذا التاريخ، فقد طبق الدنيا ـ شرقها وغربها ـ من حديثه، حيث لم يخب مَن تمسك به من ذوي الحاجات، فكم من كربة دفعها بإذن اللّه تعالى، لا يفرق بين من يمّه عند مرقده الطاهر، وبين مَن توجه إليه من مكانه ـ مهما بعد ـ وناداه لمشكلته، وإنّ لهؤلاء قصصاً يحضرني الآن منها شيء وافر ليس هذا محلّها. (الميلاني).
(37) كامل الزيارات: 214 ح 2 باب 36، والبحار 44 / 280.
(38) كامل الزيارات: 215 ح 3 باب 36، الأمالي للصدوق، المجلس الثامن والعشرون: 200، ح 8 .
(39) قال ابن حجر ـ بعد نقله عن الترمذي ـ في أثناء تفسيره للآية الثانية من الآيات التي أوردها في الفصل الأوّل من الباب الحادي عشر من صواعقه ما هذا لفظه:
ثم اعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً (قال، ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك في حجة الوداع بعرفة، وفي اخرى: إنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى: إنّه قال ذلك في غدير خم، وفي أخرى: إنّه قاله لما قام خطيباً ـ بعد انصرافه من الطائف ـ (قال) ولا تنافي، إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن إهتماماً بشأن الكتاب العزيز، والعترة الطاهرة ]أنظر: الصواعق المحرقة: 152 [(المؤلف).
(40) أنظر: الترمذي في سننه 5 / 329 ح 3876، أحمد في مسنده 3 / 14 و 5 / 182، ط بيروت دار صادر، والبيهقي في سننه الكبرى ج / 18، ط دار الفكر، والهيثمي في مجمع الزوائد، ج / 163، ط دار الكتب العلمية، والمصنّف لابن أبي شيبة 7 / 176 ج 5.
(41) المعجم الكبير للطبراني 3 / 66 ح 2681، ط القاهرة.
(42) ومثله: قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «في كلّ خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمتكم وفدكم إلى اللّه عزّوجلّ، فانظروا مَن توفدون» أخرجه الملا، كما في تفسير الآية الرابعة من الآيات التي أوردها ابن حجر في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من صواعقه. وفي هذا المعنى صحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة، بل هو من ضروريات مذهبهم عليهم السلام. (المؤلف).
(43) كما في تفسير الآية السابعة من الآيات التي أوردها ابن حجر في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من صواعقه، ونقله حاكماً بصحته أيضاً في باب الأمان ببقائهم من أواخر الصواعق.
(44) الحاكم في مستدركه 4 / 75، ط دار المعرفة 1406.
(45) كما نص عليه ابن حجر في باب الأمان ببقائهم من صواعقه.
(46) وأخرجه الحاكم في المستدرك 2 / 448، والطبراني في المعجم الأوسط 5 / 237، ط دار الحرمين.
(47) السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): للدكتور محمد بيومي مهران الأستاذ في جامعة أمّ القرى: 45، ط السفير 1418.
(48) في تفسير الآية السابعة من الآيات التي أوردها في الفصل الأوّل من الباب الحادي عشر من صواعقه، وفي باب الأمان ببقائهم من أوآخر الصواعق أيضاً.
(49) مجمع الزوائد 9 / 168، والمعجم الصغير للطبراني 1 / 139، ط دار الكتب العلمية، وأيضاً في معجمه الصغير 2 / 22، وكنز العمال 12 / 98 ح 34169، و ح 34170.
(50) الحاكم في مستدركه 3 / 151، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 168. والطبراني في الكبير 3 / 45 ح 2637.
(51) الطبراني في معجمه الصغير 2 / 22، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 168، والقندوزي 1 / 93 ح 2 و ح 4.
(52) أشرنا بهذا إلى ما رواه الملاّ في سيرته وابن أحمد في زيادة المسند، كما في الصواعق عن أم سلمة، قالت من حديث: «ثم ناولني كفاً من تراب أحمر وقال: إنّ هذا من تربة الأرض التي يقتل بها (ولدي) فمتى صار دماً فاعلمي أنّه قد قتل، قالت: فوضعته في قارورة، وكنت أقول: إنّ يوماً يتحوّل فيه دماً ليوم عظيم» وفي رواية أخرى ـ كما في الصواعق أيضاً ـ «أنّ جبرائيل جآء بحصيات فجعلهن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) في قارورة، قالت أم سلمة: فلما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلا يقول:
أيها القاتلون جهلا حسيناً *** إبشروا بالعذاب والتنكيل
قد لُعنتم على لسان ابن داود *** وموسى وصاحب الإنجيل
قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً».
(53) كلّما ننقله هنا عن الصواعق موجود في أثناء كلامه في الحديث الثلاثين من الأحاديث التي أوردها في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر. (المؤلف).
(54) أنظر: تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي 2 / 218، قم وابن أعثم الكوفي في فتوحه 5 / 122، وابن شهراشوب في مناقبه 4 / 70، في آياته بعد وفاته، والطبراني في معجمه الكبير 3 / 122 رقم 2869.
(55) في أحوال يزيد، من كتابه تاريخ الخلفاء: 166، (المؤلف).
(56) تاريخ الخلفاء: 166.
(57) الصواعق المحرقة: الفصل الثالث: 194 باب 11.
(58) أنساب الأشراف، للبلاذري 3 / 209 رقم 211، وابن عساكر: 301، 362، ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام).
(59) الطبقات الكبرى: 90 ـ 91 ح 323 ـ 325، ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام).
(60) أنظر أيضاً: تذكرة الخواص 2 / 232.
(61) تذكرة الخواص 2 / 231.
(62) ابن سعد في طبقاته: 90 ح 321، ترجمة الإمام الحسين، والصواعق: الفصل 3 باب 11 ص 194، وبغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 263.
(63) الثعلبي في تفسير الآية 29 من سورة الدخان.
(64) ابن سعد في طبقاته: 91 ح 326، والصواعق: فصل 3 باب 11 ص 194.
(65) الاختصاص للشيخ المفيد: 207، ومدينة المعاجز: 3 / 300، ط مؤسّسة المعارف.
(66) نور العين في مشهد الحسين، لأبي إسحاق الاسفراييني: 83، ط المنار تونس، الأمالي للشيخ المفيد: 130، المجلس 15.
(67) وخير مرجع نرجع إليه في هذا المجال ذلك الكتاب القيّم (كامل الزيارات); لمؤلّفه الثقة الثبت أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى 368.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *