قوادحه كما في ميزان الاعتدال

قوادحه كما في ميزان الاعتدال
وله قوادح ومعائب كثيرة أيضاً، ونحن نكتفي بإيراد ترجمته في (ميزان الإعتدال)، لاشتمالها على طرف من كلمات الأئمّة في ذمّه والطعن فيه:
«عفّان: ثنا وهيب، قال: شهدت يحيى بن سعيد الأنصاري وأيّوب، فذكرا عكرمة فقال يحيى: كذّاب. وقال أيّوب: لم يكن جبكذّابج.
جرير بن يزيد عن يزيد، بن أبي زياد، عن عبدالله بن الحرث قال: دخلت على علي بن عبدالله، فإذا عكرمة في وثاق عند باب الحش، فقلت له: ألا تتق الله؟ فقال: إنّ هذا الخبيث يكذب على أبي.
ويروى عن ابن المسيّب أنّه كذّب عكرمة.
الخصيب بن ناصح: ثنا خالد بن خداش: شهدت حمّاد بن زيد ـ في آخر يوم مات فيه ـ فقال: اُحدّثكم بحديث لم اُحدّث به قط، لأنّي أكره أن ألقى الله ولم اُحدّث به، سمعت أيّوب يحدّث عن عكرمة قال: إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به.
قلت: ما أسوءها عبارة بل أخبثها، بل أنزله ليهدي به، وليضلّ به الفاسقين.
فطر بن خليفة: قلت لعطاء: إنّ عكرمة يقول: قال ابن عبّاس: سبق الكتاب الخفّين. فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عبّاس يقول: لا بأس بمسح الخفّين وإن دخلت الغائط. قال عطاء: والله إن كان بعضهم ليرى أنّ المسح على القدمين يجزي.
إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: لو أنّ مولى عبدالله بن عبّاس اتّقى الله وكفّ من حديثه، لشدّت إليه المطايا.
مسلم بن إبراهيم: ثنا الصلت أبو شعيب قال: سألت محمّد بن سيرين عن عكرمة فقال: ما يسوءني أن يكون من أهل الجنّة، ولكنّه كذّاب.
إبراهيم بن المنذر: ثنا هشام بن عبدالله المخزومي، سمعت ابن أبي ذئب يقول: رأيت عكرمة وكان غير ثقة.
قال محمّد بن سعد: كان عكرمة كثير العلم والحديث، بحراً من البحور، وليس يحتجّ بحديثه، ويتكلّم النّاس فيه.
وقال مطرف بن عبدالله: سمعت مالكاً يكره أن يذكر عكرمة، ولا يرى أن يروى عنه.
قال أحمد بن حنبل: ما علمت أنّ مالكاً حدّث بشيء لعكرمة، إلاّ في الرجل يطأ امرأته قبل الزيارة، رواه عن ثور عن عكرمة.
أحمد بن أبي خيثمة قال: رأيت في كتاب علي ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدّثوني ـ والله ـ عن أيّوب أنّه ذكر له أنّ عكرمة لا يحسن الصلاة، فقال أيّوب: وكان يصلّي؟
الفضل السيناني عن رجل قال: رأيت عكرمة قد اُقيم قائماً في لعب النرد.
يزيد بن هارون: قدم عكرمة البصرة، فأتاه أيّوب و يونس و سليمان التيمي فسمع صوت غناء فقال: اُسكتوا، ثمّ قال: قاتله الله، لقد أجاد. فأمّا يونس وسليمان فما عادا إليه.
عمرو بن خالد بمصر: حدّثنا خلاّد بن سليمان الحضرمي، عن خالد بن أبي عمران قال: كنّا بالمغرب وعندنا عكرمة في وقت الموسم فقال: وددت أنّ بيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً.
ابن المديني: عن يعقوب الحضرمي، عن جدّه قال: وقف عكرمة على باب المسجد فقال: ما فيه إلاّ كافر. قال: وكان يرى رأي الأباضية.
يحيى بن بكير، قال: قدم عكرمة مصر وهو يريد المغرب. قال: فالخوارج الذين هم بالمغرب عنه أخذوا.
قال ابن المديني: كان يرى رأي نجدة الحروري.
وقال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، وادّعى على ابن عبّاس أنّه كان يرى رأي الخوارج.
خالد بن يزيد جنِزَارج ثنا عمر بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح: أنّ عكرمة كان أباضياً.
أبوطالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عكرمة من أعلم النّاس، ولكنّه كان يرى رأي الصفريّة، ولم يدع موضعاً إلاّ خرج إليه: خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقيّة، كان يأتي الاُمراء فيطلب جوائزهم، وأتى الجند إلى طاووس فأعطاه ناقة.
وقال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، فطلبه متولّي المدينة، فتغيّب عند داود بن الحصين حتّى مات عنده.
وروى سليمان بن معبد السنجي قال: مات عكرمة وكثير عزّة في يوم، فشهد النّاس جنازة كثير، وتركوا جنازة عكرمة.
وقال عبدالعزيز الدراوردي: مات عكرمة وكثير عزّة في يوم، فما شهدهما إلاّ سودان المدينة.
إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبيه قال: اُتي بجنازة عكرمة مولى ابن عبّاس وكثير عزّة بعد العصر، فما علمت أنّ أحداً من أهل المسجد حلّ حبوته إليهما.
قال جماعة: مات سنة خمس ومائة.
وقال الهيثم وغيره: سنة ست.
وقال جماعة: سنة سبع ومائة.
عن ابن المسيّب أنّه قال لمولاه برد: لا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس»(1).

(1) ميزان الاعتدال 3: 94 ـ 97/5716.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *