أبو عبدالرحمن السّلمي

أبو عبدالرحمن السّلمي

أقول:
ومن أعلام المفسّرين عند القوم: أبو عبدالرحمن السلمي، وهو من كبار مشايخ الصوفيّة، قال اليافعي بترجمته:
«الشيخ الكبير، العارف بالله الشهير، الحافظ أبو عبدالرحمن محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري السلمي الصوفي، صحب جدّه أبا عمرو بن نجيد، وسمع الأصم وطبقته، وصنّف التفسير والتاريخ وغير ذلك، وبلغت مصنّفاته مائة. وقال الخطيب: قدر أبي عبدالرحمن عند أهل بلده جليل»(1).
وفي (الأنساب):
«صاحب التصانيف للصوفيّة التي لم يسبق إليها، وكان مكثراً من الحديث»(2).
وقال عبدالغافر في (تاريخ نيسابور):
«شيخ الطريقة في وقته، الموفّق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوّف، … وقد ورث التصوّف عن أبيه وجدّه، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه»(3).
وقال أبو نعيم في (الحلية):
«ومنهم: ذوالصيام والقيام، مقري الأئمّة والأعلام مدى السّنين والأعوام، في التعبّد لبيب وفي التعليم أريب، أبو عبدالرحمن السلمي»(4).
فالعجب كلّ العجب!! أن يكون هذا الصّوفي المتعبّد والعارف الكبير، كذّاباً مفترياً يضع الحديث على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال ابن الجوزي في (تلبيس إبليس) في حال الصوفيّة:
«وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع، حتّى جعلوا لأنفسهم سنناً، وجاء أبو عبدالرحمن السُّلَمي فصنّف لهم كتاب السنن، وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من اُصول العلم، وإنّما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن، وقد أخبرنا أبو منصور بن عبدالرحمن القزاز قال: أخبرنا أبوبكر الخطيب قال قال لي محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري: كان أبو عبدالرحمن السلمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلاّ شيئاً يسيراً، فلمّا مات الحاكم أبو عبدالله ابن البيّع، حدّث عن الأصم بتاريخ يحيى ابن معين وبأشياء كثيرة سواه، وكان يضع للصوفيّة الأحاديث»(5).
وقال المناوي:
«نقل الذهبي وغيره عن الخطيب عن القطّان: إنّه كان يضع للصوفيّة. وفي اللسان كأصله إنّه ليس بعمدة»(6).
وفي (الميزان):
«محمّد بن الحسين أبو عبدالرحمان السلمي النيسابوري، شيخ الصوفيّة وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم. تكلّموا فيه وليس بعمدة. روى عن الأصم وطبقته، عني بالحديث ورجاله، وسأل الدارقطني. قال الخطيب قال لي: محمّد بن يوسف القطّان كان يضع الأحاديث للصوفيّة»(7).
وقال السبكي عن الذهبي أنّه قال: «له كتاب سمّاه حقائق التفسير، ليته لم يصنّفه، فإنّه تحريف وقرمطة»(8).
وقال السيوطي في (الإتقان):
«قال ابن الصلاح في فتاويه: وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسّر أنّه قال: صنّف أبو عبدالرحمان السلمي جشيخ القشيريج حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أنّ ذلك تفسير فقد كفر»(9).
وفي (منهاج السنّة) في غير موضع:
إنّ ما ينقل في كتاب حقائق التفسير عن الإمام جعفر الصادق عامّته كذب عليه.

(1) مرآة الجنان 3: 21 السنة 412.
(2) الأنساب 3: 279.
(3) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور: 19/4.
(4) حلية الأولياء 4: 191/275.
(5) تلبيس إبليس: 188 ـ 189.
(6) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير 1: 189.
(7) ميزان الاعتدال 3: 523/7419.
(8) طبقات الشافعيّة 4: 147/320.
(9) الإتقان في علوم القرآن 4: 223.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *