قصّة يونس عليه السلام

قصّة يونس عليه السلام
ومنها : قصّة يونس كما في (الدر المنثور) حيث قال:
«أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ يونس دعا قومه، فلمّا أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال: إنّه يأتيكم يوم كذا وكذا، ثمّ خرج عنهم، وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت، فلمّا أظلّهم العذاب خرجوا، ففرّقوا بين المرأة وولدها وبين السّخلة وأولادها، وخرجوا فعجّوا إلى الله وعلم الله منهم الصدق، فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب، وقعد يونس في الطريق يسأل عن الخبر، فمرّ به رجل فقال: ما فعل قوم يونس؟ فحدّثه بما صنعوا، فقال: لا أرجع إلى القوم فقد كَذِبْتُهم، وانطلق مغاضباً يعنى مراغماً»(1).
وفي (الدر المنثور) أيضاً:
«أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: لمّا دعا يونس عليه السلام على قومه، أوحى الله إليه: إنّ العذاب مصبحهم، فقال لهم، فقالوا: ما كذب يونس عليه السلام وليصبحنا العذاب، فتعالوا حتّى نخرج سخال كلّ شيء فنجعلها مع أولادنا لعلّ الله أن يرحمنا، فأخرجوا النساء مع الولدان وأخرجوا الإبل مع فصلانها، وأخرجوا البقر مع عجاجيلها، وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوها أمامهم وأقبل العذاب، فلمّا رأوا جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها، فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم، وغضب يونس عليه السلام فقال: كذبت، فهو قوله ( إذْ ذهب مغاضباً )(2).
وفي (تفسير) القاضي ثناء الله:
«أخرج ابن أبي حاتم عن عليّ رضي الله عنه قال: تعيبَ على قوم يونس يوم عاشورا، وكان يونس قد خرج ينتظر العذاب وهلاك قومه، فلم ير شيئاً، وكان من كذب ولم يكن له بيّنةٌ قتل، فقال يونس: كيف أرجع إلى قومي وقد كذبتهم، فانطلق عاتباً على ربّه مغاضباً لقومه».
وفيه:
«قال عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وجماعة: وذهب عن قومه مغاضباً لربّه، إذ كشف عن قومه العذاب بعدما وعدهم، وكره أن يكون بين قوم جرّبوا عليه الخلف فيما وعدهم واستحيى منهم، ولم يعلم السبب الذي به رفع العذاب عنهم، وكان غضب من ظهور خلف وعده وأن يسمّى كذّاباً، لا كراهيّة لحكم الله عزّ وجلّ.
وفي بعض الأخبار: إنّه كان من عادة قومه أن يقتلوا من جرّبوا عليه الكذب، فخشي أن يقتلوه لمّا لم يأتهم العذاب للميعاد، فغضب».
وقال السيوطي في (الدر المنثور):
«أخرج ابن أبي حاتم واللالكائي في السنّة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إنّ الحذر لا يردّ القدر، وإنّ الدعاء يردّ القدر، وذلك في كتاب الله ( إلاّ قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي ).
وأخرج ابن المنذر وأبوالشيخ عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: إنّ الدعاء ليردّ القضاء، وقد نزل من السماء، إقرأوا إن شئتم: ( إلاّ قوم لمّا آمنوا كشفنا عنهم )دعوا، فصرف عنهم العذاب»(3).

(1) الدر المنثور 4 : 392 .
(2) الدر المنثور 5 : 667 .
(3) الدر المنثور 4 : 392 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *