الذهبي

الذهبي
والذهبي، الذي يعدّ من أكابر حفّاظهم المحققين، هذا مذهبه، كما نصّ على ذلك علماؤهم الأعلام، كالسبكي في (طبقات الشافعية) حيث قال:
«وأمّا تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله له، فإنّه على جمعه وحسنه مشحون بالتعصّب المفرط لا واخذه الله، فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من الأئمة الشافعيين والحنفيين ومال فأفرط على الأشاعرة، ومدح فزاد في المجسمة، هذا وهو الحافظ المِدْرَه والإمام المبجّل»(1).
وقال السبكي أيضاً:
«ونقلت من خطّ الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي رحمه الله ما نصّه: الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي لا شكّ في دينه وورعه وتحريه فيما يقوله في الناس، ولكنّه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه، حتّى أثّر ذلك في طبعه انحرافاً شديداً عن أهل التنزيه وميلاً قويّاً إلى أهل الإثبات، فإذا ترجم واحداً منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ في وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأوّل له ما أمكن، وإذا ذكر أحداً من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ فيوصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده ديناً وهو لا يشعر، ويُعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها، وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته والله يصلحه، ونحو ذلك، وسببه المخالفة في العقائد، إنتهى.
والحال في حقّ شيخنا الذهبي أزيد ممّا وصف، وهو شيخنا ومعلّمنا، غير أنّ الحقّ أحقّ أن يتّبع»(2).
وقال السبكي في (طبقاته):
«إعلم أنّ أباإسماعيل عبدالله بن محمّد الهروي، الذي يسمّيه المجسّمة شيخ الإسلام قال: سألت يحيى بن عمّار عن ابن حبّان قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره…»(3).
ولا يخفى أنّ مراده من «المجسمة» هو «الذهبي»، فهو الذي وصفه بـ«شيخ الاسلام» كما في (ميزان الإعتدال) حيث قال:
«قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام سألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم…»(4).

(1) طبقات الشافعية للسبكي 2 : 22 .
(2) طبقات الشافعية للسبكي 2 : 13 .
(3) طبقات الشافعية للسبكي 3 : 132 .
(4) ميزان الاعتدال 6 : 99/7352 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *