التقاريظ على كتبه

التقاريظ على كتبه
ولمّا وصلت كتب السيّد ميرحامد حسين إلى الأقطار الإسلاميّة والعواصم العلميّة فيها، كالنجف الأشرف، واطّلع عليها كبار الفقهاء، ووقف عليها رجالات الحديث والكلام والعلماء الأعلام في سائر العلوم، أكبروها غاية الإكبار، وأثنوا عليها وعلى مؤلّفها العظيم الثناء البالغ الجليل، وأرسلوا إلى السيّد المؤلّف ونجله رسائل التقريظ والتبجيل، شاكرين الله تعالى على هذه النعم ومعبّرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة.
وقد جمعت نصوص تلك التقاريظ في كتاب سمّي بـ(سواطع الأنوار في تقاريظ عبقات الأنوار)، ونحن نكتفي بذكر نصوص بعضها:

(1)
تقريظ سيّد الطائفة في عصره المجدّد السيّد الميرزا الشيرازي(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليقة، وكلاًّ بحسب قابليّته ما يليق به من صبغة الحقيقة، فعلّم آدم الأسماء، واصطفى أكابر ذرّيّته، وخلّص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء، والاطّلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه، وأعلمهم نوادر دقائقه، وجعلهم مواضع ودائع أسراره، وطالع طوالع أنواره، فاستنبطوا وأفادوا، واستوضحوا وأجادوا، والصلاة والسلام على من حبّه خير وأبقى، وآله الذين من تمسّك بهم فقد استمسك بالعروة الوثقى.
أمّا بعد: فلمّا وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي السيّد حامد حسين، أيّده الله في الدارين، وطيّب بنشر الفضائل أنفاسه، وأذكى في ظلمات الجهل من نور العلم نبراسه.
رأيت مطالب عالية، تفوق روائح تحقيقها الغالية، عباراتها الوافية دليل الخبرة، وإشاراتها الشافية محلّ العبرة، وكيف لا؟ وهي من عيون الأفكار الصافية مخرجة، ومن خلاصة الإخلاص منتجة، هكذا هكذا وإلاّ فلا، العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء من الأخيار، وفي الحقيقة أفتخر كلّ الافتخار، ومن دوام العزم، وكمال الحزم، وثبات القدم، وصرف الهمم ـ في إثبات حقّيّة أهل بيت الرسالة بأوضح مقالة ـ أغار، فإنّه نعمة عظمى وموهبة كبرى، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أسأل الله أن يديمه لإحياء الدين ولحفظ شريعة خاتم النبيّين صلوات الله عليه وآله أجمعين.
فليس حياة الدين بالسيف والقنا *** فأقلام أهل العلم أمضى من السيف
والحمد لله على أنّ قلمه الشريف ماض نافع، ولألسنة أهل الخلاف حسام قاطع، وتلك نعمة منّ الله بها عليه، وموهبة ساقها إليه.
وإنّي وإنْ كنت أعلم أنّ الباطل فاتح فاه من الحنق، إلاّ أنّ الذوات المقدّسة لايبالون في إعلاء كلمة الحق، فأين الخشب المسنّدة من الجنود المجنّدة، وأين ظلال الضلالة من البدر الأنور، وظلام الجهالة من الكوكب الأزهر.
أسأل الله ظهور الحق على يديه، وتأييده من لديه، وأن يجعله موفّقاً منصوراً مظفّراً مشكوراً، وجزاه الله عن الإسلام خيراً.
والرجاء منه الدعاء مدى الأيّام، بحسن العاقبة والختام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حرّره الأحقر محمّد حسن الحسيني
في ذي الحجّة الحرام سنة 1301
(الختم المبارك)

(2)
تقريظ خاتمة المحدّثين الميرزا حسين النوري(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خصّنا من بين الفرق بالفلج، وأيّدنا ما دونهم بأوضح الحجج، والصلاة على من اصطفاه لدين قيّم غير ذي عوج، وعلى آله الذين نشروا لواء الحقّ ولو بسفك المهج، وأحضوا على العلم ولو بخوض اللجج، عجّل الله لهم النصر والفرج، وصلّى الله عليهم ما مدحت الثغور بالبلج، ووصفت الحواجب بالزجج.
وبعد: فإنّ العلم مشرع سلسال لكن على أرجائه ضلال، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال دونهنّ حتوف، وإنّ من أجلّ من اقتحم موارده، وارتاد آنسه وشارده، وعاف في طلابه الرّاحة، ورأى في اجتلاء أنواره مروحة وراحة، حتّى فاز منه بالخصل، بل وأدرك الفرع منه والأصل; السّد السديد، والركن الشديد، سبّاح عيالم التحقيق، سيّاح عوالم التدقيق، خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشقّ غباره الأعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت، سائق الفضل وقائده وأميرالحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشريعة، يافعة المتكلّمين، وخاتمة المحدّثين، وجه العصابة وثبتها، وسيّد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيّدنا الأجل حامد حسين، لا زالت الرواة تحدّث من صحاح مفاخره بالأسانيد ممّا تواتر من مستفيض فضله المسلسل كلّ معتبر عال الأسانيد.
ولعمري، لقد وفى حقّ العلم بحقّ براعته، ونشر حديث الإسلام بصدق لسان يراعته، وبذل من جهده في إقامة الأود، وإبانة الرشد ما يقصر دونه العيوق فأنّى يدرك شأوه المسح السابح السبوق!!
فتلك كتبه قد حبت الظلام وجلت الأيّام، وزيّنت الصدور وأخجلت المدور، ففيها (عبقات) أنوار اليقين و(استقصاء) شاف في تقدير نزهة المؤمنين، وظرائف طرف في إيضاح خصائص الإرشاد هي غاية المرام من مقتضب الأركان، وعمدة وافية في إبانة نهج الحقّ لمسترشد الصراط المستقيم إلى عماد الإسلام ونهج الإيمان، وصوارم في استيفاء إحقاق الحقّ هي مصائب النواصب، ومنهاج كرامة كم له في إثبات الوصيّة بولاية الإنصاف من مستدرك مناقب، ولوامع كافية لبصائر الاُنس في شرح الأخبار تلوح منها أنوار الملكوت، ورياض مونقة في كفاية الخصام من أنوارها المزرية بالدرّ النظيم تفوح منها نفحات اللاهوت.
فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير ما جزى به ولداً عن والد، وأيّد الله أقلامه في رفع الأستار عن وجه الحقّ والصواب، وأعلى ذكره في الدين ما شهد ببارع فضله القلم والكتاب، وملأت بفضائله صدور المهارق وبطون الدفاتر، ونطقت بمكارمه ألسنة الأقلام وأفواه المحابر.
آمين آمين لا أرضى بواحدة *** حتّى اُضيف إليها ألف آمينا
وصلّى الله عليه سيّدنا محمّد والميامين من عترته وسلّم تسليماً.
كتب بيمناه الدائرة الخاثرة العبد المذنب المسيء حسين بن محمّد تقي النوري الطبرسي.
في ليلة الثاني عشر من شهر الصيام
في الناحية المقدّسة سرّ من رأى ـ سنة 1303 حامداً مصلّياً

(3)
تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري(3)
«… چون متدرّجاً مجلّدات كتب مؤلّفات و مصنّفات آن جناب سامى صفات ـ كه عبارت از (استقصاء الإفحام) و(عبقات) بوده باشد ـ در اين صفحات به دست علماء و فضلاى اين عتبات عرش درجات ملحوظ و مشاهد افتاد، به أضعاف مضاعف آنچه شنيده مى شد ديده شد ( كتابٌ اُحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيم خبير ) از صفحاتش نمودار ( كتاب مرقوم * يشهده المقرّبون )از أوراقش پديدار، از عناوينش ( آياتٌ محكمات هنّ اُمّ الكتاب )پيدا، و از مضامينش ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنّما هو إله واحد وليذّكّر أُولوا الألباب ) هويدا، از فصولش عالمى را تاج تشيّع و استبصار بر سر نهاده، و از ابوابش به سوى ( جنّاتُ عدن تجري من تحتها الأنهار ) بابها گشاده، كلماتش ( وجعلناها رجوماً للشياطين ) كلامش ( ألا لعنة الله على الظالمين )مفاهيمش ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدوٌّ مبين )مضامينش در لسان حال أعداء ( يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين ) دلائلش ( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتّقين ) براهينش ( كتاب اُنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ).
براى دفع يأجوج و مأجوج مخالفين دين مبين سدّى است متين، و از جهت قلع و قمع زمره معاندين مذهب و آئين چون تيغ أميرالمؤمنين، سيمرغ سريع النقل عقل از طيران به سوى شرف اخبارش عاجز، هماى تيزپاى خيال از وصول به سوى غرف آثارش قاصر. كتبى به اين لياقت و متانت و اتقان تا الآن از بنان تحرير نحريرى سر نزده، و تصنيفى در اثبات حقّيّت مذهب و ايقان تا اين روز ظاهر نگشته.
از (عبقاتش) رائحه تحقيق وزان، و از (استقصايش) استقصا بر جميع دلائل قوم عيان، ولله درّ مؤلّفها ومصنّفها:
( أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشّر الذين آمنوا أنّ لهم قَدم صدق عند ربّهم قال الكافرون إنّ هذا لساحرٌ مبين ).

(1) هو السيّد الميرزا محمّد حسن الشيرازي النجفي ، أعظم علماء عصره وأشهرهم ، وأعلى مراجع الإماميّة في الأقطار الإسلاميّة في زمانه ، حضر على الشيخ محمّد تقي صاحب حاشية (المعالم) والسيّد حسن المدرّس ، والشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي في أصفهان ، وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب (الجواهر) ، والشيخ الأنصاري ، والشيخ حسن آل كاشف الغطاء ، وكان أيّام زعامته مقيماً في سامراء المشرّفة ، وقصّة (التنباك) وفتواه بتحريمه مشهورة .
ولد سنة 1230 وتوفّي سنة 1312 . (أعلام الشيعة)
(2) هو إمام أئمّة الحديث والرجال في الأعصار المتأخّرة ، مؤلّفاته تربو على العشرين ، أشهرها وأهمّها (المستدرك) استدرك فيه على كتاب (وسائل الشيعة) وهو أحد المجاميع الثلاثة المتأخّرة ، في ثلاث مجلّدات كبار تشتمل على زهاء (23000) حديث ، وقد ختمها بخاتمة ذات فوائد جليلة ، وله في بعض مؤلّفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء .
ولد سنة 1254 وتوفّي سنة 1320 . (أعلام الشيعة)
(3) من كبار الفقهاء ومراجع التقليد ، درس في النجف الأشرف ثمّ انتقل إلى كربلاء المقدّسة واشتغل بالتدريس والتصنيف حتّى توفّي في 16 ذي القعدة سنة 1309 ودفن في الصحن الحسيني الشريف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *