تراجم أعلام الشيعة في كتب السنّة

تراجم أعلام الشيعة في كتب السنّة
ولأجل أنْ نعرّف بطائفة من أعلام الإماميّة في الكلام والفقه والحديث وعلوم القرآن ، ونشيد بدورهم في حفظ هذه العلوم ونشرها بين الاُمّة في مختلف الأدوار والأعصار، وخاصّةً على لسان المخالفين، فإنّا نورد هنا طرفاً من تراجم علماء الشيعة في كتب أهل السنّة، مع الإلتفات إلى النقاط التي ذكرناها سابقاً:

الأصبغ بن نباته
وهو من رجال ابن ماجة، وثّقه جماعة، وتكلّم فيه آخرون لتشيّعه، حتّى قال ابن حبّان: «فتن بحبّ عليّ فأتى بالطامّات فاستحقّ الترك». وقال ابن عدي: «عامّة ما يرويه عن علي لا يتابعه أحد عليه… وإذا حدّث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته، وإنّما أتى الإنكار من جهة من روى عنه». وذكر العقيلي: «كان يقول بالرّجعة»، وقال ابن سعد: «كان على شرطة علي»(1).

الحارث الهمداني
قال الذهبي: «حديث الحارث في السنن الأربعة، والنسائي مع تعنّته في الرجال فقد احتجّ به وقوّى أمره، والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشعبي يكذّبه ثمّ يروي عنه، والظاهر أنّه كان يكذّب في لهجته وحكاياته، وأمّا في الحديث النبوي فلا، وكان من أوعية العلم».
وروى عن ابن أبي داود: كان الحارث الأعور أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس، تعلّم الفرائض عن علي.
وأورد الذهبي تكلّم بعضهم فيه، وكلماتهم كلّها ترجع إلى تشيّعه(2).
ونحن تكفينا رواية النسائي وسائر أصحاب السنن عنه.

كميل بن زياد
من رجال النسائي، ووثّقه ابن سعد وابن معين والعجلي وابن حبان وابن حجر العسقلاني وغيرهم(3).

سعيد بن جبير
روى الكشي بإسناده عن أبي عبدالله الصادق قال: «إنّ سعيد بن جبير كان يأتمّ بعلي بن الحسين عليه السلام، وكان علي بن الحسين يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر، وكان مستقيماً…»(4).
وروى البلاذري بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: «يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتدّ فيه وجع النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ايتوني بالدواة والكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّون معه بعدي أبداً، فقالوا: أتراه يهجر! وتكلّموا ولغطوا، فغمّ ذلك رسول الله وأضجره وقال: إليكم عنّي، ولم يكتب شيئاً»(5).
وقال ابن حجر العسقلاني: «ع ـ سعيد بن جبير الأسدي، مولاهم، الكوفي، ثقة ثبت فقيه… قتل بين يدي الحجّاج سنة 95»(6).
وقال ابن الجزري: «التابعي الجليل والإمام الكبير، عرض على عبدالله ابن عبّاس، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء والمنهال بن عمرو. قال إسماعيل بن عبدالملك: كان سعيد بن جبير يؤمّنا في شهر رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة عبدالله ـيعني ابن مسعود ـ وليلة بقراءة زيد بن ثابت، قتله الحجّاج بواسط شهيداً في سنة 95 وقيل سنة 94»(7).

أبو حمزة الثمالي
ذكر النديم في كتب التفسير: كتاب تفسير أبي حمزة قال: «واسمه ثابت ابن دينار، من أصحاب علي ـ يعني الإمام زين العابدين ـ من النجباء الثقات، وصحب أبا جعفر، يعني الإمام الباقر»(8).
وترجم له علماؤنا ووثّقوه، ورووا عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام قوله: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه»(9).
وقد روى عنه من أصحاب الصّحاح الستّة: النسائي في مسند علي، وأبو داود وابن ماجة(10) والترمذي(11).
لكنْ تكلّم فيه جماعة من أجل التشيّع، فقد عدّه السليماني في قوم من الرافضة(12) وفي التقريب: رافضي(13).
وروى الذهبي: إنّه ذكر حديثاً في ذكر عثمان بن عفّان فنال منه، فقام ابن المبارك وفرّق ما كتب عنه(14).

جابر بن يزيد الجعفي
قال الذهبي: «جابر بن يزيد ]د، ت، ق[ بن الحارث الجعفي، الكوفي، أحد علماء الشيعة، له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق، وعنه: شعبة وأبو عوانة وعدّة.
قال ابن مهدي عن سفيان: كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث، ما رأيت أورع منه في الحديث.
وقال شعبة: صدوق. وقال يحيى بن أبي بكر عن شعبة: كان جابر إذا قال أخبرنا، وحدّثنا، وسمعت، فهو من أوثق الناس.
وقال وكيع: ما شككتم في شيء فلا تشكّوا أنّ جابراً الجعفي ثقة.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلَّمت في جابر الجعفي لأتكلّمنّ فيك…».
ثمّ نقل عن جرير بن عبدالحميد أنّه تكلّم فيه لأنّه «كان يؤمن بالرجعة».
وعن سفيان بن عيينة أنّه تركه لمّا سمعه قال: دعا رسول الله عليّاً فعلّمه ممّا تعلّم، ثمّ دعا علي الحسن فعلّمه ممّا تعلّم، ثمّ دعا الحسن الحسين فعلّمه ممّا تعلّم، ثمّ دعا ولده… حتّى بلغ جعفر بن محمّد.
وعن زائدة: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي.
وعن الحميدي: سمعت رجلاً يسأل سفيان: أرأيت ـ يا أبا محمّد ـ الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدّثني وصيّ الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهونه(15).
فكان تشيّعه والعقائد الشيعيّة عنده هي السبب لتكلّم من تكلّم فيه…

هشام بن الحكم
قال النديم: «من متكلّمي الشيعة، ممّن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب والنظر، وكان حاذقاً بصناعة الكلام، حاضر الجواب»(16).

محمّد بن مسلم
من أصحاب الإمام أبي جعفر الباقر والإمام أبي عبدالله الصادق عليهما السلام، وقد روى أصحابنا عن الصادق عليه السلام. أنّه قال: أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة: محمّد بن مسلم وبريد بن معاوية وليث بن البختري المرادي وزرارة بن أعين(17).
وإنّه قال فيهم: أربعة نجباء اُمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست(18).
وأنّه: هؤلاء حفّاظ الدين واُمناء أبي على حلاله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسّابقون إلينا في الآخرة(19).
وقال العلماء في حقّه: فقيه ورع، وجه أصحابنا بالكوفة، من أوثق الناس.
وذكروا أنّه توفّي سنة 150(20).
وترجم له علماء الجمهور في أغلب كتبهم، ولم يتكلّم فيه أحد منهم بشيء.
وقد أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، واستشهد به البخاري، وروى له في كتاب الأدب المفرد(21).

معاوية بن عمّار
من أصحاب الإمام محمّد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام، وله كتب في المسائل الفقهيّة مثل: كتاب الصلاة وكتاب الحج وكتاب الزكاة وكتاب الطلاق…
قال النجاشي: كان وجهاً من أصحابنا ومقدّماً، كبير الشأن، عظيم المحل، ثقة، وكان أبوه عمّار ثقة في العامّة وجهاً… ومات معاوية سنة 175(22).
وأخرج عنه مسلم والنسائي والترمذي والبخاري في أفعال العباد(23).
قال الذهبي وابن حجر: صدوق(24).

حمران بن أعين
من رجال ابن ماجة، روى عن أبي الطفيل وغيره.
كان يتقن القرآن وقرأ عليه حمزة الزيّات، وروى عنه جماعة من الأكابر، منهم سفيان الثوري.
ترجم له البخاري في تاريخه فلم يذكر له جرحاً.
وقال ابن عدي ـ بعد أن ذكر له بعض الأخبار ـ : «وحمران ـ هذا ـ له غير ما ذكرنا من الحديث وليس بالكثير، ولم أر له حديثاً منكراً جدّاً فيسقط من أجله، وهو غريب الحديث، ممّن يكتب حديثه».
وذكره ابن حبّان في الثقات.
وقد تكلّم فيه جماعة من أجل التشيّع، ورماه بعضهم بالغلوّ في التشيّع وآخرون بالرفض.
وقال ابن الجزري: «حمران بن أعين، أبو حمزة، الكوفي، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضاً عن عبيد بن نضلة وأبي حرب بن أبي الأسود وأبيه أبي الأسود ويحيى بن وئاب ومحمّد بن علي الباقر، روى القراءة عنه عرضاً حمزة الزيّات.
وكان ثبتاً في القراءة، يرمى بالرفض.
قال الذهبي: توفّي في حدود الثلاثين والمائة أو قبلها»(25).

معروف بن خرّبوذ
من أصحاب الإمام زين العابدين، والإمام الباقر، والإمام الصادق، عليهم السلام.
قال الكشي: أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين: زرارة ومعروف بن خربوذ…(26).
وقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة.
قال الذهبي: صدوق شيعي(27).
وقال ابن حجر: صدوق ربّما وهم، وكان أخباريّاً علاّمةً(28).

الحسن بن محبوب السرّاد
روى عن الإمام موسى بن جعفر، والإمام علي بن موسى الرضا، عليهما السلام، وثّقه أصحابنا وقالوا: كان جليل القدر، يعدّ في الأركان الأربعة في عصره(29).
ولم أجد له ترجمةً في كتب القوم، إلاّ عند ابن حجر، نقلاً عن شيخ الطائفة، ولم يذكر سوى أسماء مشايخه والرواة عنه(30).

السدّي الكبير
ذكره شيخ الطائفة في أصحاب الإمام زين العابدين والإمام الباقر عليهما السلام(31).
وأخرج عنه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة(32).
ووثّقه: أحمد والعجلي وابن حبّان، وقال النسائي: صالح، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث، صدوق(33).
وقال ابن حجر: صدوق يهم، رمي بالتشيّع(34).
بل قال الذهبي: «قال حسين بن واقد المروزي: سمعت من السدّي، فما قمت حتّى سمعته يشتم أبابكر وعمر، فلم أعد إليه»(35).

الحسن بن الحسين النوبختي
أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل ابن نوبخت، النوبختي، البغدادي الكاتب، المتوفّى سنة 402.
هو من كبار علمائنا من آل نوبخت، وقد ترجم له الخطيب البغدادي فقال: «كان سماعه صحيحاً، وقال الأزهري: كان النوبختي رافضيّاً رديء المذهب، سألت البرقاني عن النوبختي فقال: كان معتزليّاً وكان يتشيّع إلاّ أنّه تبيّن أنّه صدوق»(36).
وقال ابن حجر: «قال العقيقي: كان يذهب إلى الإعتزال، ثقة في الحديث.
وقال البرقاني: كان معتزليّاً وكان يتشيّع إلاّ أنّه تبيّن أنّه صدوق»(37).
وقال السمعاني: «كان معتزليّاً رافضيّاً، رديء المذهب، إلاّ أنّه صدوق صحيح السّماع»(38).

أبو جعفر الكليني
قال الذهبي: «الكليني، شيخ الشيعة وعالم الإماميّة، صاحب التصانيف، أبوجعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني ـ بالنون ـ. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره، وكان ببغداد، وبها توفي، وقبره مشهور. مات سنة 328. وهو بضمّ الكاف وإمالة اللاّم. قيّده الأمين»(39).

أبو جعفر ابن بابويه
قال الذهبي: «ابن بابويه، رأس الإماميّة، أبو جعفر محمّد بن العلاّمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة، يضرب بحفظه المثل، يقال: له ثلاث مائة مصنّف منها: كتاب دعائم الإسلام، كتاب الخواتيم، كتاب الملاهي، كتاب غريب حديث الأئمّة، كتاب التوحيد، كتاب دين الإماميّة.
وكان أبوه من كبارهم ومصنّفيهم.
حدّث عن أبي جعفر جماعة، منهم: ابن النعمان المفيد، والحسين بن عبدالله الفحّام، وجعفر بن حسنيكه القمّي»(40).

الشيخ المفيد
قال الذهبي: «الشيخ المفيد، عالم الرافضة، صاحب التصانيف، الشيخ المفيد، واسمه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي الشيعي، ويعرف بابن المعلّم.
كان صاحب فنون وبحوث وكلام واعتزال وأدب، ذكره ابن أبي طي في تاريخ الإماميّة فأطنب وأسهب وقال: كان أوحد في جميع فنون العلم، الأصلين والفقه، إلى أن قال: مات سنة 413 وشيّعه ثمانون ألفاً.
وقيل: بلغت تواليفه مائتين، لم أقف على شيء منها ولله الحمد، يكنّى أباعبدالله»(41).

السيّد المرتضى
قال الذهبي: «المرتضى ـ العلاّمة الشريف المرتضى، نقيب العلويّة، أبوطالب، علي بن الحسين بن موسى، القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي، من ولد موسى الكاظم.
ولد سنة 355 وحدّث عن: سهل بن أحمد الديباجي وأبي عبدالله المرزباني وغيرهما.
قال الخطيب: كتبت عنه.
قلت: هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك وبعضها باطل وفيه حق، ولكن فيه موضوعات يجلّ الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟ وقيل: بل جمع أخيه الشريف الرضي.
وديوان المرتضى كبير، وتواليفه كثيرة، وكان صاحب فنون، وله كتاب الشافي في الإمامة، والذخيرة في الاُصول، وكتاب التنزيه، وكتاب إبطال القياس، وكتاب في الإختلاف في الفقه، وأشياء كثيرة، وديوانه في أربع مجلّدات.
وكان من الأذكياء الأولياء، المتبحّرين في الكلام والإعتزال والأدب والشعر، لكنّه إمامي جلد، نسأل الله العفو.
قال ابن حزم: الإماميّة كلّهم على أنّ القرآن مبدّل وفيه زيادة ونقص، سوى المرتضى فإنّه كفّر من قال ذلك، وكذلك صاحباه أبو يعلى وأبوالقاسم الرازي.قلت: في تواليفه سبّ أصحاب رسول الله، فنعوذ بالله من علم لا ينفع.
توفّي المرتضى في سنة 436»(42).

أبوالفتح الكراجكي
قال الذهبي: «الكراجكي، شيخ الرافضة وعالمهم، أبوالفتح، محمّد بن علي، صاحب التصانيف. مات بمدينة صور سنة 449»(43).

أبو جعفر الطوسي
قال الذهبي: «أبو جعفر الطوسي، شيخ الشيعة وصاحب التصانيف، أبوجعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي.
قدم بغداد، وتفقّه أوّلاً للشافعي، ثمّ أخذ الكلام واُصول القوم عن الشيخ المفيد رأس الإماميّة، ولزمه وبرع، وعمل التفسير، وأملى أحاديث ونوادر في مجلّدين، عامّتها عن شيخه المفيد.
روى عن هلال الحفّار والحسين بن عبيدالله الفحّام والشريف المرتضى وأحمد بن عبدون وطائفة.
روى عنه ابنه أبو علي.
وأعرض عنه الحفّاظ لبدعته، وقد اُحرقت كتبه عدّة نوب في رحبة جامع القصر، واستتر لما ظهر عنه من التنقّص بالسلف، وكان يسكن بالكرخ محلّة الرافضة.
ثمّ تحوّل إلى الكوفة وأقام بالمشهد يفقّههم.
ومات في المحرّم سنة 460.
وكان يعدّ من الأذكياء.
ذكره ابن النجار في تاريخه.
وله تصانيف كثيرة منها: كتاب تهذيب الأحكام، كبير جدّاً، وكتاب مختلف الأخبار، وكتاب المفصح في الإمامة. ورأيت له مؤلّفاً في فهرسة كتبهم وأسماء مؤلّفيها»(44).

ابن شهرآشوب السروي
قال ابن حجر: «محمّد بن علي بن شهرآشوب، أبو جعفر السروي المازندراني، من دعاة الشيعة، فقال ابن أبي طي في تاريخه: اشتغل بالحديث ولقي الرجال ثمّ تفقّه وبلغ النهاية في فقه أهل البيت، ونبغ في الاُصول، ثمّ تقدّم في القراءات والغريب والتفسير والعربيّة، وكان مقبول الصورة، مليح العرض على المعاني، وصنّف في المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف، والفصل والوصل، وفرّق بين رجال الخاصّة ورجال العامّة، يعني أهل السنّة والشيعة، كان كثير الخشوع. مات في شعبان سنة 558»(45).
وقال الصفدي: «أحد شيوخ الشيعة، حفظ القرآن وله ثمان سنين، وبلغ النهاية في اُصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثمّ تقدّم في علم القرآن والغريب والنحو، ووعظ على المنبر أيّام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه. وكان بهيّ المنظر حسن الوجه والشيبة، صدوق اللّهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد، لا يكون إلاّ على وضوء. أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناءً كثيراً…»(46).

الشيخ نصيرالدين الطوسي
الشيخ نصيرالدين محمّد بن محمّد الطوسي المتوفّى سنة 672.
قال الذهبي ـ في وفيات السنة المذكورة ـ: «وكبير الفلاسفة خاجا نصيرالدين محمّد بن محمّد بن حسن الطوسي، صاحب الرصد»(47).
«وكان رأساً في علم الأوائل، ذا منزلة من هولاكو»(48).
وقال ابن كثير: «النصير الطوسي… اشتغل في شبيبته وحصّل علم الأوائل جيّداً، وصنّف في ذلك وفي علم الكلام، وشرح الإشارات لابن سينا، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه وقال: كان عاقلاً، فاضلاً، كريم الأخلاق، ودفن في مشهد موسى بن جعفر في سرداب كان قد اُعدّ للخليفة الناصر لدين الله، وهو الذي كان قد بنى الرصد بمراغة، ورتّب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلّمين والفقهاء والمحدّثين والأطبّاء وغيرهم من أنواع الفضلاء، وبنى له فيه قبّة عظيمة، وجعل فيه كتباً كثيرة جدّاً…»(49).
وقال الصّفدي: «الفيلسوف صاحب علم الرياضي، كان رأساً في علم الأوائل، لاسيّما في الأرصاد والمجسطي، فإنّه فاق الكبار… وكان حسن الصّورة، سمحاً، كريماً، جواداً، حليماً، حسن العشرة، غزير الفضل… وكان للمسلمين به نفع، خصوصاً الشيعة والعلويّين والحكماء وغيرهم…»(50).

العلاّمة الحلّي
جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر الحلّي المتوفّى سنة 726.
ترجم له الصفدي فقال: «الإمام العلاّمة ذوالفنون جمال الدين ابن المطهّر الأسدي الحلّي المعتزلي، عالم الشيعة وفقيههم، صاحب التصانيف التي اشتهرت في حياته، تقدّم في دولة خربندا تقدّماً زائداً، وكان له مماليك وإدارات كثيرة وأملاك جيّدة، وكان يصنّف وهو راكب، شرح مختصر ابن الحاجب وهو مشهور في حياته، وله كتاب في الإمامة ردّ عليه الشيخ تقي الدين ابن تيميّة في ثلاث مجلّدات، وكان يسمّيه ابن المنجَّس.
وكان ابن المطهَّر ريّض الأخلاق، مشتهر الذكر، تخرَّج به أقوام كثيرة، وحجّ في أواخر عمره وخمل وانزوى إلى الحلّة، وتوفّي سنة 25 وقيل 26 وسبعمائة في شهر المحرّم وقد ناهز الثمانين. وكان إماماً في الكلام والمعقولات.
قال الشيخ شمس الدين: قيل اسمه يوسف، وله: الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة»(51).
وهكذا ترجم له ابن حجر العسقلاني، قال: «لازم النصير الطوسي مدّةً، واشتغل في العلوم العقليّة فمهر فيها، وصنّف في الاُصول والكلام، وكان صاحب أموال وغلمان وحفدة، وكان رأس الشيعة بالحلّة، واشتهرت تصانيفه، وتخرّج به جماعة، وشرحه على مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن في حلّ ألفاظه وتقريب معانيه، وصنّف في فقه الإماميّة، وكان قيّماً بذلك داعيةً إليه»(52).

(1) تهذيب التهذيب 1/316 ـ 317 .
(2) ميزان الاعتدال 1/435 .
(3) تهذيب التهذيب 8/402 ، تقريب التهذيب 6/136 .
(4) رجال الكشي : 119/190 .
(5) أنساب الأشراف 1/562 .
(6) تقريب التهذيب 1/292 .
(7) غاية النهاية 1/305 .
(8) الفهرست : 36 .
(9) رجال النجاشي : 115 .
(10) تقريب التهذيب 1/116 .
(11) ميزان الاعتدال 1/363 .
(12) ميزان الاعتدال 1/363 .
(13) تقريب التهذيب 1/166 .
(14) ميزان الاعتدال 1/363 .
(15) ميزان الاعتدال 1/379 .
(16) الفهرست : 223 .
(17) رجال الكشي : 238/432 .
(18) رجال الكشي : 170/286 .
(19) رجال الكشي : 136 ـ 137/219 .
(20) رجال الكشي : 161 ـ 169 ، رجال النجاشي : 323/882 ، رجال الشيخ : 294/4293 ، خلاصة الأقوال : 251/858 .
(21) تهذيب الكمال 26/416 .
(22) رجال النجاشي : 411/1096 وانظر : خلاصة الأقوال : 273/995 .
(23) تقريب التهذيب 2/260 .
(24) ميزان الاعتدال 4/137 ، تقريب التهذيب 2/260 .
(25) التاريخ الكبير 3/80 ، الكامل في الضعفاء 3/366 ، ميزان الاعتدال 1/604 ، كتاب الثقات 4/179 ، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1/261 .
(26) رجال الكشي : 238/431 .
(27) ميزان الاعتدال 4/144 .
(28) تقريب التهذيب 2/264 .
(29) رجال الشيخ الطوسي : 334 ، خلاصة الأقوال : 97/222 ، قاموس الرجال 3/347 . الفهرست للشيخ الطوسي : 96/162 .
(30) لسان الميزان 2/288 الطبعة الحديثة .
(31) رجال الشيخ : 109/1062 .
(32) تقريب التهذيب 1/73 .
(33) تهذيب التهذيب 1/274 .
(34) تقريب التهذيب 1/73 .
(35) ميزان الاعتدال 1/237 .
(36) تاريخ بغداد 7/299 .
(37) لسان الميزان 2/199 ـ 201 الطبعة القديمة .
(38) الأنساب 5/529 .
(39) سير أعلام النبلاء 15/280 .
(40) سير أعلام النبلاء 16/303 .
(41) سير أعلام النبلاء 17/344 .
(42) سير أعلام النبلاء 17/558 وفيه مافيه .
(43) سير أعلام النبلاء 18/121 .
(44) سير أعلام النبلاء 18/334 .
(45) لسان الميزان 5/305 .
(46) الوافي بالوفيات 4/164 .
(47) تذكرة الحفّاظ 4/1491 .
(48) العبر في خبر من غبر 3/326 .
(49) البداية والنهاية 13/267 ـ 268 .
(50) الوافي بالوفيات 1/179 ـ 183 .
(51) الوافي بالوفيات 13/85 .
(52) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 2/71 ـ 72 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *