دلالة حديث السفينة على عصمة الأئمة

دلالة حديث السفينة على عصمة الأئمة
ومما يدلّ على إمامة أئمتنا وعصمتهم بالمعنى الذي يقول به علماؤنا وعليه مذهبنا: حديث السفينة: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك».
والآيات التي تليت في أوّل المجلس تنطبق تماماً على واقع حالنا، وحديث السفينة الوارد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ينطبق تماماً على قضية نوح وابنه وما حدث في تلك الواقعة، ولو أردت أنْ أوضّح هذا الانطباق لطال بنا المجلس، فتأمّلوا.
أما حديث السفينة، فمن رواته:
1 ـ محمد بن ادريس، إمام الشافعية.
2 ـ أحمد بن حنبل، إمام الحنابلة(1).
3 ـ مسلم بن الحجّاج(2).
4 ـ أبو بكر البزّار.
5 ـ أبو يعلى الموصلي.
6 ـ أبو جعفر الطبري.
7 ـ أبو القاسم الطبراني.
8 ـ الحاكم النيسابوري.
9 ـ ابن عبدالبر.
10 ـ الخطيب البغدادي.
11 ـ أبو الحسن الواحدي.
12 ـ الفخر الرازي.
13 ـ ابن الأثير.
14 ـ نظام الدين النيسابوري.
15 ـ ابن حجر العسقلاني.
16 ـ الخطيب التبريزي.
17 ـ نور الدين الهيثمي.
18 ـ السيوطي، في غير واحد من كتبه.
19 ـ ابن حجر المكي، في الصواعق.
20 ـ المتقي الهندي، في كنز العمال.
21 ـ القاري، في المرقاة.
22 ـ الزيبدي، في تاج العروس.
23 ـ الآلوسي، في تفسيره.
وكثيرون غيرهم يروون حديث السفينة وينصّون على صحة بعض أسانيده(3).
وأما في كتبنا، فرواياته كثيرة كذلك.
ولو أردنا أن نفهم مغزى هذا الحديث، فإن هذا الحديث تشبيه لأهل البيت بسفينة نوح «من ركبها» [واضح أن «من ركبها» يعني الكون مع أهل البيت، من كان مع أهل البيت، من اقتدى بأهل البيت، من تبع أهل البيت] «نجا، ومن تخلّف عنها» [كائناً من كان، سواء كان منكراً لإمامة جميع الأئمة، أو منكراً حتى لواحد منهم ]«هلك»، ولا فرق حتّى لو كان المتخلِّف ابن رسول اللّه كابن نوح، ولو أن رسول اللّه نادى: «يا ربّ أصحابي أصحابي» يجاب: «إنك لا تدري ما احدثوا بعدك»، كما يقول نوح: يا رب ابني، فيأتي الجواب: (إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)(4).
فتدور قضية النجاة من الهلكات مدار الكون مع أهل البيت، وأهل البيت وسيلة النجاة، وكلّ فعل من أفعالهم وكلّ حال من أحوالهم حجّة، وهم القدوة والأسوة في جميع الأحوال.
ولو أردنا أنْ نذكر عبارات من بعض شرّاح هذا الحديث الصريحة في هذا المعنى، لطال بنا المجلس أيضاً.

(1) رواه غير واحد منهم عنه، منهم صاحب مشكاة المصابيح قال: رواه أحمد.
قال الألباني في هامشه: كذا في الأصول، والمراد به عند الاطلاق مسنده، وليس الحديث فيه.
قلت فهل هذا سهو من صاحب مشكاة المصابيح أو إسقاط من المسند؟
(2) طبعاً هذا الحديث غير موجود في صحيح مسلم إلاّ أننا ننقله من كتاب ]البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة[، وهو كتاب فارسي ترجم فيه مؤلّفه الصواعق المحرقة قبل قرون، وهناك تصريح بأن الحديث في صحيح مسلم، والعهدة عليه، إلاّ أنه غير موجود الآن في صحيح مسلم.
(3) المستدرك على الصحيحين 2 / 343 و 3 / 151، تاريخ بغداد 12 / 91 رقم 6507، المطالب العالية 4 / 75، مجمع الزوائد 9 / 168، الصواعق المحرقة: 352، مشكاة المصابيح 3 / 1742، المعارف: 86، عيون الأخبار لابن قتيبة 1 / 211، المعجم الكبير 3 / 37، برقم 2636 و 2637 و 2638، 12 / 34 برقم 12388، المعجم الصغير 1 / 139، 2 / 22، السيرة النبوية للملاّ علي القاري 2 / 234، ذخائر العقبى: 20، لسان العرب، مادة: زخ، تفسير النيسابوري 25 / 28، الدرّ المنثور 3 / 334، كنز العمّال 12 / 34151، 34170.
(4) سورة هود (11): 46.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *