جهل المشايخ و أعلام الصّحابة

جهل المشايخ و أعلام الصّحابة
لقد كان الإمام عليه السّلام هو المرجع الأعلى للمشايخ في المعضلات كما نصّ النووي، لكنّهم رجعوا كذلك إلى عدّة من الصّحابة في موارد كثيرة ـ يذكرها ابن حزم الأندلسي في كلام له طويل ـ فيها جهل الصحابة وكبار الأصحاب بمسائل الدين، ورجوعهم إلى غيرهم.
يقول ابن حزم:
ووجدناهم ـ أي الصحابة ـ يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم كثير من السنن، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ لاحظوا هذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ يقول: إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم».
وعلي ما شغله الصفق في الأسواق، ولم يشغله القيام بأمواله، وإنّما لازم رسول اللّه ليلاً ونهاراً، ولذا لم يثبت رجوعه إلى غير رسول اللّه ولا في مورد واحد.
يقول ابن حزم:
وهذا أبو بكر لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرّفه محمّد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ]فاحتاج مثل أبي بكر إلى المغيرة بن شعبة في حكم شرعي!! [وهذا أبو بكر سأل عائشة في كم كفّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله».
وهكذا يذكر موارد أُخرى عنه، حيث جهل القضايا ورجع إلى غيره.
ثمّ يقول:
وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان: أُخفي عَلَيّ، ألهاني الصفق في الأسواق، وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره، وغضب على عيينة بن حصن حتّى ذكّره الحر بن قيس، وخفي عليه أمر رسول اللّه بإجلاء اليهود، وخفي على أبي بكر قبله، وخفي على عمر أمره بترك الإقدام على الوباء وعرف ذلك عبدالرحمن بن عوف، وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول اللّه ] وهذا طريف جدّاً[ في صلاتي الفطر والأضحى، هذا وقد صلاّهما رسول اللّه أعواماً كثيرة، وعمر جهل إنّ رسول اللّه أيّ سورة كان يقرأ في هاتين الصلاتين وسأل أبا واقد الليثي!!
ثمّ يقول ابن حزم:
ولم يدر]أي عمر[ ما يصنع بالمجوس حتّى ذكّره عبدالرحمن بأمر رسول اللّه، ونسي قبوله الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور، ولعلّه قد أخذ من ذلك المال حظّاً كما أخذ غيره، ونسي أمره بتيمّم الجنب فقال: لا يتيمّم أبداً ولا يصلّي ما لم يجد الماء، وذكّره بذلك عمّار، وأراد قسمة مال الكعبة حتّى ذكّره بعض الصحابة.
ثمّ ينتقل ابن حزم إلى عثمان وغيره فيقول: وهذا عثمان…، وهذه عائشة…، وهذه حفصة…، وهذا ابن عمر…، وهذا زيد بن ثابت… .
هذا النص تجدونه في ]الإحكام في أصول الأحكام[(1).

(1) الإحكام في أصول الأحكام، المجلّد الأوّل الجزء 2 / 151 ـ 153.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *