في حديث: هذان السمع و البصر

ومنها: عن عبداللّه بن حنطب: إن النبي رأى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع والبصر».
أقول:
«هذان السّمع والبصر»من أيّ شيء؟
قد وضعوا هذا الحديث تارة بلفظ: إنهما السمع والبصر من الدين أو الاسلام، وأخرى: إنهما السمع والبصر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم… وهو بجميع ألفاظه ساقط عن درجة الاعتبار، وإليك البيان باختصار:
أخرج الحاكم بسنده عن حذيفة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله في حديث: «إنّهما من الدين كالسّمع والبصر» قال الذهبي في تلخيصه: «هو واه»(1).
وروى المقدسي: «إنّ أبا بكر وعمر من الإسلام بمنزلة السّمع والبصر» ثم قال: «من موضوعات الوليد بن الفضل الوضّاع»(2).
والحديث الذي استدلّ به السّعد مرسل، لأنّ عبداللّه لم يدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله(3) لكن ابن عبدالبر رواه بسنده عن المغيرة بن عبدالرحمن، عن المطلب بن عبداللّه بن حنطب، عن أبيه عن جدّه… ثم قال: «ليس له غير هذا إسناد، والمغيرة بن عبدالرحمن هذا ـ هو الحزامي ـ ضعيف، وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي…»(4).
وقال أيضاً: «حديث مضطرب الأسناد لا يثبت»(5).
وتبعه ابن حجر فقال: «قال أبو عمر: حديث مضطرب لا يثبت»(6).
قال السّعد التفتازاني: «وأمّا الأثر فعن ابن عمر…».
أقول:
لقد عرفت أنْ لا شيء ممّا استدلّ به من السنّة بتامّ سنداً، وما لا دليل عليه من الكتاب والسنة باطل بالإجماع، فأيّ قيمة لقول زيد أو عمرو؟ وأيّ فائدة لقول مثل ابن عمر؟

(1) المستدرك 3 / 74.
(2) تذكرة الموضوعات: 148.
(3) الاصابة 2 / 299.
(4) الاستيعاب 1 / 146.
(5) الاستيعاب 1 / 146.
(6) الاستيعاب 1 / 347.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *