المورد التاسع: زيادته في الأذان

المورد التاسع
قال قدس سره: وزاد الأذان الثاني يوم الجمعة وهي بدعة.
الشرح:
قد تطرّقت إلى هذا الموضوع في البحث عن حديث «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»(1) وهذا نصّ ما ذكرته هناك:
لقد أخرجوا عن السائب بن يزيد قوله: «كان الأذان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبي بكر وعمر إذا خرج الإمام أقيمت الصلاة، فلما كان عثمان زاد النداء الثالث على الزوراء».
وفي لفظ آخر: «فلما كان في خلافة عثمان وكثروا، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك»(2).
ونصّ شراح البخاري على أن عثمان هو الذي زاد الأذان يوم الجمعة(3).
ونصّ الماوردي والقرطبي على أن الأذان الذي كان من عثمان «محدث»(4).
وقال ابن العربي بشرح الترمذي: «الأذان أول شريعة غيّرت في الاسلام على وجه طويل ليس من هذا الشأن… واللّه تعالى لا يغير ديننا ولا يسلبنا ما وهبنا من نعمه»(5).
وقال المباركفوري بشرحه: «المعنى: كان الأذان في العهد النبوي وعهد أبي بكر وعمر أذانين، أحدهما حين خروج الإمام وجلوسه على المنبر، والثاني حين إقامة الصّلاة، فكان في عهدهم الأذانان فقط، ولم يكن الأذان الثالث. والمراد بالأذانين: الأذان الحقيقي والإقامة»(6).

(1) وهو أحدى الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة، المطبوعة في مجلّد واحد عدّة مرات.
(2) أخرجه البخاري 1 / 220 والترمذي 2 / 14 وغيرهما في أبواب أذان الجمعة.
(3) الكواكب الدراري 6 / 27، عمدة القاري 6 / 210، إرشاد الساري 2 / 178.
(4) تفسير القرطبي 18 / 101.
(5) عارضة الأحوذي 2 / 305.
(6) تحفة الأحوذي 3 / 39.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *