قوله (ص) لفاطمة: ألا ترضين أنّي زوّجتك…

قوله لفاطمة: ألا ترضين أني زوّجتك…
قال قدس سره: وعن معقل بن يسار أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال لفاطمة: ألا ترضين أني زوّجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً؟
الشرح:
روى حديث قول النبي صلّى اللّه عليه وآله لبضعته الطاهرة كذلك، بهذا اللفظ أو نحوه، جمع من الأئمة الأعلام بأسانيد معتبرة لا مجال للتكلّم فيها، ونحن نكتفي ببعض الروايات:
ففي مسند أحمد: «حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، ثنا أبو أحمد، ثنا خالد ـ يعني ابن طهمان ـ عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال: وضّأت النبي صلّى اللّه عليه وآله ذات يوم فقال: هل لك في فاطمة رضي اللّه عنها نعودها؟ فقلت: نعم. فقام متوكّئاً عليّ فقال: أما أنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن عليّ شيء، حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: واللّه لقد اشتدّ حزني واشتدّت فاقتي وطال سقمي.
قال أبو عبد الرحمن: وجدت في كتاب أبي بخطّ يده في هذا الحديث قال: وأما ترضين أني زوّجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً»(1).
ورواه الطبراني كذلك:
فرواه الهيثمي في باب إسلام علي عليه السلام قائلاً: «رواه أحمد والطبراني. وفيه خالد بن طهمان. وثّقه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله ثقات»(2).
وفي باب علمه عليه السلام قال: «قد تقدّم في إسلامه: أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال لفاطمة: أما ترضين أن زوّجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً. رواه أحمد والطبراني برجال وثّقوا»(3).
ورواه الطبري عن أمير المؤمنين وصحّحه. فرواه عنه المتقي الهندي: «عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر وفاطمة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأبى رسول اللّه عليهما. فقال عمر: أنت لها يا علي. قال: ما لي من شيء إلاّ درعي وجملي وسيفي. فتعرّض علي ذات يوم لرسول اللّه. فقال: يا علي، هل لك من شيء؟ قال: جملي ودرعي أرهنهما. فزوّجني رسول اللّه فاطمة. فلما بلغ فاطمة ذلك بكت، فدخل عليها رسول اللّه، فقال: ما لك تبكين يا فاطمة؟ واللّه أنكحتك أكثرهم علماً وأفضلهم حلماً وأقدمهم سلماً. وفي لفظ: أوّلهم سلماً.
ابن جرير وصحّحه. والدولابي في الذريّة الطاهرة»(4).
ورواه ابن عساكر بأسانيد عديدة عن غير واحد من الأصحاب والصحابيّات(5).
ورواه جماعة آخرون من الحفاظ الأعلام كذلك.

(1) مسند أحمد 5 / 26.
(2) مجمع الزوائد 9 / 101.
(3) مجمع الزوائد 9 / 114.
(4) كنز العمال 13 / 114.
(5) تاريخ دمشق 42 / 126 ـ 132.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *