كلام ابن تيميّة و الردّ عليه

لكن القوم لما رأوا عظمة مدلول هذا الحديث، اضطربوا واختلفت كلماتهم، ولنقدّم الكلام على سنده في كتاب أحمد:
قال ابن تيمية: إن هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ليس هو في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وأحمد قد صنّف كتاباً في فضائل الصحابة… وليس كلّ ما رواه يكون صحيحاً. ثم إن في هذا الكتاب زيادات من روايات ابنه عبد اللّه، وزيادات من رواية القطيعي عن شيوخه، وهذه الزيادات التي رواها القطيعي غالبها كذب…(1).
فهذا كلامه، إذ حكم على الحديث بالوضع ولم يذكر أيّ دليل.

أقول:
إن هذا الحديث في كتاب الفضائل لأحمد، والعلاّمة لم ينسبه إلى المسند، وهو من زيادات القطيعي إذ قال: «حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا محمد بن أبي عمر الدوري، حدّثنا شاذان، حدّثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن أنس يعني ابن مالك ـ قال قلنا لسلمان: سل النبي…»(2).
وقد تكلّم في «مطر» وهو «مطر بن ميمون المحاربي، ابن أبي مطر الإسكاف» هكذا ترجمه ابن عدي، وروى الحديث بإسناده عن عبيد اللّه بن موسى عن مطر عن أنس، ثم قال عن الرجل: «هو إلى الضّعف أقرب منه إلى الصّدق»(3).
فغايته أن يكون ضعيفاً لا كذباً موضوعاً باتفاق أهل المعرفة بالحديث!

(1) منهاج السنّة 5 / 23.
(2) مناقب علي بن أبي طالب لأحمد بن حنبل: 121 برقم 176.
(3) الكامل في الضعفاء 6 / 397 ـ 398.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *