قول جماعة من أهل السنّة بأنّ الله جسم له طول و عرض و عمق

قال قدس سره: وقال جماعة الحشوية والمشبهة إن اللّه تعالى جسمٌ له طولٌ وعرضٌ وعمقٌ! وإنه يجوز عليه المصافحة! وإن المخلصين من المسلمين يعانقونه في الدنيا!.
الشرح:
حكاه الشهرستاني عن الأشعري عن محمد بن عيسى أنه حكى عن مضر وكهمس وأحمد الهجيمي(1)… .
قال قدس سره: وحكى الكعبي عن بعضهم أنه كان يجوِّز رؤيته في الدنيا، وأن يزورهم ويزورونه!
الشرح:
الكعبي هو: أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد البلخي، له (المقالات) توفي: سنة 319 والقول المذكور أورده الشهرستاني في كتابه(2).
قال قدس سره: وحكي عن داود الظاهري أنه قال: أعفوني عن اللّحية والفرج واسألوني عمّا وراء ذلك… .
الشرح:
كذا اسمه في المخطوطة والمطبوعة، وعليه، فهو الذي تنسب إليه الطائفة الظاهرية التي تأخذ بظواهر الكتاب والسنّة وتعرض عن التأويل، توفي سنة 270. لكن في (الملل والنحل) حيث يحكي ما أورده العلاّمة: (داود الجواربي). وعنه في موضع آخر: (داود الحواري رئيس الحوارية). وفي (منهاج ابن تيمية)(3): «أمّا داود الجواهري فقد عرف عنه القول المنكر».
وانظر: المواقف 39، وكذا الملل والنحل 1 / 105 – 106 تجد فيه أن ما نسبه العلاّمة إلى داود المذكور ومن كان على قوله من مشبهة أهل السنّة، إلى كلمة (أربع أصابع) محكي عن هذا الشخص وأتباعه. ثم لاحظ كلام ابن تيمية(4) لترى الكذب والإفتراء بكلّ صراحة ووضوح وقلّة حياء!!
قال قدس سره: وذهب بعضهم إلى أنه تعالى ينزل في كلّ ليلة جمعة على شكل أمرد حسن الوجه، راكباً على حمار… وحكي عن بعض المنقطعين التاركين للدّنيا من شيوخ الحشوية أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نَفَّاطٌ ومعه أمرد حسن الصورة قَطَطُ الشعر، على الصفات التي يصفون ربّهم بها… وقالت الكراميّة: إن اللّه تعالى في جهة فوق، ولم يعلموا أن كلّ ما هو في جهة فهو محدث، ومحتاج إلى تلك الجهة.
الشرح:
الكرّامية: هم أصحاب أبي عبد اللّه محمد بن كرَّام المتوفّى سنة 255. قال الشهرستاني: «نصّ أبو عبد اللّه على أن معبوده على العرش استقراراً، وعلى أنه بجهة فوق ذاتاً»(5)، وفي المواقف عنه: «إن اللّه على العرش من جهة العلوّ»(6).
وقد بلغ من شذوذ الحنابلة وتجسيمهم أن أبا الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة 597 ـ وهو أحد أئمتهم ـ ردّ عليهم، واستنكر شذوذهم وافتراءاتهم على اللّه تعالى، في كتاب مفرد منتشر في العالم.

(1) الملل والنحل 1 / 105.
(2) الملل والنحل 1 / 105.
(3) منهاج السنّة 1 / 259 الطبعة القديمة.
(4) منهاج السنّة 2 / 620 ـ 621.
(5) الملل والنحل 1 / 108.
(6) المواقف في علم الكلام 3 / 716، وشرحها 8 / 399.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *