قول الأشاعرة بتعدّد القدماء مع الله و هي المعاني التي يثبتونها موجودةً في الخارج كالقدرة والعلم

قال قدس سره: فقال بعضهم وهم جماعة الأشاعرة: إن القدماء كثيرون مع اللّه تعالى! وهي المعاني التي يثبتونها موجودة في الخارج كالقدرة والعلم… .
الشرح:
الأشاعرة هم أتباع الشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل، ينتهي نسبه إلى أبي موسى الأشعري، له عقائد تبعه عليها قوم وأنكرها آخرون، له مؤلفات كثيرة. مات ببغداد سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة، له ترجمة في أكثر كتب التراجم، خصّها بعضهم بالتأليف.
قال قدس سره: فجعلوه تعالى مفتقراً في كونه عالماً إلى ثبوت معنى هو العلم! وفي كونه قادراً إلى ثبوت معنى هو القدرة، وغير ذلك! ولم يجعلوه قادراً لذاته، ولا عالماً لذاته، ولا رحيماً لذاته، ولا مدركاً لذاته، بل لمعان قديمة يفتقر في هذه الصفات إليها، فجعلوه محتاجاً ناقصاً في ذاته كاملاً بغيره! تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً.
فلا يقولون هذه الصفات ذاتية… .
الشرح:
قد اعترف ابن تيمية بكلّ هذا.
وقال العضد: «ذهب الأشاعرة إلى أن له صفات زائدة، فهو عالم بعلم، قادر بقدرة، مريد بإرادة، وعلى هذا…»(1). وكذا قال ابن روزبهان.
وقال الرازي: «يمتنع أن يكون علمه وقدرته نفس تلك الذات»(2).
قال قدس سره: واعترض شيخهم فخر الدين الرازي عليهم بأن قال: «إن النصارى كفروا لأنهم قالوا إن القدماء ثلاثة، والأشاعرة أثبتوا قدماء تسعة!».
الشرح:
فخر الدين الرازي هو: محمد بن عمر الملقّب عندهم بالإمام، صاحب التفسير الكبير وغيره من المصنفات، كان ذا يد طولى في العلوم، لكن بعضهم ذمّه لبعض أقواله وعقائده(3) توفي سنة 606، وتجد الاعتراض المذكور في تفسيره(4).

(1) المواقف في علم الكلام 3 / 66 وشرحها 8 / 44.
(2) التفسير الكبير 1 / 132. ولاحظ الملل والنحل 1 / 86 ـ 87.
(3) لسان الميزان 4 / 426.
(4) التفسير الكبير 1 / 131.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *