الوجه الأوّل: موجز عقيدة الإماميّة في صفات الباري وفي عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السّلام

قال قدّس سرّه: وإنما كان مذهب الإماميّة واجب الاتّباع لوجوه:

الوجه الأول
لما نظرنا في المذاهب، وجدنا أحقّها وأصدقها وأخلصها عن شواء الباطل، وأعظمها تنزياً للّه تعالى ولرسله ولأوصيائه عليهم السلام، وأحسنها في المسائل الاصوليّة والفروعيّة، مذهب الإماميّة، لأنهم اعتقدوا: أنّ اللّه تعالى هو المخصوص بالأزليّة… وأنه ليس بجسم… وأنه تعالى قادر على جميع المقدورات، وأنه عدل حكيم… وأن أفعاله محكمة واقعة لغرض ومصلحة وإلاّ كان عابثاً..(1) وأنه أرسل الأنبياء عليهم السّلام لإرشاد العالم. وأنه تعالى غير مرئي ولا مدرك بشيء من الحواس… وأنه ليس في جهة… وأن الأنبياء عليهم السّلام معصومون عن الخطأ والسهو والمعصية، صغيرها وكبيرها، من أوّل العمر إلى آخره… وأن الأئمة معصومون كالأنبياء عليهم السّلام في ذلك ، لما تقدم. ولأن الشيعة أخذوا أحكامهم الفروعية عن الأئمة المعصومين عليهم السّلام الناقلين عن جدهم رسول اللّه، الآخذ ذلك من اللّه تعالى بوحي جبرئيل عليه السلام إليه، يتناقلون ذلك عن الثقات خلفاً عن سلف، إلى أن تتصل الرواية بأحد المعصومين عليه السلام، ولم يلتفتوا إلى القول بالرأي والإجتهاد وحرَّموا الأخذ بالقياس والإستحسان.
موجز عقائد الإمامية في صفات الباري والأنبياء والأئمة
الشرح:
هذا موجز عقائد الإمامية، وكان غاية ما أجاب به ابن تيمية عمّا ذكره العلاّمة رحمه اللّه من عقائد الإمامية هو: أن هذه عقائد فلان من المعتزلة أو الطائفة الفلانيّة منها أو من غيرها. لكن العلاّمة لا ينفي أن يكون غير الإمامية مشاركاً لهم في شيء من عقائدهم.
ثم إن هذا الرجل يورد في عقائد الإمامية ومقالاتهم أشياء ليست في شيء من كتبهم، وإنما يعتمد في إيرادها على ما ذكره المصنّفون من أهل نحلته وخاصّة عن أبي الحسن الأشعري، وإذا استدلّ بحديث ردّاً أو تأييداً فهو حديث يرويه المحدّثون من أهل مذهبه بطرقهم التي عليها يعتمدون… ومن الواضح أن ذلك كلّه خروج عن أدب البحث وقانون المناظرة.

(1) سورة الأنبياء: 16.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *