قولهم: النبيُّ مات عن غير وصيّة

قال قدس سره: وأنه مات عن غير وصيّة.
الشرح:
قد عرفت من عبارة المواقف وشرحها ـ وهما من أجلّ الكتب الكلاميّة عندهم ـ : أن أهل السنّة ـ عدا البكريّة ـ على أن خلافة أبي بكر ثبتت بالإجماع، وفيه ما فيه، وأنه لا نصّ ولا وصيّة.. والأصل في قولهم بعدم الوصيّة هو قول عمر، وقد قيل له: لو استخلفت: «إن أستخلف فقد استخلف أبو بكر، وإن لم أستخلف لم يستخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله»(1).
ولا يخفى ما في القول بموت النبي صلّى اللّه عليه وآله بلا وصيّة، ولعلّه من هنا اضطرب بعضهم في تصحيحه وحاولوا توجيهه والتخلّص منه، ولو بخلط الغث بالسمين.. لكن حاشاه من أن يترك الأمّة ويفارقها بلا وصيّة، وهو على علم بما سيكون من بعده من المنافقين والأئمة المضلّين.. وقد أمر اللّه سبحانه في محكم كتابه وهو عليه وآله الصّلاة والسلام في الأحاديث المتّفق عليها بالوصيّة.

(1) مسند أحمد 1 / 47، صحيح البخاري 8 / 126، صحيح مسلم 6 / 5، سنن الترمذي 3 / 341.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *