(1) مخرِّجو الحديث وأسانيده / رواية الترمذي

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين.
وبعد،
فهذه رسالة أُخرى كتبتها حول حديث آخر . . .
إنّه حديث في وجوب إطاعة الأُمراء واتّباع سُنّة الخلفاء الراشدين، وإنْ كانت السُنّة والإمارة على خلاف الموازين . . .
أخرَجوه في غير واحد من أهمّ أسفارهم، وجعله غير واحد منهم من أصحّ أخبارهم . . .
ثمّ اتّخذوه مستنداً لتبرير أُمور وأحكام سابقة، ومستمسكاً لأعمال وقضايا لاحقة . . .
لقد بحثت عن هذا الحديث بحثاً شاملاً، وحقّقته تحقيقاً كاملاً، فجاءت رسالة نافعة للمحقّقين، لا تخفى فوائدها على الباحثين . . . فإليهم أُقدّم هذا الجهد، واللّه من وراء القصد.

(1)
مخرِّجو الحديث وأسانيده
رواية الترمذي:
أخرج الترمذي قائلاً:
«(1) حدّثنا علي بن حجر، حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، قال:
وعظنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم يوماً بعد صلاة الغداة موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال رجل: إنّ هذه موعظة مودّع، فبماذا تعهد إلينا يا رسول اللّه؟
قال: أُوصيكم بتقوى اللّه، والسمع والطاعة وإنْ عبدٌ حبشي، فإنّه من يَعِيش منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإيّاكم ومحدثات الأُمور فإنّها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وقد روى ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم نحو هذا، حدّثنا بذلك:
(2) الحسن بن علي الخلاّل وغير واحد، قالوا: أخبرنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، نحوه.
والعرباض بن سارية يكنّى: أبا نجيح.
(3) وقد روي هذا الحديث عن حجر بن حجر، عن عرباض بن سارية، عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، نحوه»(1).

(1) سنن الترمذي 4 / 308 ـ 309 كتاب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع الرقم 2685.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *