إذا عرفت المقدّمات

إذا عرفت المقدّمات
يتبيّن تماميّة الاستصحاب:
فبمقتضى المقدّمة الثانية ـ وهي أن الوجود الرابط ثبوت شيء لشيء وهو فرع وجود الشيء من قبل، وفي رفع الثبوت لا حاجة إلى وجود الشيء ـ يمكن استصحاب عدم قرشية المرأة بنحو عدم الوجود الرابط. فالمرأة القرشية لها ارتباط بقريش، ونحن نرفع هذا الارتباط والانتساب بقولنا: لم يكن قبل وجود المرأة قرشية، والآن وبعد وجودها نستصحب ذاك العدم بنحو سلب الربط، وليس رفع الوجود الرابط في رتبة متأخرة عن الشيء كما لا يخفى.
وبمقتضى الثالثة: إن قرشيّة المرأة في مرتبة متأخرة عن المرأة، لكنّ عدم قرشيّتها ليس كذلك، لأن عدم العرض ليس عدماً لغيره. وعليه: فإنّ القرشية بحاجة إلى وجود المرأة، أمّا عدمها فلا. والمفروض أنْ عدم القرشية ليس وصفاً للمرأة.
وبمقتضى الرابعة: فإنه بعد التخصيص، سواء كان الموضوع من السّالبة المحصّلة بانتفاء المحمول، أو كان بنحو المقسم الجامع بين القسمين، الموضوع قابلٌ للجعل الوجودي.
وبمقتضى الخامسة: إنّ أثر الإخراج والتخصيص هو التركيب والتقييد، وليس التوصيف، وإذا كان كذلك جرى الإستصحاب لإحراز الجزء الثاني العدمي وهو عدم القرشية، بعد إحراز الوجودي بالوجدان وهو المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *