حرف الراء

حرف الراء

ربيع الأبرار ونصوص الأخبار
لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (467ـ538). وزمخشر: قرية جامعة من نواحي خوارزم، تنقل في بلاد كثيرة ليتلقى العلم والاداب حتّى أصبح إماماً في التفسير، والنّحو، واللّغة والادب متفنّناً في علوم شتّى حتّى طارت شهرته في الآفاق. وكان شديد الإنكار على المخالفين للمعتزلة من أهل السنّة، جريئاً في الطّعن عليهم في مؤلّفاته وأشعاره.
ومن شعره:
إذا سألوا عن مذهبي لم ابح به *** واكتمه كتمانه لي أسلم
فان حنفيّاً قلت قالوا بأنّني *** أبيح الطّلا وهو الشراب المحرّم
وان مالكيّاً قلت قالوا بأنّني *** أبيح لهم أكل الكلاب وهُم وهُمُ
وان شافعيّاً قلت قالوا بأنّني *** أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وان حنبليّاً قلت قالوا بأنّني *** ثقيل حلولي بغيض مجسِّم
وان قلت من أهل الحديث وحزبه *** يقولون تيس ليس يدري ويفهم
وكان محبّاً لآل الرّسول صلّى الله عليه وآله، ومن شعره في مدحهم:
كثر الشكّ والخلاف وكل *** يدّعي الفوز بالصراط السّوي
فاعتصامي بلا اله سواه *** ثمّ حبّي لأحمد وعليّ
فاز كلب بحبّ أصحاب كهف *** كيف اشقى بحبّ آل نبيّي
وترك تآليف ومصنّفات كثيرة، وقد ذكرت الفهارس له اثنين وخمسين مصنّفاً، طبع بعضها وبعضها غير مطبوع، وبعضها مفقود، ومن مصنّفاته كتاب «ربيع الأبرار ونصوص الأخبار» وهو مرتّب على ثمان وتسعين باباً. صنّفه بعد أن صنّف تفسيره «الكشّاف عن حقائق التّنزيل» الّذي فرغ منه بمكّة المكرّمة في سنة 528، وهذه مختاراتٌ من الكتاب المذكور:
قال في الباب الأوّل: ليلة الغدير معظمة عند الشّيعة، محياة فيهم بالتهجّد وهي اللّيلة الّتي خطب فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ على أقتاب الإبل وقال في خطبته: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».
وقال: ليلة الهرير: ليلة من ليالي صفّين كثر فيها القتلى، كلّما قتل عليّ رضي الله عنه قتيلا كبّر فبلغت تكبيراته سبع مائة، وصارت مثلا في الشدّة.
وقال: قال علي رضي الله عنه: «والله لدنياكم أهون في عيني من عرق ]عظم [خنزير في يد مجذوم».
وقال في الباب الرّابع: «كان عليّ يخرج في الشّتاء والبرد الشّديد في إزار ورداء خفيفين. وفي الصّيف في القباء المحشو، والثّوب الثّقيل لا يبالي فقيل له: فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم خيبر حين أعطاني الرّاية، وكنت أرمد، فتفل في عنيني، اللّهم اكفه الحرّ والبر فما آذانى بعد حرّ ولا برد.
وقال في الباب الخامس: قال عليّ رضي الله عنه لقد رأيت عقيلا وقد أملق، حتّى استماحني من برّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنّما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكّداً، وكرّر عليّ القول مردداً فأصغيت إليه سمعي، فظنّ انّي أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبربها، فضجّ ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحرق من مسّها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه، وتجرّني إلى نار سجّرها جبارها لغضبه، أتئنّ من الاذى ولا أئن من لظى؟.
وقال في الباب السّادس: قال علي عليه السّلام حين جاء نعي الأشتر: مالك وما مالك، لو كان جبلا لكان فندا لا يرتقيه الحافر ولا يرقى عليه الطّائر.
وقال في الباب السّابع، قال عليّ رضي الله عنه: سئل كيف كان حبّكم لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأبنائنا، وأمّهاتنا، ومن برد الشّراب على الظّماء.
وقال في الباب الثامن: قال عليّ عليه السّلام رفعه: لمّا أسري بي إلى السّماء أخذ جبرئيل بيدي، فاقعدني على درنوك(1) من درانيك الجنّة، ثم ناولني سفرجلة، فأنا أقلبها إذا انفلقت، فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السّلام عليك يا محمّد. قلت: ممن أنت؟ قالت: الرّاضية المرضيّة، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك، ووسطي من كافور وأعلاي من عنبر،عجنني بماء الحيوان. قال الجبّار: كوني، فكنت، خلقني لأخيك وابن عمّك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال: قال الحسن بن عليّ عليهما السّلام: حباني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بكلتا يديه ورداً، وقال: أما أنّه سيّد رياحين الجنّة سوى الآس.
وقال في الباب التّاسع: «كان الرّشيد يقول لموسى الكاظم بن جعفر عليه السّلام: يا أبا الحسن، حدّ فدك حتّى أردها عليك، فيأبى حتّى ألح عليه فقال: لا آخذها الاّ بحدودها، قال: وما حدودها؟ قال: يا أميرالمؤمنين، ان حدّدتها لم تردها قال: بحقّ جدّك الاّ فعلت، قال: أمّا الحدّ الأوّل، فعدن، فتغيّر وجه الرّشيد وقال: هيه. قال: والحدّ الثّاني سمرقند، فأربد وجهه. قال: والحد الثالث أفريقية، فأسود وجهه وقال: هيه، قال: والرّابع سيف البحر ممّا يلي الخزر وأرمينية، قال الرّشيد: فلم يبق لنا شيء فتحوّل في مجلسي.
قال موسى: قد أعلمتك أنّي ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره يحيى بن خالد، فأراه بثرة خرجت في كفّه وقال: هذه علامة أهل بيتنا قد ظهرت بي وأنا أقضي عن قرب، فقد كفيت أمري، فتركه يحيى، ومات بعد أيّام ]بالسمّ[.
وقال في الباب الحاديعشر: لمّا وجّه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لاستباحة أهل المدينة. ضمّ علي بن الحسين عليه السّلام إلى نفسه أربع مائة منافيّة ]نسبة إلى عبد مناف[ يحشمهنّ يعولهنّ إلى أن تقوّض جيش مسلم، فقالت امرأة منهنّ: ما عشت والله بين أبوي مثل ذلك التريف ]السّعة في المأكل والمشرب[.
وقال في الباب الثّاني عشر: قال السيّد الحميري:
انّي امرؤ حميري حين تنسبني *** جدّي رعين وأخوالي ذوو يَزَنِ
ثمّ الولاء الذّي أرجوا النّجاة به *** يوم القيامة للهادي أبي حسن
وله:
وإذا الرّجال توسّلوا بوسيلة *** فوسيلتي حبّي لآل محمّد
وله:
مه لا تلومن في أبي حسن *** فلست عن حبّه بمشتغل
رست له بين أضلعي مقة *** لو زالت الرّاسيات لم تزل
إذا تبدّلت بعده بدلا *** فلا تهنّأت ذاك من بدل
وله:
أيا رب اني لم أرد بالّذي به *** مدحت عليّاً غير وجهك فارحم
وقال: قال عليّ رضي الله عنه: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحمأتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النّبي الأمّي انّه لا يبغضك مؤمن ولا يحبّك منافق.
وقال: قال أبو الأسود الدؤلي:
أمفنّدي في حبّ آل محمّد *** حجرٌ بفيك فدع ملامك أوزد
من لم يكن بحبالهم متمّسكاً *** فليعترف بولادة لم ترشد
وقال: قال دعبل الخزاعي:
بأبي وأمّي سبعة أحببتهم: *** لا لعطيّة أعطاها
بأبي النّبي محمّداً وصفيّه *** والطيّبين وبنته وابناها
الطيّبان حمزة وجعفر رضي الله عنهما
وقال في الباب الخامس عشر: قال عبد الملك بن عمير: رأيت رأس الحسين عليه السّلام بين يدي ابن زياد في قصر الكوفة، ثمّ رأس ابن زياد بين يدي المختار ثمّ رأسه بين يدي مصعب. ثمّ رأسه بين يدي عبد الملك. قال سفيان: فقلت له: كم كان بين أوّل الرؤوس وآخرها؟ قال اثنتا عشرة سنة.
وقال في الباب السّادس عشر: قدم وفد النجاشي على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقام يخدمهم، فقيل: يا رسول الله، لو تركتنا كفيناك، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: هكذا يصنعون بأصحابي.
وقال: وقف سائل عند عليّ رضي الله عنه فقال لأحد ولديه: قل لأمّك هاتي درهماً من ستّة دراهم. فقالت: هي للدّقيق، فقال: لا يصدق ايمان عبد حتّى يكون ما في يد الله أوثق ممّا في يده فتصدّق بالستّة، ثمّ مرّ به رجل يبيع جملا، فاشتراه بمائة وأربعين، وباعه بمائتين، فجاء بالستّين إلى فاطمة. فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان أبيك: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها».
وقال: أمر الحسن بن علي عليهما السّلام لرجل من جيرانه بألفي درهم فقال: جزاك الله خيراً يا ابن رسول الله، فقال: ما أراك أبقيت لنا من المكافاة شيئاً.
وقال في الباب التّاسع عشر: دخلت أمّ أفعى العبديّة على عائشة، فقالت: يا أمّ المؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وجبت لها النار قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الكبار عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة الله.
وقال: قال أبو طالب للنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أتدري ما يأتمر بك قومك؟ قال: نعم، قال: من أخبرك؟ قال: ربّي، قال: نعم الرّب ربّك فاستوص به خيراً. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، «أنا استوصي به خيراً» أراد الطّاعة.
وقال في الباب العشرين: قال عليّ ]رضي الله عنه[: إذا أنا مت من ضربته ]ابن ملجم[ هذه فاضربوه بضربة ولا يمثّل بالرّجل، فانّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «إيّاكم والمثلة، ولو بالكلب العقور».
وقال في الباب الثالث والعشرين: قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش، نعم الأب أوبك إبراهيم ونعم الأخ اخوك علي بن أبي طالب».
وقال: «إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله وأخذت أنت يا عليّ بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذ شيعة ولدك بحجزهم فترى أين يأمر بنا».
وقال: قال جميع بن عمير: دخلت على عائشة، فقتل: من كان أحبّ النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالت: فاطمة. قلت: انّما أستئك عن الرّجال، قالت: زوجها، وما يمنعه؟ فوالله إن كان لصوّاماً قوّاماً، ولقد سالت نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يده فردها إلى فيه. قلت: فما حملك على ما كان؟ فارسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت: أمر قضى عليّ.
وقال في الباب الخامس والعشرين: قال شاميّ: دخلت المدينة فرأيت رجلا على بغلة، لم أر أحسن لباساً منه ولا أمره مركباً، فسألت عنه فقيل الحسن ابن علي فامتلأت له بغضاً فدنوت منه، فقتل: أأنت ابن أبي طالب؟ قال: أنا ابنه. قلت: فبك وبأبيك أسبّهما، قال: أحسبك غريباً. قلت: أجل قال: إنّ عندنا منزلا واسعاً ومعونة على الحاجة ومالا نواسي به، فانطلقت وما على وجه الأرض أحبّ إليّ منه.
وقال في الباب السّادس والعشرين: كان الحسن بن عليّ إذا فرغ من وضوئه تغيّر لونه، فقيل له: فقال: حقٌّ على من أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغيّر لونه.
وقال: قال الحسن البصري: ما كان في هذه الأمّة أعبد من فاطمة ]إبنة رسول الله عليها السّلام[ كانت تقوم حتّى تورّمت قدماها.
وقال: قال محمّد بن كعب القرظي: سمعت عليّاً رضي الله عنه يقول: لقد رأيتني وأنا أربط الحجر على بطني في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الجوع وان صدقتي اليوم أربعون ألف دينار.
وقال: قال عبد الله بن عبّاس: مرض الحسن والحسين وهما صبيان، فعادهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه أبو بكر وعمر، فقال عمر: يا أبا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذراً، ان الله عافاهما، فقال: أصوم ثلاثة أيّام شكراً لله، وكذلك قالت فاطمة. وقال الصّبيان : نحن أيضاً نصوم شكراً وكذلك قالت جاريتهم فضّة، فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام.
فانطلق عليّ عليه السّلام إلى جار له يهوديّ اسمه شمعون فأخذ منه جزّة صوف فغزلتها له فاطمة بثلاثة أصوع شعير، فلمّا قدموا فطورهم جاء مسكين فآثروه به فبقوا جياعاً ليالي صومهم وفيهم نزلت: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ).
وقال: قال محمّد بن الحنفيّة: جاء سائل الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: هل سألت أحداً من أصحابي؟ قال: لا. قال: فأت المسجد فسلهم فسألهم فلم يعطوه شيئاً، فمرّ بعليّ وسأله وهو راكع، فناوله يده فأخذ خاتمه.
وقال: قال أبو الطفيل: رأيت علياً كرم الله وجهه يدعو اليتامى فيطعمهم العسل، حتّى قال بعض أصحابه: لوددت انّي كنت يتيماً.
وقال: قال محمّد بن الحنفيّة: كان أبي يدعو قنبراً باللّيل فيحمّله دقيقاً وتمراً. فيمضي إلى أبيات قد عرفها ولا يطلع عليه أحدٌ، فقلت له: يا أبت، ما يمنعك أن يدفع اليهم نهاراً؟ قال: يا بنيّ صدقة السّر تطفىء غضب الرّب.
وقال: رؤي الحسين بن علي عليهما السّلام يطوف بالبيت، ثمّ صار الى المقام فصلّى، ثمّ وضع خدّه على المقام فجعل يبكي ويقول: عبيدك ببابك، سائلك ببابك مسكينك ببابك، يردّد ذلك مراراً، ثمّ انصرف، فمرّ بمساكين معهم فلق خبز يأكلون فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم وقال: لو لا أنّه صدقة لأكلت معكم، ثمّ قال: قوموا إلى منزلي، فأطعمهم وكساهم، ثمّ أمر لهم بدراهم.
لمّا غسّل علي بن الحسين فراوا على ظهره مجولا فلم يدروا ما هي، فقال مولى له: كان يحمل باللّيل على ظهره إلى أهل البيوتات المستورين الطعام، فإذا قلت له: دعني أكفك قال: لا أحبّ أن يتولى ذلك غيري.
وقال: قال الحسن بن عليّ رضي الله عنه: انّي لأستحيي من ربّي أن ألقاه، ولم أمش إلى بيته. فمشى من المدينة إلى مكّة عشرين مرّة.
وقال في الباب التاسع والعشرين: قال طاوس: انّي لفي الحجر اليلة، إذ دخل عليّ بن الحسين، فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لأسمعنّ دعاءه فسمعته يقول: عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك. فما دعوت بهنّ في كربة الاّ فرجت.
ورى في الباب السّابع والثّلاثين عن الشّقراني مولى رسول الله: خرج العطاء أيّام أبي جعفر ومالي شفيع، فبقيت على الباب متحيّراً، فإذا أنا بجعفر بن محمّد، فقمت إليه، فقلت: جعلني الله فداءك، أنا مولاك الشقراني، فرحب بي وذكرت له حاجتي، فنزل ودخل وخرج وعطائي في كمّه، فصبّه في كمّي.
ثمّ قال: يا شقراني، انّ الحسن من كلّ أحد حسن وانه منك أحسن لمكانك منّا، وانّ القبيح من كلّ أحد قبيح وانّه منك أقبح لمكانك منّا. وانّما قال له ذلك لأن الشقراني كان يصيب من الشّراب، فانظر كيف أحسن استنجاز طلبته، وكيف رحب به، واكرمه، مع اطّلاعه على حاله، وكيف وعظه على جهة التّعريض، وما هو الاّ من أخلاق الأنبياء.
وقال في الباب السادس والسبعين: أنزل الله تعالى في الخمر ثلاث آيات:
أوّلها: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) فكان المسلمون بين شارب وتارك إلى أن شرب رجل ودخل في الصّلاة فهجر، فنزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى) فشربها من شرب من المسلمين، حتّى شربها عمر، فأخذ لحيي بعير، فشجّ رأس عبد الرّحمن بن عوف، ثمّ قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود ابن عبد يغوث:
وكائن بالقليب قليب بدر *** من الفتيان والشرب الكرام
وكائن بالقليب قليب بدر *** من الشيزي المكلّل بالسّنام
أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيي *** وكيف حياة أصداء وهام
أيعجز أن يردّ الموت عنّي *** وينشرني إذا بليت عظامي
ألا من مبلغ الرحمن عنّي *** بأنّي تارك شهر الصّيام
فقل لله يمنعني شرابي *** وقل: يمنعني طعامي
فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخرج مغضباً يجر رداءه فرفع شيئاً كان في يده ليضربه، فقال: أعوذ بالله من غضب الله ورسوله. فأنزل الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ) إلى قوله: (فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ). فقال عمر: انتهينا.
قال: وشرب رجل من إداوة عمر، فسكر فجلده فقال: انّه من نبيذلك فقال: إنما جلدتك لسكرك.
وقال في الباب الثّامن والّثمانين: دعا معاوية قيس بن سعد بن عبادة، إلى مفارقة عليّ عليه السّلام حين تفرق عنه النّاس، فكتب إلى معاوية: يا وثن بن وثن تدعوني إلى مفارقة عليّ بن أبي طالب والدّخول في طاعتك، وتخوفني بتفرّق أصحابه عنه وانثيال النّاس عليك، وإجفالهم اليك، فو الله الّذي لا إله غيره لا سالمتك أبداً، وأنت حربه، ولا دخلت في طاعتك وأنت عدوّه، ولا اخترت عدوّ الله على وليّه ولا حزب الشّيطان على حزبه، والسّلام.
وقال في الباب التّسعين: أهدى معاوية إلى الدؤلي هدية فيا حلوى. فقالت ابنته: ممّن هذا يا أبه؟ فقال: هذا من معاوية، بعث بها يخدعنا عن ديننا! فقالت:
أبالشهد المزعفر يا ابن هند *** نبيع عليك أحساباً وديناً
معاذ الله كيف يكون هذا؟ *** ومولانا أميرالمؤمنينا
وكتاب ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، من مخطوطات مكتبة الإمام الرّضا عليه السّلام رقم 4368 وطبع ببغداد بتحقيق الدكتور سليم النعيمي.
لسان الميزان ج6 ص4 رقم6. البداية والنّهاية، ج12 ص219. وفيات الأعيان، ج4 ص254 رقم 682. معجم البلدان، ج3 ص147. كشف الظّنون، ج1 ص832. تاج العروس، ج3 ص342. عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب، ص125. روضات الجنّات، ج8 ص118 رقم 711. دائرة المعارف الاسلاميّة، ج10 ص403. دائرة المعارف، للبستاني، ج9 ص246. الكنى والألقاب، ج2 ص272. الأعلام، ج8 ص55، وج9 ص62. نسبنامه خلفاء وشهرياران، ص333. لغتنامه دهخدا، ج23، ص137.

رجال الشيخ الطوسي
أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385ـ460).
ألّفه بالتماس تلميذه القاضي عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز ابن البراج، قاضي طرابلس المتوفى سنة 481. قال «فاني قد اجبت الى ما تكرر سؤال الشيخ الفاضل فيه من جمع كتاب يشتمل على اسماء الرجال الذين رووا عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعن الأئمة عليه السّلام من بعده الى زمن القائم عليه السّلام ثم اذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليه السّلام من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يرو عنهم، وارتب ذلك على حروف المعجم التي اولها الهمزة وآخرها الياء ليقرب على ملتمسه ويسهل عليه حفظه واستوفى ذلك على مبلغ جهدي وطاقتي وعلى مدد ما يتسع لي زماني وفراغي وتصفحي ولا اضمن اني استوفي ذلك عن آخره، فان رواة الحديث لا ينضبطون، ولا يمكن حصرهم لكثرتهم وانتشارهم في البلدان شرقاً وغرباً، غير اني ارجو انه لا يشذ عنهم إلا النادر وليس على الأنسان الاّ ما تسعه قدرته وتناله طاقته، ولم اجد لأصحابنا كتاباً جامعاً في هذا المعنى الاّ مختصرات قد ذكر كل انسان منهم طرقاً، إلا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق عليه السّلام فانه قد بلغ الغاية في ذلك ولم يذكر رجال باقي الأئمة عليه السّلام، وأنا اذكر ما ذكره وأورد من بعد ذلك من لم يذكره ومن الله استمد المعونة لكل ما يقرب من طاعته ويبعد عن معصيته انه ولي ذلك والقادر عليه، واول ما ابتدأ به الرجال الذين رروا عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم من بعد ذلك رجال الأئمة على سياقتهم إن شاء الله تعالى».
وطبع الكتاب بالمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة /1381.
تنقيح المقال ج1 ص178. الذريعة الى تصانيف الشيعة ج10 ص120 رقم /246. مقدمة الكتاب للسيد الحجة السيد محمّد صادق بحر العلوم. هدية الاحباب ص9.

رحلة ابن بطوطة
وهو أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم اللّواتي الطّنجي المعروف بـ «ابن بطوطة» (703ـ779). ولد ونشأ في «طنجة» بالمغرب الأقصى وخرج منها سنة 725 فطاف البلاد 27 سنة، وأملى أخبار رحلته بأمر السلطان أبي عنان فارس على محمّد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 وسمّاها «تحفة النّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» ومات بمراكش.
قال في ص59 طبع مصر سنة 1383 في موضع قبر أويس القرني في دمشق ويقال: انّ أويساً قتل بصفّين مع علي عليه السّلام وهو الأصحّ… وعلى فرسخ منها مشهد أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب من فاطمة عليهم السّلام. ويقال: انّ اسمها زينب وكناها النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمّ كلثوم لشبهها بخالتها أمّ كلثوم بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعليه مسجد كبير وحوله مساكن، وله اوقاف ويسمّيه أهل دمشق قبر الستّ أمّ كلثوم. وقبر آخر يقال: انّه قبر سكينة بنت الحسين ابن عليّ عليه السّلام.
وقال في ص102 في ليلة النّصف من شعبان: وهذه اللّيلة من اللّيالي المعظمة عند أهل مكّة، يبادرون فيها إلى اعمال البرّ من الطّواف والصّلوات جماعات وافراداً، والاعتمار، ويجتمعون في المسجد الحرام جماعات لكلّ جماعة إمام، ويوقدون السّرج والمصابيح والمشاعل ويقابل ذلك ضوء القمر، فتتلألأ الأرض والسّماء نوراً ويصلّون مائة ركعة يقرؤن في كلّ ركعة بأمّ القرآن وسورة الاخلاص، يكرّرونها عشراً وبعض النّاس يصلّون في الحجر منفردين، وبعضهم يطوفون بالبيت الشّريف، وبعضهم قد خرجوا للاعتمار.
وقال في ص109: نزلنا مدينة مشهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالنّجف… وأهل هذه المدينة كلّهم رافضيّة، وهذه الرّوضة ظهرت لها كرامات ثبت بها عندهم أن بها قبر عليّ رضي الله عنه فمنها أنّ في ليلة السّابع والعشرين من رجب وتسمّى عندهم ليلة المحيا، يؤتى إلى تلك الرّوضة بكل ّ مقعد من العراقين وخراسان وبلاد فارس والرّوم فيجتمع منهم الثّلاثون والأربعون ونحو ذلك، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضّريح المقدّس، والنّاس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلّ وذاكر وتال ومشاهد للرّو ضة، فإذا مضى من اللّيل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء وهم يقولون: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ وليّ الله. وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثّقاة ولم أحضر تلك اللّيلة لكني رأيت بمدرسة الضياف ثلاثة من الرّجال: أحدهم من أرض الرّوم، والثّاني من إصبهان. والثالث من خراسان، وهم مقعدون فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني انّهم لم يدركوا ليلة المحيا، وانّهم منتظرون أوانها من عام آخر، وهذه اللّيلة يجتمع لها الناس من البلاد ويقيمون سوقاً عظيمة مدّة عشرة أيّام وليس بهذه المدينة مغرم ولا مكاس ولا وال، وانّما يحكم عليهم نقيب الأشراف وأهلها تجار يسافرون في الأقطار وهم أهل شجاعة وكرم، ولا يضام جارهم، صحبتهم في الأسفار، فحمدت صحبتهم لكنّهم غلوا في عليّ رضي الله عنه.
ومن النّاس في بلاد العراق وغيرها من يصيبه المرض فينذر للرّوضة نذراً إذا برىء، ومنهم من يمرض رأسه فيصنع رأساً من ذهب أو فضّة ويأتي به إلى الرّوضة فيجعله النّقيب في الخزانة، وكذلك اليد والرّجل وغيرهما من الأعضاء وخزانة الرّوضة عظيمة فيها من الأموال ما لا يضبط لكثرته.
وقال في تعريف مسجد الكوفة: «وبهذا المسجد آثار كريمة، فمنها بيت ازاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة، يقال: انّ الخليل صلوات الله عليه كان له مصلّى بذلك الموضع وعلى مقربة منه محراب محلق عليه بأعواد السّاج مرتفع وهو محراب علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وهنالك ضربه الشقيّ ابن ملجم والنّاس يقصدون الصّلاة به، وفي الزّاوية من هذا البلاط مسجد صغير محلق عليه أيضاً بأعواد السّاج يذكر انّه الموضع الذّي فارمنه التنّور حين طوفان نوح عليه السّلام، وفي ظهره خارج المسجد بيت يزعمون أنّه بيت نوح عليه السّلام، وإزاءه بيت يزعمون انّه معبد إدريس عليه السّلام، ويتّصل بذلك فضاء يصل بالجدار القبلي للمسجد يقال: انّه موضع انشاء سفينة نوح عليه السّلام، وفي آخر هذا الفضاء دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه والبيت الذي غسل فيه ويتّصل به بيت يقال: أيضاً انّه بيت نوح عليه السّلام والله أعلم بصحّة ذلك كلّه.
وفي الجهة الشّرقيّة من الجامع بيت مرتفع يصعد إليه فيه قبر مسلم بن عقيل ابن أبي طالب رضي الله عنه، وبمقربة منه خارج المسجد قبر عاتكة وسكينة بنت الحسين عليه السّلام.
وامّا قصر الامارة بالكوفة الذي بناه سعد بن أبي وقّاص، فلم يبق الاّ أساسه، والفرات من الكوفة على مسافة نصف فرسخ في الجانب الشّرقي منها وهو منتظم بحدائق النّخل الملتفّة المتّصل بعضها ببعض، ورأيت بغربي جبانة الكوفة موضعاً مسودّاً شديد السّواد في بسيط أبيض فأخبرت أنه قبر الشّقي ابن ملجم، وأن أهل الكوفة يأتون في كلّ سنة بالحطب الكثير، فيوقدون النّار على موضع قبره سبعة أيّام وعلى قرب منه قبّة أخبرت على أنّها قبر المختار بن أبي عبيدة.
وطبع هذا الكتاب مراراً.
مقدّمة الكتاب، بقلم المؤلّف. دائرة المعارف الاسلاميّة، ج1 ص99. الكنى والألقاب، ج1 ص222. الأعلام، ج7 ص114.

رسالة في الإعتقادات
للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385ـ460) المذكور مراراً، وتوجد نسخة خطية من هذه الرسالة في مكتبة السيد الروضاتي بأصبهان.

رسالة الحقوق
للأمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين علهيما السلام (38ـ95)، وتجد النصّ الكامل لها في: «تحف العقول» للحرّاني ص255 «أمالي الصدوق» المجلس التاسع والخمسون «الخصال» له الحقوق الخمسون، «من لا يحضره الفقيه» كتاب الحج باب الحقوق «روضة المتقين» ج5 ص500 «مستدرك الوسائل» ج2 كتاب الجهاد ص274 «اعيان الشيعة» ج4 ق1 ص501 «الإمام زين العابدين» للسيد المقرّم «حياة الإمام زين العابدين» للقرشي «بلاغة الإمام علي بن الحسين عليهم السلام» للشيخ الحائري، والراوي لها عن الإمام عليه السّلام هو المفسّرو المحدث الثقة: ثابت بن دينار أبو صفية المعروف بأبي حمزة الثمالي الذي تشرف بالتلمذ على أربعة من الأئمة: علي بن الحسين، ومحمّد بن علي، وجعفر ابن محمّد، وموسى بن جعفر عليهم السّلام. روى أبو بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السّلام. فقال ما فعل أبو حمزة الثمالي؟ قلت خلفته عليلا قال اذا رجعت إليه فأقرأه مني السلام وأعلمه انّه يموت في شهر كذا في يوم كذا، قال أبو بصير قلت جعلت فداك والله لقد كان فيه أنسٌ وكان لكم شيعة، قال صدقت ما عندنا خير لكم قلت من شيعتكم معكم قال: نعم ان هو خاف الله وراقب نبيه وتوقّى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا. قال: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة الاّ يسيراً حتى توفى.
وقال عليه السّلام: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه.
وروى محمّد بن نعيم الشاذاني قال سمعت الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول سمعت الرضا عليه السّلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه وذلك انه قدم ]خدم[ أربعة منا علي بن الحسين ومحمّد بن علي، وجعفر بن محمّد وبرهةً من عصر موسى بن جعفر عليهم السّلام.
وتوفي أبو حمزة الثمالي سنة 150.
وطبعت الرسالة القيمة مرات عديدة، في ضمن مجامع الحديث ومستقلةً بدون شرح كما نشرت في حديث الشهر الرقم (6) سنة 1369 في بغداد مع مقدمة للسيد محمّد صادق الصدر رئيس مجلس التمييز الشرعي الجعفري بعنوان «الجهاد الصامت دراسة وافية لجهاد الإمام عن طريق القلم واللسان».
ونشرت مع الشرح في مجلدين ضخمين باسم «شرح رسالة الحقوق» بقلم السيد حسن القبانچي مع مقدمة لا يستغنى عنها.
رجال ابن داود ص396. اختيار معرفة الرجال ص201. رجال الشيخ الطوسي ذكره في «أصحاب علي بن الحسين عليه السّلام ص84 و«اصحاب الباقر عليه السّلام». ص110 و«اصحاب الصادق عليه السّلام ص161 و«اصحاب الكاظم عليه السّلام» ص345. الفهرست للشيخ الطوسي ص71 رقم /136. رجال النجاشي ص115 رقم 296. جامع الرواة ج1 ص134. تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج2 ص7 رقم 10. معجم رجال الحديث ج3 ص381 رقم /1954. مجمع البحرين كلمة «ثمل».

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني
لشهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الآلوسي البغدادي (1217ـ1270).
ألّفه في زمن السّلطان محمود بن عبد الحميد العثماني. وطبع بمصر مطبعة المنيريّة.
الأعلام، ج8 ص53. الغدير، ج1 ص147 رقم 338.

الرّوض الأنف
لأبي القاسم عبد الرحمن السهيلي (508ـ581).
سهيل: قرية بالأندلس، من بلاد المغرب، سميت باسم الكوكب، لأنّه لا يرى من جميع بلاد الاندلس، الاّ من جبل مطل عليها كما لا يرى بخراسان ويرى بالعراق والحجاز، وفي جميع أرض العرب وبين رؤية أهل الحجاز وأهل العراق سهيلا عشرون يوم. ينسب المترجم اليها ولد «بالمالقة» وهي مدينة كبيرة بالقرب من سهيل وأخذ عن الأساتذة والشيوخ مع كونه كان مكفوفاً كان أديباً فقيهاً محدّثاً مؤرّخاً، ونمى خبره إلى صاحب مراكش فطلبه اليها وأحسن اليه وأقام بها نحو ثلاثة أعوام وتوفّى بها وله من العمر اثنان وسبعين سنة.
ومن شعره، القصيدة العينيّة في المناجات، نقلها الشّيخ أحمد بن فهد الحلّي قدّس سرّه في أوّل كتابه «عدّة الداعي»:
يا من يرى ما في الضّمير ويسمع *** أنت المعدّ لكلّ ما يتوقّع
يا من يرجّى في الشّدائد كلّها *** يا من اليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن *** امنن فان الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري اليك وسيلة *** بالافتقار اليك فقري أرفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة *** فلئن ددت فايّ باب أقرع
ومن الذّي أدعو وأهتف باسمه *** ان كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصياً *** الفضل أجزل والمواهب أوسع
وللسّهيلي مؤلّفات كثيرة منها: «الرّوض الأنف، في شرح السّيرة النّبويّة» لابن هشام.
طبع بدار النصر القاهرة، بسنة 1387.
وفيات الأعيان، ج2 ص324 رقم 344. معجم البلدان، ج3 ص291. لسان العرب، ج11 ص350. عدّة الداعي، الباب الأول «المناجات» ص25 من مخطوطات مكتبتنا. الكنى والالقاب، ج2 ص299. لغتنامه دهخدا، ج17 ص739. مقدّمة الكتاب بقلم عبد الرحمن الوكيل.

روضة الواعظين
للشّيخ أبي جعفر، محمّد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي النيسابوري المستشهد في سنة 508. قال ابن داود الحلّي: متكلّم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع. وقال محمّد بن علي الأردبيلي: في «جامع الرّواة» والشّيخ منتجب الدّين في «فهرست اجازاته» ثقة أيّ ثقة. وقال الميرزا عبد الله الأفندي في «رياض العلماء»: ثقة جليل. وقال الشّيخ عبد الحسين الأميني في شهداء الفضيلة: هو العلم الخفاق، وهضبة الفضيلة الراسية في القرن السّادس، كان في الجبهة والسنام، في حملة الفقه والحديث، جامعاً بين رتبتي السّعادة والشّهادة آخذاً بعضادتي العلم والزّهادة خطيباً مصقاً واعظاً بأقواله وافعاله، وقد حازثقة الكلّ فجاء وحواليه رمز الثّناء وكراديس المدح والأطراء.
وكان من أمر استشهاده انّه لما فتح ناصر الدّين سنجر مدينة غزنين سنة 511 على يد وزيره: الفاتح محمّد بن نظام الملك، حسده الأمراء وسعوا به عند السّلطان سنجر، ولما دخل سنجر مرو وقتل وزيره محمّد بن نظام الملك عيره النّاس، وندم ممّا فعل وعلم حبّ النّاس لآل نظام الملك اعطى الوزارة لأبي المحاسن عبد الرزّاق بن عبد الله بن نظام الملك عوضاً عن قتل عمّه محمّد بن نظام الملك وكان أبو المحاسن من فقهاء السنّة شديداً على الاماميّة، ولقّب «بالسّلطان» فاغتنم الفرصة للكيد منهم، فأمر بقتل الشيخ ابن الفتال الّذي كان من أشهر علماء الشّيعة الاماميّة، ومن الوعّاظ والمتكلّمين في نيشابور في زمنه تضعيفاً لهذه الطّائفة وتضييقاً على اتباعها.
ولابن فتال قدّس سرّه، تآليف قيّمة منها: «روضة الواعظين». قال في المقدّمة: انّي كنت في عنفوان شبابي قد اتّفقت لي مجالس، وعرضت محافل، الناس يسألونني عن أصول ديانات وابانة الفروع عنها في المقامات فأجبتهم عنها بجواب يكفيهم، ومقال يشفيهم، فحاولوا عني بالكلام في التّذكير والزّهد، والمواعظ، والزّواجر، والحكم والآداب، فرجعت الى كتب أصحابنا، فما وجدت لهم كتاباً يشتمل على جميع هذه المطلوبات، ويدور على جمل هذه المذكورات الاّ متبترات في كتبهم، وتفريقات في زبرهم، فهممت أن أجمع كتاباً يشتمل على بعض كلام الله ويدور على محاسن أخبار النّبي صلّى الله عليه وآله ويحتوى على جواهر كلام الائمّة عليهم السّلام.
ثمّ انه أسقط أسانيد أخبار الكتاب لكونها شائعة. وطبع في مطبعة الحكمة، قم ـ ايران.
رجال ابن داود ص295 رقم 1274. رياض العلماء، ج5 ص27 وص75. أمل الآمل، ج2 ص260 رقم 765. جامع الرّواة، ج2 ص155. بحار الأنوار، الطبعة الحديثة، ج105 ص272. روضات الجنّات ج6 ص253 رقم 585. تنقيح المقال، ج2 ص73 رقم 10333. شهداء الفضيلة ص37. الذّريعة إلى تصانيف الشيعة ج11 ص305 /1814. معجم رجال الحديث، ج15 ص294 /10541. منية الآملين في ترجمة ابن الفتال، بقلم سماحة السيّد شهاب الدّين المرعشي. تاريخ مفصّل إيران، بقلم الاستاذ عبّاس اقبال آشتيانى، ص353.

روضات الجنّات في أحوال العلماء والسّادات
للسيّد محمّد باقر ابن السيّد زين العابدين الخوانساري (1226ـ1313) نسبةً إلى خوانسار. من أعمال گلپايگان، خرج منها جماعة من الأعلام. منهم صاحب «الروضات»، حضر على صاحب الجواهر في النجف الأشرف، وكان من مراجع التقليد في اصبهان، وكتابه المذكور يشتمل على 758 ترجمة، في ثمانية أجزاء. فرغ من تأليفه سنة 1286، وقد طبع مراراً.
لغتنامه دهخدا، ج12 ص944. فرهنگ آباديهاى ايران ص178. الذّريعة الى تصانيف الشّيعة ج11 ص280 رقم 1712. الكنى والألقاب ج2 ص202. الفوائد الرضويّة ص403. الأعلام ج6 ص273. والمقدّمة بقلم السيّد محمّد تقي كشفي.

الرّياض النضرة في مناقب العشرة
لمحبّ الدّين أبي العباس أحمد بن عبد الله الطبري المكّي الشّافعي (694615).
مرت ترجمته في التعريف بكتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى». قال الكاتب الچلبي في تعريف كتاب «الرّياض النضرة»: جمع ما روى فيهم في مجلّد بحذف الأسانيد من كتب عديدة وشرح غريب الحديث في خلاله عازياً كلّ حديث الى كتاب، وقدم مقدمة في أسماء وكنى ذكر اوّلا الاحاديث الجامعة. ثمّ ما اختصّ بالأربعة، ثمّ بما زاد على واحد، ثمّ بما ورد في فضائل كلّ واحد واحد وادرج جملة ذلك في قسمين: الأوّل: في مناقب الاعداد. والثّاني: في مناقب الآحاد.
طبع الكتاب في أربعة أجزاء بمضر، بتحقيق الشّيخ مصطفى أبو العلاء.
كشف الظّنون، ج1 ص937. عبقات الأنوار، في امامة الأئمّة الأطهار، ج4 ص500 «حديث الطير». طبقات الشّافعيّة، ج5 ص8. الأعلام، ج1 ص153.

رياض العلماء وحياض الفضلاء
لميرزا عبد الله الأفندي(2) الجيراني التبريزي الاصفهاني (1060ـ1130).
ولد ونشأ باصفهان، قرأ على العلامة الشيخ محمّد باقر المجلسي، ويعبر عنه بـ «الأستاذ الأستناد» والشيخ محمّد باقر السبزواري ويعبر عنه بـ «الاستاذ الفاضل» والآقا حسين المحقق الخونساري ويعبر عنه بـ «استاذنا المحقق» والميرزا محمّد الشيرواني ويعبر عنه بـ «الاستاذ العلامة» وغيرهم، طبع سنة 1401 بتحقيق السيد أحمد الحسيني.
رياض العلماء ج3 ص230. روضات الجنات ج4 ص255 رقم/ 391. الكنى والالقاب ج2 ص41. الفوائد الرضوية ج1 ص253. سفينة البحار ج2 ص124. ريحانة الأدب ج1 ص161. الذّريعة إلى تصانيف الشيعة ج1 ص127 رقم /608 وج3 ص104 رقم /337 وج11 ص331 رقم /1981. زندگى نامه مجلسى ج2 ص53 رقم /93.

(1) الدرنوك بالضّم: ضرب من الثياب، أو ضرب من البسط ذو خمل… «تاج العروس».
(2) لقب بالأفندي وهي لفظة تركية، ومعناها الشخص الشخيص والرجل العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *