إعتراف الأعلام بأنّ الإمام المهدي ابن الإمام العسكري

إعتراف الأعلام بأنّ الإمام المهدي ابن الإمام العسكري
قال ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 في مادة (عسكر سامرّا):
«وهذا العسكر ينسب الى المعتصم، وقد نسب اليه قوم من الأجلاّء منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يكنّى أبا الحسن الهادي، ولد بالمدينة ونقل الى سامرّا، وابنه الحسن بن علي ولد بالمدينة أيضاً ونقل الى سامرّا فسمّيا بالعسكريين لذلك.
فأما علي، فمات في رجب 254 ومقامه بسامرّا عشرون سنة.
وأما الحسن، فمات بسامرا أيضاً سنة 260، ودفنا بسامرا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة»(1).
قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي المتوفّى سنة 652:
«الباب الثاني عشر: في أبي القاسم محمّد الحجة بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمّد القانع بن علي الرضا بن موسى بن جعفر عليهم السلام.
فهذا الخلف الحجّة قد أيّده الله *** هدانا منهج الحقّ وآتاه سجاياه
وأعلى في ذرى العلياء بالتأييد مرقاه *** وآتاه حلى فضل عظيم فتحلاّه
وقد قال رسول الله قولا قد رويناه *** وذو العلم بما قال إذا أدرك معناه
يرى الأخبار في المهدي جاءت مسمّاه *** وقد أبداه بالنسبة والوصف وسمّاه
ويكفي قوله (منّي) لاشراق محيّاه *** ومن بضعته الزهراء مرساه ومسراه
ولن يبلغ ما أدّيت امثال واشباه *** فان قالوا هو المهدي ما ماتوا بما فاهوا
قد رتع من النبوة في أكناف عناصرها، ورضع من الرسالة أخلاف أواصرها، ونزع من القرابة بسجال معاصرها، وبرع في صفات الشرف فعقدت عليه بخناصرها، فاقتنى من الأنساب شرف نصابها، واعتلى عند الانتساب على شرف أحسابها، واجتنى جنا الهداية من معادنها وأسبابها، فهو من ولد الطهر البتول المجزوم بكونها بضعة الرسول، فالرسالة أصله، وانها لأشرف العناصر والأصول.
وأما مولده فبسر من راى في ثالث وعشرين رمضان من سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة.
وأما نسبه أباً وأمّاً، فأبوه الحسن العسكري بن علي المتوكل بن محمّد القانع ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أميرالمؤمنين عليهم السلام…»(2).
وقال الشيخ محي الدين ابن عربي المتوفى 638: «اعلموا انه لا بدّ من خروج المهدي، لكن لا يخرج حتى تمتليء الأرض جوراً وظلماً، فيملأها قسطاً وعدلا، ولو لم يكن من الدنيا الاّ يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم، حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري…»(3).
قال الشيخ علي بن محمّد المالكي المعروف بابن الصبّاغ المتوفي 855:
«ولد أبو القاسم محمّد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجره، وأما نسبه أباً وأمّاً فهو أبو القاسم محمّد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا، ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
وأما أمه فأمّ ولد، يقال لها نرجس…»(4).
وقال الشيخ شمس الدين سبط ابن الجوزي المتوفى 654:
«هو محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة صاحب الزمان، القائم والمنتظر، والتالي، وهو آخر الأئمة»(5).
وقال القندوزي الحنفي:
«وقال الشيخ المحدث الفقيه محمّد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه (فرائد السمطين) عن دعبل الخزاعي، عن علي الرضا بن موسى الكاظم قال: ان الإمام من بعدي ابني محمّد الجواد التقي ثم الإمام من بعده ابنه علي الهادي النقي ثم الإمام من بعده ابنه الحسن العسكري، ثم الإمام من بعده ابنه محمّد الحجة المهدي المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره كما تقدم في الباب الثمانين.
وأما شيخ المشايخ العظام، أعني حضرة شيخ الإسلام أحمد الجامي النامقي والشيخ عطار النيسابوري، وشمس الدين تبريزي، وجلال الدين مولانا الرومي، والسيد نعمة الله الولي، والسيد النسيمي وغيرهم قدس الله أسرارهم ووهب لنا عرفانهم وبركاتهم، ذكروا في اشعارهم في مدايح أئمة من أهل البيت الطيبين رضي الله عنهم مدح المهدي في آخرهم متصلا بهم.
فهذه الأدلة على أن المهدي ولد أولا رضي الله عنه، ومن تتبّع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحاً عياناً»(6).
وقال الشيخ خواجه محمّد پارسا في (فصل الخطاب):
«ومن أئمة أهل البيت الطيبين أبو محمّد الحسن العسكري، ولد سنة احدى وثلاثين ومائتين يوم الجمعة السادس من ربيع الأول ودفن بجنب أبيه وكانت مدة بقاء الحسن العسكري بعد أبيه رضي الله عنهما ستّ سنين، ولم يخلف ولداً غير أبي القاسم محمّد المنتظر المسمّى بالقائم والحجّة والمهدي وصاحب الزمان وخاتم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان مولد المنتظر ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمّه أمّ ولد يقال لها نرجس. توفي أبوه وهو ابن خمس سنين، فاختفى الى الآن»(7).
وقال البدخشي: «قد آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب في الطفولية كما آتاها يحيى وجعله اماماً في المهد كما جعل عيسى نبيّاً»(8).
وقال الشيخ منصور علي ناصف: «اشتهر بين العلماء سلفاً وخلفاً أنّه في آخر الزمان لا بد من ظهور رجل من أهل البيت يسمّى المهدي يستولي على الممالك الاسلامية ويتبعه المسلمون ويعدل بينهم ويؤيّد الدين، وبعده يظهر الدجال وينزل عيسى عليه السّلام فيقتله، أو يتعاون عيسى مع المهدي على قتله.
وقد روى أحاديث المهدي جماعة من خيار الصحابة وخرجها أكابر المحدثين، كأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، والطبراني، وأبي يعلى، والبزّار، والإمام أحمد، والحاكم رضي الله عنهم أجمعين، وقد أخطأ من ضعّف أحاديث المهدي كلها كابن خلدون وغيره»(9).
وقال محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه: «والله ان صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه(10).

(1) معجم البلدان ج4 ص123.
(2) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، ورقة 217 .
(3) الفتوحات المكيّة ج3 الباب 366.
(4) الفصول المهمّة ص292.
(5) تذكرة خواص الأمّة ص363.
(6) ينابيع المودة ص472.
(7) المصدر ص451.
(8) مفتاح النجاء ص280.
(9) التاج الجامع للأصول في احاديث الرسول ج5 ص310.
(10) من لا يحضره الفقيه ج2 ص520 رقم /3115.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *