هجرة الإمام من المدينة المنورة الى خراسان

هجرة الإمام من المدينة المنورة الى خراسان
لقد بقي الإمام الرضا بعد أبيه عشرين عاماً، منها: عشر سنوات في عهد هارون وكان يتجرع خلالها مرارة الأحداث ويتعرّض اليه هارون بين الحين والآخر بمن يؤذيه كالجلودي الذي اوعز اليه بان يهاجم دور آل أبي طالب، ويسلب ما على نسائهم من ثياب وحلل، ولا يدع على واحدة منهن ثوباً يسترها، والجلودي نفذ أوامر هارون، فلما انتهيه الى دار الإمام الرضا عليه السلام بخيله وجنده وقف الإمام على باب داره، جعل نساءه في بيت واحد وحاول أن يمنعهم من دخوله، فقال له الجلودي: لا بدّ وان ادخل البيت واتولى بنفسي سلبهن كما أمرني هارون، فقال له الرضا: أنا أسلبهن لك ولا اترك عليهن شيئاً الاّ جئتك به، وظل يمانعه ويحلف له بأنه سيأخذ جميع ما عليهن من حلى وحلل وملابس حتى سكن، ووافق على طلب الإمام.
فدخل أبو الحسن الرضا على نسائه ولم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وملابسهن الاّ أخذه منهن وأضاف اليه جميع ما في الدار من قليل وكثير وسلمه الى الجلودي.
لقد قاسى الإمام الرضا وأصحاب أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام من الظلم والبلاء من هارون ماقاساه أبوه الكاظم عليه السّلام، الى أن مات هارون، واوصى بولاية العهد لابنه محمّد الأمين، ومن بعده لولده عبد الله المأمون، وبعدهما لولده القاسم كما وزع المناطق بينهم، فجعل للأمين ولاية العراق والشام الى آخر المغرب، وللمأمون من همدان الى آخر المشرق بما في ذلك خراسان وجهاتها، ولولده القاسم الجزيرة والثغور والعواصم.
ولما انتقلت الخلافة لمحمّد الأمين قتله أخوه عبد الله المأمون بعد ما دارت المعارك بينهما، وانتقلت السلطة إلى المأمون في جميع الأطراف.
روى الكليني باسناده عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم والريّان بن الصلت جميعاً قال: «لما انقضى أمر المخلوع واستوى الأمر للمأمون كتب الى الرضا عليه السّلام يستقدمه الى خراسان فاعتل عليه أبو الحسن عليه السّلام بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له، وأنه لا يكف عنه، فخرج عليه السلام ولأبي جعفر سبع سنين، فكتب اليه المأمون: لا تأخذ على طريق الجبل وقم، وخذ على طريق البصرة والأهواز وفارس»(1).
وروى الصدوق: «لا تأخذ على طريق الكوفة وقم»(2).
قال الطبري: «وجه المأمون في سنة 200 للهجرة الى المدينة رجاء بن أبي الضحاك عم الفضل بن سهل، وفرناس الخادم لاشخاص علي بن موسى الرضا»(3).
وقال المسعودي: «وفي سنة مائتين بعث المأمون برجاء بن أبي الضحاك ياسر الخادم الى علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي الرضا لاشخاصه فحمل اليه مكرماً»(4).
وقال الطبرسي: «كان المأمون قد أنفذ الى جماعة من الطالبية فحملهم من المدينة وفيهم الرضا عليه السّلام فأخذهم على طريق البصرة حتى جاؤوه بهم، وكان المتولي لاشخاصهم المعروف بالجلودي، فقدم بهم على المأمون فأنزلهم داراً وأنزل الرضا داراً واكرمه وأعظم أمره»(5).
روى الصدوق بإسناده عن محول السجستاني قال: «لما ورد البريد باشخاص الرضا عليه السّلام الى خراسان، كنت أنا بالمدينة فدخل المسجد ليودع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فودعه مراراً كل ذلك يرجع الى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت اليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته، فقال: ذرني فاني أخرج من جوار جدي صلّى الله عليه وآله وسلّم و أموت في غربة وأدفن في جنب هارون. قال: فخرجت متبّعاً لطريقه حتى مات بطوس ودفن الى جنب هارون»(6).
وروى باسناده عن الحسن بن علي الوشاء قال: «قال لي الرضا عليه السلام: اني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم ان يبكوا عليّ حتى أسمع، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، ثم قلت: أما اني لا أرجع الى عيالي أبداً»(7).
في مكة:
ثم ذهب سلام الله عليه إلى مكة.
روى الاربلي باسناده عن أمية بن علي قال: «كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها، ثم صار الى خراسان ومعه أبو جعفر، وأبو الحسن يودّع البيت، فلما قضى طوافه عدل الى المقام فصلى عنده، فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف به، فصار أبو جعفر الى الحجر فجلس فيه، فاطال فقال له موفق: قم جعلت فداك، فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا الاّ أن يشاء الله، واستبان في وجهه الغم، فأتى موفق أبا الحسن فقال له: جعلت فداك قد جلس أبو جعفر في الحجر وهو يأبى أن يقوم، فقام أبو الحسن فأتى أبا جعفر فقال: قم يا حبيبي، فقال: ما أريد أن ابرح من مكاني هذا، قال: بلى يا حبيبي، ثم قال: كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعاً لا ترجع إليه، فقال: له قم يا حبيبي. فقام معه»(8).
في القادسية:(9)
روى الحميري عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: «دخلت عليه بالقادسية فقلت له: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أجلّك والخطب فيه جليل وانما أريد فكاك رقبتي من النار فرآني زمعت، فقال: لا تدع شيئاً تريد أن تسألني عنه الاّ سألتني عنه، قلت له: جعلت فداك، اني سألت أباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده فدلّني عليك، وقد سألتك منذ سنتين وليس لك ولد عن الإمامة فيمن تكون بعدك، قلت: في ولدي وقد وهب الله لك اثنين، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك؟ فقال لي: هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته، فقلت له: جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك ولست آمن من الأحداث فقال: كلا ان شاء الله، لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة احتج بها عليك وعلى غيرك، أما علمت أن الإمام الفرض عليه الواجب من الله إذا خاف الفوت على نفسه أن يحتّج في الإمام من بعده بحجّة معروفة مثبتة، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ)(10) فطب نفساً وطيّب بأنفس اصحابك فانّ الأمر يجىء على غير ما يحذرون ان شاء الله تعالى»(11).
في النباج(12):
روى الاربلي باسناده عن أبي حبيب النباجي، قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام وقد وافى النباج ونزل في المسجد الذي ينزله الحجاج في كل سنة، وكأني مضيت اليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه، فوجدت عنده طبقاً من خوص المدينة فيه تمر صيحاني وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته فكان ثماني عشرة تمرة، فتأولت اني أعيش بعدد كل تمرة سنة، فلما كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه السّلام من المدينة ونزوله في ذلك المسجد ورأيت الناس يسعون اليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحته حصير مثل ما كان تحته وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني فسلمت عليه فردّ علي السلام، واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا هو بعدد ما ناولني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: زدني يا ابن رسول الله فقال: لو زادك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لزدناك»(13).
في البصرة:
ثم خرج الرضا عليه السّلام من النباج وورد البصرة روى ابن علوان قال: «رأيت في منامي كأن قائلا يقول: قد جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الى البصره قلت: واين نزل؟ قال في حائط بني فلان، قال فجئت الحائط فوجدت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالساً ومعه أصحابه وبين يديه أطباق رطب برني. فقبض بيده كفاً من رطب وأعطاني، فعددتها فإذا هي ثمانية عشرة رطبة، فبعد ذلك سمعت الناس يقولون: قد جاء علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقلت أين نزل؟ فقيل في حائط بني فلان، فمضيت فوجدته في الموضع الذي رأيت فيه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وبين يديه أطباق فيها رطب، وناولني ثمانية عشرة رطبة فقلت: يا ابن رسول الله زدني، قال: لو زادك جدي لزدتك. الحديث»(14).
في الأهواز:
روى الصدوق باسناده عن أبي الحسن الصائغ عن عمه «… لما صار إلى الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قصب سكر، فقال بعض أهل الأهواز ممن لا يعقل: أعرابي لا يعلم أن القصب لا يوجد في الصيف، فقالوا: يا سيدنا ان القصب لا يوجد في هذا الوقت، انما يكون في الشتاء فقال: بلى اطلبوه فانّكم ستجدونه، فقال اسحاق بن إبراهيم: والله ما طلب سيدي الاّ موجوداً، فأرسلوا الى جميع النواحي، فجاء اكرة(15) اسحاق فقالوا: عندنا شيء ادخرناه للبذرة نزرعه، فكانت هذه احدى براهينه، فلمّا صار الى قرية سمعته يقول في سجوده: لك الحمد ان اطعتك، ولا حجة لي ان عصيتك، ولا صنع لي ولا لغيري في احسانك، ولا عذر لي ان أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم، اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات، قال: فصلينا خلفه اشهراً فما زاد في الفرائض على الحمد وانا أنزلناه في الأولى، وعلى الحمد وقل هو الله أحد في الثانية»(16).
في قنطرة اربق(17):
روى الصدوق باسناده عن جعفر بن محمّد النوفلي، قال: «أتيت الرضا وهو بقنطرة اربق فسلمت عليه، ثم جلست وقلت: جعلت فداك ان أناساً يزعمون أن أباك حي، فقال: كذبوا لعنهم الله، ولو كان حيّاً ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: فقلت له: ما تأمرني؟ قال : عليك بابني محمّد من بعدي، وأما أنا فاني ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد، قال: قلت: جعلت فداك قد عرفنا واحداً فما الثاني؟ قال: ستعرفونه، ثم قال عليه السّلام: قبري وقبر هارون هكذا وضم بإصبعيه»(18).
في مفازة(19):
وروى باسناده عن محمّد بن حفص، قال: حدثني مولى العبد الصالح أبي الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: «كنت وجماعة مع الرضا عليه السّلام في مفازة، فأصابنا عطش شديد ودوابنا حتى خفنا على انفسنا فقال لنا الرضا عليه السّلام: ايتوا موضعاً وصفه لنا، فانكم تصيبون الماء فيه قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء، وسقينا دوابنا حتى رؤيت ورؤينا من معنا من القافلة، ثم رحلنا فأمرنا عليه السّلام بطلب العين، فطلبناها فما أصبنا الاّ بعرة الابل ولم نجد للعين اثراً. فذكر ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أن له مائة وعشرون سنة، فأخبرني القنبري بمثل هذا الحديث سواء، قال: كنت أنا أيضاً معه في خدمته وأخبرني القنبري أنه كان في ذلك مصعداً الى خراسان»(20).
قال أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور: «أشخصه المأمون من المدينة الى البصرة، ثم الى أهواز، ثم الى فارس ثم الى نيسابور»(21).
قم(22):
قال العلامة الحلي: «ثم سار الى قم ودخلها وتلقاه أهلها وتخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم، فذكر ان الناقة مأمورة فما زالت حتّى نزلت على باب، وصاحب ذلك الباب رأى في منامه أن الرضا يكون ضيفه في غد، فما بقي الاّ يسير حتى صار ذلك الموضع مقاماً عظيماً شامخاً وهو اليوم مدرسة معروفة»(23).
وقال المحدث القمي: «توجه على طريق الكوفة الى بغداد، ثم الى قم ودخلها، الحديث»(24).
في نيسابور(25) وحديث سلسلة الذهب:
قال الشيخ الصدوق: «ويقال انّ الرضا عليه السّلام لما دخل نيسابور نزل في محلّة يقال الفرويني فيها حمام، وهو الحمام المعروف ]اليوم[ بحمام الرضا عليه السّلام وكانت هناك عين قد قلّ ماؤها، فأقام عليها من أخرج ماءها حتّى توفر وكثر، واتخذ من خارج الدرب حوضاً ينزل اليه بالمراقي الى هذه العين، فدخله الرضا عليه السّلام واغتسل فيه، ثم خرج منه وصلى على ظهره، والناس يتناوبون ذلك الحوض ويغتسلون فيه ويشربون منه التماساً للبركة ويصلّون على ظهره ويدعون الله عزّوجل في حوائجهم فتقضى لهم، وهي العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس الى يومنا هذا»(26).
روى ابن شهر آشوب عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ: «لما دخل الرضا عليه السّلام نيسابور ونزل محلة فوز ناحية يعرفها الناس بالاسناد، في دار تعرف بدار پسنديده، وانما سمّيت پسنديده لأن الرضا عليه السّلام ارتضاه من بين الناس، فلما نزلها زرع في جانب من جوانب الدار لوزة فنبتت وصارت شجرة فأثمرت في كل سنة، وكان أصحاب العلل يستشفون بلوز هذه الشجرة، وعوفي أعمى وصاحب قولنج وغير ذلك، فمضت الأيام على ذلك ويبست فجاء حمدان وقطع أغصانها. ثم جاء ابن لحمدان يقال له أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله، وكان له ابنان، يقال لأحدهما أبو القاسم، والآخر أبو صادق فأرادا عمارة تلك الدار وانفقا عليها عشرين ألف درهم، فقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة فماتا في مدة سنة»(27).
وروى مسنداً أنه: «لما نزل الرضا في نيسابور بمحلة فوزا أمر ببناء حمام، وحفر قناة وصنعة حوض فوقه مصلّى، فاغتسل من الحوض وصلّى في المسجد فصار ذلك سنّة، فيقال: گرمابه رضا، وآب رضا، وحوض كاهلان، ومعنى ذلك أن رجلا وضع همياناً على طاقه واغتسل منه وقصد الى مكة ناسياً، فلمّا انصرف من الحج أتى الحوض فرآه للغسل مشدوداً فسأل الناس عن ذلك فقالوا: قد آوى فيه ثعبان ونام على طاقه ففتحه الرجل ودخل في الحوض وأخرج هميانه وهو يقول: هذا من معجز الإمام، فنظر بعضهم الى بعض وقالوا: أي كاهلان لئلا يأخذوها، فسمي الحوض بذلك كاهلان وسميت المحلة فوز لأنه فتح أولا فصحفوها وقالوا فوزا، وروي أنه أتته ظبية فلاذت فيه، قال ابن حمّاد:
الذي لاذ به الظبيه *** والقوم جلوس
من أبوه المرتضى *** يزكو ويعلو ويروس»(28)
قال الشبلنجي: «دخل على علي بن موسى بنيسابور قوم من الصوفية فقالوا: ان أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من الأمور ثم نظر فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس من كل واحد منهم، فردّ هذا الأمر اليك والناس تحتاج الى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز، قال: وكان علي الرضا متكئاً فاستوى جالساً، ثم قال: كان يوسف بن يعقوب نبياً فلبس أقبية الديباج المزررةبالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب، وجلس على متكآت آل فرعون وحكم وأمر ونهى، يراد من الإمام القسط والعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، ان الله لم يحرّم ملبوساً ولا مطعوماً وتلا قوله تعالى(29)(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)(30).
قال الهيتمي: «ولما دخل نيسابور كما في تاريخها وشقّ سوقها وعليه مظلة لا يرى من ورائها، تعرض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى، فتضرعا اليه أن يريهم وجهه ويروي لهم حديثاً عن آبائه، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكف المظلمة وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه والناس بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته، فصاحت العلماء: معاشر الناس أنصتوا فأنصتوا، واستملى منه الحافظان المذكوران، فقال: حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: حدثني جبريل قال: سمعت رب العزة يقول: لا اله الاّ الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي. ثم أرخى الستر وسار، فعدّ أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً»(31).
قال ابن الصباغ المالكي: «قال المولى السعيد امام الدنيا محمّد بن أبي سعيد ابن عبد الكريم الوزان في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة، قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه أن علي بن موسى الرضا لما دخل الى نيشابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة الشهادة كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء، وقد شق نيشابور فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية والمثابران على السنة المحمدية أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي، ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم وأهل الأحاديث وأهل الرواية والدراية فقالا:
أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين الاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم نذكرك به، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبة وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة فكانت له ذؤابتان على عاتقه، والناس كلّهم قيام على طبقاتهم ينظرون اليه وهم بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته وعلا الضجيج ، فصاحت الأئمة والعلماء والفقهاء: معاشر الناس اسمعوا وعوا وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم، وكان المستملي أبو زرعة ومحمّد بن أسلم الطوسي.
فقال علي بن موسى الرضا عليه السّلام: حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: حدثني جبرئيل، قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا اله الاّ الله حصني فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي، ثم أرخى الستر على القبة وسار.
قال: فعدّوا أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب واوصى أن يدفن معه في قبره، فرؤي بالنوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي بتلفّظي بلا اله الاّ الله وتصديقي بأن محمّداً رسول الله»(32).
روى السمهودي باسناده عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: «كنت مع علي بن موسى الرضا، وقد دخل نيشابور، وهو على بغلة له شهباء فغدا في طلبه العلماء من أهل البلد، وهم أحمد بن حرب وابن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه في المربعة وقالوا له: بحق آبائك الطاهرين، حدثنا بحديث سمعته من أبيك، فقال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر الصادق بن محمّد، قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمّد ابن علي، قال: حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين: قال: حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال: سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب، يقول: سمعت رسول لله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: الايمان معرفةٌ بالقلب واقرارٌ باللسان وعمل بالاركان. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرىء من حينه»(33).
روى الصدوق باسناده عن علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللوح عن القلم، قال: «يقول الله عزّوجل: ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي»(34).
قرية الحمراء(35):
وروى عنه باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: «لما خرج علي ابن موسى الرضا عليهما السلام الى المأمون فبلغ قرب قرية الحمراء قيل له: يا ابن رسول الله قد زالت الشمس أفلا تصلي؟ فنزل عليه السّلام فقال: ايتوني بماء فقيل: ما معنا ماء فبحث عليه السّلام بيده الأرض فنبع منها ماء توضأ به هو ومن معه وأثره باق إلى اليوم»(36).
في رباط سعد(37):
روى الاربلي عن عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني قال: «خرجت قافلة خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال، فأقاموه في الثلج وملأوا فاه منه فانفسد فمه ولسانه، حتى لم يقدر على الكلام، ثم انصرف الى خراسان وسمع خبر الرضا عليه السّلام وأنه بنيسابور، فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا يقول له: ان ابن رسول الله ورد خراسان فسله عن علتك ليعلمك دواء تنتفع به قال: فرأيت كأني قد قصدته وشكوت اليه كما كنت دفعت اليه، وأخبرته بعلّتي، فقال لي: خذ من الكمون والسعتر والملح ودقّه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثاً، فانك تعافى، فانتبه الرجل ولم يفكر في منامه حتى ورد نيسابور، فقيل له: ان الرضا عليه السّلام ارتحل من نيسابور وهو في رباط سعد، فوقع في نفسه أن يقصده ويصف له أمره فدخل إليه فقال له: يا ابن رسول الله كان من أمري كيت وكيت وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتى لا أقدر على الكلام الاّ بجهد، فعلمني دواء انتفع به فقال عليه السّلام: الم أعلمك فاذهب واستعمل ما وصفته لك في منامك، فقال الرجل: يا ابن رسول الله ان رأيت أن تعيده عليّ، فقال: تأخذ الكمون والسعتر والملح فدقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثاً فانك تعافى، قال الرجل: فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت، قال الثعالبي: سمعت الصفواني يقول: رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية»(38).
في سناباذ(39):
روى الصدوق باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي… «لما دخل سناباذ استند الى الجبل الذي تنحت منه القدور، فقال: اللهم انفع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما ينحت منه، ثم أمر عليه السّلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لا يطبخ ما آكله الافيها، وكان خفيف الأكل قليل الطعم، فاهتدى الناس اليه من ذلك اليوم فظهرت بركة دعائه فيه»(40).
في طوس(41):
روى ابن شهر آشوب بإسناده عن موسى بن سيّار قال: «كنت مع الرضا عليه السّلام وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية فاتبعتها فإذا نحن بجنازة، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها، ثم أقبل عليّ وقال: يا موسى بن سيّار، من شيع جنازة ولي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه، حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأخرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره، ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة، فقلت: جعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فوالله انها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيّار أما علمت أنا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساءً، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه، وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه»(42).
في دار حميد بن قحطبة:
روى الصدوق «أن الرضا عليه السّلام دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثم خطّ بيده الى جانبه، ثم قال: هذه تربتي وفيها أدفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم الاّ وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت، ثم استقبل القبلة، فصلى ركعات ودعا بدعوات، فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف»(43).
وروى باسناده عن ياسر الخادم قال: «لما نزل أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه وناولها حميداً فاحتملها وناولها جارية له لتغسلها، فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميداً وقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام. فقلت: جعلت فداك ان الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك، فماهي؟ قال: يا حميد هذه عوذة لا نفارقها، فقلت: لو شرفتني بها قال عليه السّلام: هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان مدفوعاً عنه، وكانت له حرزاً من الشيطان الرجيم ومن السلطان، ثم أملى على حميد العوذة وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقياً أو غير تقي، أخذت بالله السميع البصير على سمعك وبصرك، لا سلطان لك عليّ، ولا على سمعي ولا بصري، ولا على شعري ولا على بشري، ولا على لحمي ولا على دمي، ولا على مخي، ولا على عصبي، ولا على عظامي، ولا على أهلي ولا على مالي، ولا على ما رزقني ربي، سترت بيني وبينك بستر النبوة الذي استتر به أنبياء الله من سلطان الفراعنة، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، واسرافيل من ورائي، ومحمّد صلّى الله عليه وآله امامي، والله مطّلع على ما يمنعك ويمنع الشيطان مني، اللهم لا يغلب جهله أناتك أن يستفزني ويستخفّني، اللهم اليك التجأت، اللهم اليك التجأت، اللهم اليك التجأت»(44).
في سرخس(45)
وروى باسناده عن أحمد قال: «سمعت جدي يقول: سمعت أبي يقول: لما قدم علي بن موسى الرضا عليه السّلام نيسابور أيام المأمون قمت في حوائجه والتصرف في أمره ما دام بها، فلما خرج الى مرو شيّعته الى سرخس، فلما خرج من سرخس اردت أن أشيّعه الى مرو فلما سار مرحلة أخرج رأسه من العمارية وقال لي: يا أبا عبد الله انصرف راشداً فقد قمت بالواجب وليس للتشييع غاية، قال: قلت بحق المصطفى والمرتضى والزهراء لما حدثتني بحديث تشفيني به حتى أرجع فقال: تسألني الحديث وقد أخرجت من جوار رسول الله ولا أدري إلى ما يصير أمري، قال: قلت: بحق المصطفى والمرتضى والزهراء لما حدثتني بحديث تشفيني حتى أرجع فقال: حدثني أبي عن جدي عن أبيه أنه سمع أباه يذكر أنه سمع أباه يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام يذكر أنه سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: قال الله جل جلاله: لا اله الاّ الله اسمي، من قاله مخلصاً من قلبه دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي»(46).
نزول الرضا بمرو(47):
روى المحدث القمي «أن رجلا كان جمالا لمولانا أبي الحسن عليه السّلام عند توجهه الى خراسان، فلما أراد الانصراف قال له: يا ابن رسول الله شرفني بشيء من خطك أتبرك به، وكان الرجل من العامة، فأعطاه المكتوب: كن محباً لآل محمّد عليهم السلام وان كنت فاسقاً، ومحباً لمحبيهم وان كانوا فاسقين»(48).
قال المسعودي ـ في حوادث سنة مائتين ـ «وصل الى المأمون أبو الحسن علي بن موسى الرضا وهو بمدينة مرو، فأنزله المأمون أحسن انزال»(49).

(1) اصول الكافي الطبعة المشكولة ج1 كتاب الحجّة باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السّلام ص408 رقم7.
(2) عيون أخبار الرضا ج2 ص149.
(3) تاريخ الطبري ج8 ص544.
(4) مروج الذهب ج4 ص27.
(5) إعلام الورى ص333، وروضة الواعظين لابن الفتال النيسابوري ج1 ص268.
(6 و 7) عيون أخبار الرضا ج2 ص217.
(8) كشف الغمّة ج2 ص362.
(9) القادسيّة: بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً. (معجم البلدان ج4 ص291).
(10) سورة التوبة: 115.
(11) قرب الإسناد ص166.
(12) موضع بين مكة والبصرة (معجم البلدان ج5 ص255).
(13) كشف الغمة ج2 ص313.
(14) مسند الإمام الرضا ج1 ص54.
(15) اكرة: زارعين.
(16) عيون أخبار الرضا ج2 ص205.
(17) قنطرة اربق بضم الباء قرية برامهرمز.
(18) عيون أخبار الرضا ج2 ص216.
(19) المفازة: الفلاة التي لا ماء فيها، ويقال لها بالفارسية كوير.
(20) عيون أخبار الرضا ج2 ص216.
(21) سيرة الأئمة للسيد محسن الأمين ج4 ق2 ص117.
(22) قال ياقوت: «قم بين اصفهان وساوه، وهي مدينة كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية». (معجم البلدان ج4 ص397).
ومن النص الآتي تعرف موقف أهالي قم من خلفاء الجور من بني أمية وبني العبّاس قال البلاذري: «وكان المأمون وجّه علي بن هشام المروزي الى قم، وقد عصى أهلها وخالفوا ومنعوا الخراج وأمره بمحاربتهم وأمده بالجيوش ففعل وقتل رئيسهم وهو يحيى بن عمران، وهدم سور مدينتهم وألصقه بالأرض وجباها سبعة الاف ألف درهم وكسرا، وكان أهلها قبل ذلك يتظلمون من ألفي ألف درهم». (فتوح البلدان ص311).
(23) انظر: الدلائل البرهانية من تعليقات الغارات ج2 ص858.
(24) سفينة البحار ج2 ص447.
(25) قال ياقوت: «من الريّ الى نيسابور مائة وستون فرسخاً، ومنها الى سرخس أربعون فرسخاً، ومن سرخس الى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخاً». (معجم البلدان ج5 ص331).
(26) عيون أخبار الرضا ج2 ص135.
(27) مناقب آل أبي طالب ج4 ص344.
(28) مناقب آل أبي طالب ج4 ص348.
(29) نور الأبصار ص182.
(30) سورة الاعراف: 32.
(31) الصواعق المحرقة ص122.
(32) الفصول المهمة ص253، ورواه السمهودي في جواهر العقدين العقد الثاني الذكر الثالث عشر ص307، والقندوزي في ينابيع المودة ص385.
(33) جواهر العقدين، العقد الثاني الذكر الثالث عشر ص308، ورواه أبو نعيم في أخبار اصبهان ج1 ص138.
(34) عيون أخبار الرضا ج2 ص136 باب 38.
(35) قرية الحمراء: وهي التي يقال لها اليوم (ده سرخ).
(36) عيون أخبار الرضا ج2 ص136.
(37) رباط سعد: ويقال لها اليوم (رباط سنك).
(38) كشف الغمة ج2 ص314.
(39) سناباذ: بالفتح قرية بطوس فيها قبر الإمام علي بن موسى الرضا وقبر الرشيد. (معجم البلدان ج3 ص259).
(40) عيون أخبار الرضا ج2 ص136، باب 39.
(41) طوس: قال ياقوت: «هي مدينة بخراسان بيها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ، تشتمل على بلدتين، يقال لأحدهما: الطابران، وللأخرى نوقان، وبها قبر علي بن موسى الرضا وبها أيضاً قبر هارون الرشيد، دار حميد بن قحطبة، ومساحتها ميل في مثله، وقال دعبل بن علي في قصيدة يمدح بها آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويذكر قبري علي بن موسى والرشيد بطوس:
أربع بطوس على قبر الزكي به *** ان كنت تربع من دير على وطر
قبران في طوس: خير الناس كلهم *** وقبر شرّهم، هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا *** على الزكي بقرب الرجس من ضرر
هيهات كل امرىء رهن بما كسبت *** يداه حقاً، فخذ ما شئت أو فذر
(معجم البلدان ج4 ص50).
(42) المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص341.
(43) عيون أخبار الرضا ج2 ص137، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ج4 ص344.
(44) عيون أخبار الرضا ج2 ص138.
(45) سرخس: بفتح أوله. وسكون ثانيه، وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو، في وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ست مراحل. (معجم البلدان ج3 ص208).
(46) عيون أخبار الرضا ج2 ص137.
(47) قال ياقوت: «بين مرو ونيسابور سبعون فرسخاً، والى بلخ مائة واثان وعشرون فرسخاً، اثنان وعشرون منزلا» معجم البلدان ج5 ص113.
(48) سفينة البحار ج1 ص201.
(49) مروج الذهب ج4 ص28.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *