سورة اللّيل

(سورة اللّيل)
(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)(1).
روى المتقي عن عبيدالله بن محمّد عن عائشة قال: «وقف سائل على أميرالمؤمنين علي فقال للحسن أو الحسين: اذهب إلى أمك فقل لها تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهماً فذهب ثم رجع فقال: قالت: انما تركت ستة دراهم للدقيق فقال علي: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله اوثق منه بما في يده قل لها: ابعثي بالستة دراهم، فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل، قال: فما حلّ حبوته حتى مرّ به رجل معه جمل يبيعه، فقال علي: بكم الجمل قال: بمائة وأربعين درهماً، فقال علي: اعقله على أنّا نؤخرك بثمنه شيئاً، فعقله الرجل ومضى، ثم أقبل رجل فقال: لمن هذا البعير فقال علي: لي فقال: أتبيعه؟ قال: نعم، قال: بكم؟ بمائتي درهم، قال: قد ابتعته قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين، فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهماً وجاء بستين درهماً إلى فاطمة فقالت ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)»(2).
وروى فرات الكوفي باسناده عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كان رجلٌ مؤمن على عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في دار له حديقة، وله جار له صبية، فكان يتساقط الرطب من النخلة فيبشر صبيانه فيأكلونه، فيأتي الموسر فيخرج الرطب من جوف افواه الصبية، فشكى الرجل ذلك إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاقبل وحده إلى الرجل فقال: بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنة، فقال له الموسر: لا ابيعك عاجلا بآجل فبكى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ورجع نحو المسجد، فلقي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا رسول الله ما يبكيك لا أبكى الله عينيك، فأخبره خبر الرجل الضعيف والحديقة فاقبل أميرالمؤمنين نحو الرجل الموسر حتى استخرجه من منزله، وقال له: بعني دارك، قال الموسر بحايطك الحسنى فصفق على يده، ودار الى الضعيف فقال له دُرُ إلى دارك فقد ملّككها الله رب العالمين، واقبل أميرالمؤمنين عليه السلام ونزل جبرئيل فقال له: يا محمّد اقرأ، (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)(3) الى آخر السورة فقام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وأمي، وقد أنزل فيك هذه السورة كاملة»(4).

(1) سورة الليل: 5ـ7.
(2) كنز العمال ج6 ص323 رقم /2396 طبع حيدر آباد.
(3) سورة الليل: 1.
(4) تفسير فرات الكوفي ص213.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *