سورة مريم

(سورة مريم)
(وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْق عَلِيّاً)(1).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي ابن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ليلة عرج بي الى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي، من استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت: خير أهلها لها اهلا: علي بن أبي طالب اخي وحبيبي وصهري ـ يعني ابن عمي ـ فقيل لي: يا محمّد اتحبه؟ فقلت: نعم يا رب العالمين فقال لي: احببه ومر أمتك بحبه، فاني أنا العلي الاعلى اشتققت له من اسمائي اسماً فسميته علياً، فهبط جبرئيل فقال: ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: اقرأ قلت وما اقرأ؟ قال: (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْق عَلِيّاً)(2).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(3).
وروى الكنجي باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: لقيني رجل فقال: يا أبا الحسن، اما والله اني احبك في الله. فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته بقول الرجل، فقال رسول الله: يا علي لعلك اصطنعت إليه معروفاً، قال: والله ما اصطنعت إليه معروفاً. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق اليك بالمودة قال: فنزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(4).
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي، قل رب اقذف لي المودة في قلوب المؤمنين، رب اجعل لي عندك عهداً، رب اجعل لي عندك وداً، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)فلا تلقى مؤمناً ولا مؤمنة الاّ وفي قلبه ود لأهل البيت»(5).
وروى ابن المغازلي باسناده عن البراء بن عازب. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل الله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام(6).
وروى السيوطى باسناده عن ابن عباس قال: «نزلت في علي بن أبي طالب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) قال: محبة في قلوب المؤمنين»(7).
وروى الزرندي باسناده، عن عطا عن ابن عباس: «أنها نزلت في علي ما من مسلم الاّ ولعلي في قلبه محبة»(8).
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: «قال رسول الله: يا علي قل: اللهم ثبت لي الود في قلوب المؤمنين واجعل لي عندك وداً وعهداً، فقال علي ذلك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ثبتت ورب الكعبة ثم نزلت: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ـ إلى قوله ـ قَوْماً لُّدّاً) فقال رسول الله قد نزلت هذه الآية فيمن كان مخالفاً لرسول الله ولعلي(9).
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله: (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) قال: «محبة لعلي لا تلقى مؤمناً الاّ وفي قلبه محبة لعلي»(10).
روى الحضرمي باسناده عن محمّد بن الحنفية رضي الله عنه في قوله تعالى: (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) قال: لا يبقى مؤمن الاّ في قلبه ود لعلي وأهل بيته(11).
روى الحبري باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) نزلت في علي بن أبي طالب خاصة(12).
أقول: روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة أربعة عشر حديثاً، ومن الخاصة أحد عشر حديثاً.
قال العلامة الحلي: ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك فيكون افضل منهم فيكون هو الإمام(13).

(1) سورة مريم: 50.
(2) شواهد التنزيل ج1 ص357 رقم /488.
(3) سورة مريم: 96.
(4) كفاية الطالب ص248.
(5) شواهد التنزيل ج1 ص359 رقم /489.
(6) المناقب ص327 رقم /374، ورواه السيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص321 مخطوط، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، والسيوطي في الدر المنثور، والزرندي في نظم درر السمطين.
(7) الدر المنثور ج4 ص387، والهيثمي في مجمع الزوايد ج9 ص125 والسيد شهاب الدين أحمد.
(8) نظم درر السمطين ص85.
(9 و 10) شواهد التنزيل ج1 ص362 ص363 رقم /496/499.
(11) وسيلة المآل ص235 مخطوط.
(12) ما نزل في القرآن في أهل البيت ص66.
(13) منهاج الكرامة البرهان الثاني عشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *