سورة البقرة

(سورة البقرة)
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)(1)
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن عباس في قول الله عزّوجل (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) يعني لا شك فيه أنه من عند الله نزل (هُدًى) يعني بياناً ونوراً. (لِّلْمُتَّقِينَ) علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتقى الشرك وعبادة الأوثان واخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنة بغير حساب هو وشيعته(2).
روى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال الكتاب علي عليه السّلام لا شك فيه (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) قال بيان لشيعتنا قوله: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)(3) قال مما علمناهم ينبئون ومما علمناهم من القرآن يتلون(4).
(أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(5).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي بن أبي طالب قال: «قال لي سلمان: قلما اطلعت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا أبا حسن وأنا معه، الا ضرب بين كتفي وقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون»(6).
(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ)(7).
روى الخوارزمي باسناده عن ابن عباس: «أن عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيهم علي،فقال عبدالله بن أبي لأصحابه: انظروا كيف أراد ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيد بني هاشم ختن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال علي عليه السّلام لابن أبي: يا عبدالله اتق الله، ولا تنافق، فإن المنافقين شرّ خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن فان ايماننا كايمانكم ثم تفرقوا، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: كيف رأيتم ما فعلت، فاثنوا عليه خيراً.
ونزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) فدلّت الآية على ايمان علي عليه السّلام ظاهراً وباطناً، وعلى قطعه موالاة المنافقين واظهاره عداوتهم، والمراد بالشياطين رؤساء الكفار»(8).
(وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَة رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(9).
روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس قال: «فيما نزل من القرآن في خاصة رسول الله وعلي وأهل بيته دون الناس من سورة البقرة: (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) الآية نزلت في علي، وحمزة، وجعفر، وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب»(10).
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(11).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن مسعود قال: «وقعت الخلافة من الله عزّوجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم عليه السّلام لقول الله عزّوجل: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) يعني آدم، وقالوا: (أَتَجْعَلُ فِيهَا) يعني اتخلق فيها (مَن يُفْسِدُ فِيهَا) يعني يعمل بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة. نظيرها: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) يعني لا تعملوا بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة، نظيرها: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا) يعني ليعمل فيها بالمعاصي (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) يعني نذكرك. (وَنُقَدِّسُ لَكَ) يعني ونظهر لك الأرض، (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) يعني سبق في علمي ان آدم وذريته سكان الأرض وانتم سكان السماء.
والخليفة الثاني: داود صلوات الله عليه لقوله تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ)(12) يعني أرض بيت المقدس.
والخليفة الثالث: علي بن أبي طالب لقول الله تعالى: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ)(13) يعني آدم وداود»(14).
وروى باسناده عن سلمان الفارسي قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: ان وصيي وخليفتي وخير من أترك بعدي ينجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب»(15).
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
… (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(16).
وروى السيوطي باسناده عن ابن عباس قال: «سألت رسول الله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه. قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: سأل بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه»(17).
وروى القندوزي باسناده عن المفضل قال: «سألت جعفر الصادق عليه السّلام عن قوله عزّوجل: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات)(18) الآية، قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو انه قال: يا رب اسألك بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه أنه هو التوّاب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني بقوله (فَأَتَمَّهُنَّ) قال: يعني اتمهن الى القائم المهدي، اثنا عشر اماماً تسعة من ولد الحسين(19).
واستدل العلامة الحلي في (منهاج الكرامة) بهذه الآية والرواية. فقال: «وهذه فضيلة لم يلحقه احدٌ من الصحابة فيها، فيكون هو الإمام، لمساواته النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في التوسل به إلى الله تعالى»(20).
(وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)(21).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله: (وَارْكَعُواْ) قال: «مما نزل في القرآن خاصة في رسول الله وعلي بن أبي طالب وأهل بيته من سورة البقرة: (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)انها نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي بن أبي طالب وهما أول من صلى وركع»(22).
وروى باسناده عن ابن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: «قدمت مكة لأبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأويت الى العباس بن عبد المطلب وكان رجلا تاجراً، فأنا جالس عنده انظر الى الكعبة وقد طلعت الشمس في السماء وارتفعت، إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم قام مستقبل الكعبة، فلم ألبث الاّ يسيراً حتى جاء غلام فقام عن يمينه، ثم لم ألبث الا يسيراً حتى جاءت امرأه فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم، فقال العباس: نعم أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ قلت: لا. قال: هذا محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب هذا ابن أخي هل تدري من هذا الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب هذا ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجته، ان ابن أخي هذا أخبر أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلها أحد على ذا الدين غير هؤلاء الثلاثة»(23).
أقول: رواه الحفاظ بأسناد وألفاظ مختلفة، وروى بعضها السيد هاشم البحراني في غاية المرام.
وقال العلامة الحلي: «وهو يدل على افضليته فيدل على امامته»(24).
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) ـ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)(25).
روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس: «قوله: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)الخاشع: الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله صلّى الله عليه وعلي عليه السّلام»(26).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: «الخاشع: الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله وعلياً، نزلت في علي وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر وأصحاب لهم رضي الله عنهم»(27).
أقول: روى البحراني في غاية المرام من طريق العامة حديثاً واحداً ومن طريق الخاصة حديثاً واحداً بهذا المضمون.
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الُْمحْسِنِينَ)(28).
روى السيوطي باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: انما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني اسرائيل(29).
روى العياشي باسناده عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام في قول الله: (وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) قال: فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن باب حطتكم»(30).
(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(31).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: «مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة، قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) نزلت في علي خاصة، وهو أول مؤمن وأول مصل بعد رسول الله»(32).
وروى باسناده عن ابن عباس قال: «لعلي اربع خصال: هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي صلّى الله عليه وآله، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف،وهو الذي صبر معه يوم المهراس انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وهو الذي ادخله قبره»(33).
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(34).
روى ابن المغازلي باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنا دعوة أبي إبراهيم. قلنا: يا رسول الله، وكيف صرت دعوة ابيك إبراهيم؟
قال: أوحى الله عزّوجل إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) فاستخف إبراهيم الفرح قال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم اني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به. قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به. قال: لا أعطيك الظالم من ذريتك، قال إبراهيم عندها: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ)(35) قال النبي: فانتهت الدعوة الي والى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً واتخذ علياً وصياً»(36).
واستدل العلامة الحلي بهذه الآية والحديث المفسر لها لاثبات امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام وابطال امامة غيره قائلا: «وهذا نص في الباب»(37).
أقول: روى السيد البحراني في غاية المرام بهذا المضمون من طريق العامة حديثين، ومن الخاصة ثلاثة أحاديث.
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)(38).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن سليم بن قيس عن علي عليه السّلام، قال: «ان الله ايانا عني بقوله تعالى: (لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على الناس على خلقه وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه فيهم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(39).
روى البلاذري باسناده عن عامر الشعبي قال: قدمنا على الحجاج البصرة، وقدم عليه قراء أهل المدينة فدخلنا عليه في يوم صائف شديد الحر، فقال للحسن: مرحباً بأبي سعيد ـ وذكر كلاماً ـ قال: ثم ذكر الحجاج علياً فنال منه، وقلنا قولا مقارباً له فرقاً من شره، والحسن ساكت عاض على ابهامه، فقال: يا أبا سعيد مالي اراك ساكتاً؟ فقال: ما عسيت ان اقول. قال: أخبرني برأيك في أبي تراب. قال: أفي علي؟ سمعت الله يقول: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ)فعلي ممن هدى الله ومن أهل الايمان، واقول: انه ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وختنه على ابنته واحب الناس إليه، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله ما لا يستطيع أنت ولا أحد من الناس ان يحصرها عنه ولا يحول بينها وبينه، ونقول: انه ان كانت لعلي ذنوب فالله حسيبه، والله ما اجد قولا اعدل فيه من هذا القول.
قال الشعبي: فبسر الحجاج وجهه وقام عن السرير مغضباً، قال: وخرجنا.
عن المدائني، عن النضر بن اسحاق الهذلي: ان الحجاج سأل الحسن عن علي فذكر فضله فقال: لا تحدّثنّ في مسجدنا، فخرج الحسن فتوارى(40).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن عمرو الهدادي قال: «قال الحجاج للحسن: ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومن أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: أقول: ان الله جعله من المهتدين. قال: هات على ما تقول برهاناً، قال: قال الله تعالى في كتابه: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)(41) فكان علي أول من هداه الله مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال الحجاج: ترابي عراقي. قال الحسن: هو ما أقول لك، فأمر باخراجه، قال الحسن: فلمّا سلمني الله تعالى منه وخرجت ذكرت عفو الله عن العباد»(42).
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(43).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن السدي قال: «نزلت في علي بن أبي طالب، في ناسخ القرآن ومنسوخه»(44).
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)(45).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: لما أسري بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يريد الغار، بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: اني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما اختاراها وأحبا الحياة فأوحى الله اليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم فبات على فراشه يقيه بنفسه، اهبطا الى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب؟ الله عزّوجل يباهي بك الملائكة فانزل الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ).
وروى باسناده عن ابن عباس قال: «شرى عليٌ نفسه ولبس ثوب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم نام مكانه».
وروى باسناده عن قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين قال: أول من شرى نفسه لله عزّوجل علي. ثم قرأ: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) زاد الحاكم: عند مبيته على فراش رسول الله. وقال علي ابن أبي طالب:
وقيت بنفسي خير من وطىء الحصى *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول الهي خاف أن يمكروا به *** فنجاه ذو الطول الاله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمناً *** موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت اراعيهم وما يثبتونني *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر»(46)
وروى باسناده عن حكيم عن علي بن الحسين في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ) قال: نزلت في علي بن أبي طالب، لما توجه رسول الله إلى الغار وأنام علياً على فراشه»(47).
قال السيد شهاب الدين أحمد: «فقد جزم عزمه على أن يفدي نفسه ويبذل مهجته دون رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم»(48).
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي رافع: «ان علياً كان يجهز النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين كان بالغار ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل، للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولأبي بكر ودليلهم ابن ارهط، وخلفه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرج إليه أهله وأمره ان يؤدي عنه امانته، ووصايا من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدّى امانته كلها، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج، وقال: ان قريشاً لن يفقدوني ما رأوك، فاضطجع علي على فراشه، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيرون عليه رجلا يظنونه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه علياً، فقالوا: لو خرج محمّد لخرج بعلي معه، فحبسهم الله عزّوجل بذلك عن طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين رأوا علياً ولم يفقدوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه بعدما أخرج إليه فكان يمشي من الليل ويكمن بالنهار، حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي قدومه، قال: ادعوا لي علياً، فقالوا: انه لا يقدر أن يمشي، فاتاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فلما رآه النبي اعتنقه وبكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً، فتفل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في يديه ثم مسح بهما رجليه، ودعا له بالعافية، فلم يشتكهما علي حتى استشهد»(49).
هذا، ولا خلاف في ان نوم علي أمير المؤمنين على فراش رسول الله أفضل من خروجه معه. وذلك انه وطن نفسه على مفاداته لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وآثر حياته على حياته، وأظهر شجاعته بين اقرانه».
وقد استدل العلامة الحلي في كشف الحق ونهج الصدق(50) ومنهاج الكرامة بالاية والروايات على امامة أميرالمؤمنين عليه السّلام وقال: «هذه فضيلة له لم تحصل لغيره تدل على أفضليّته على جميع الصحابة فيكون هو الإمام»(51).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)(52).
روى البحراني عن الفريقين بأسانيده الى علي عليه السّلام: السلم، ولا يتنا أهل البيت(53).
وعن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عزّوجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) قال: في ولايتنا(54).
روى القندوزي باسناده عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن الحسين عن أميرالمؤمنين علي عليه السّلام قال: «ألا ان العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام وجميع ما فضلت به النبييون الى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم واين تذهبون وانهم فيكم كاصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة، وهم باب السلم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ). وأيضاً: اخرج الحاكم في صحيحه عن علي بن الحسين، ومحمّد الباقر، وجعفر الصادق عليهم السّلام انهم قالوا: «السلم ولايتنا»(55).
قال شرف الدين: «اعلم انّه لما أبان الله تعالى فضل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه انه قد شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله، أمر المؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة، والسلم ولاية… ونهى عن اتباع خطوات الشيطان وهو عدوه»(56).
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(57).
أخرج ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم باسناده عن الاصبغ بن نباتة، قال: «جاء رجلٌ إلى علي فقال يا أميرالمؤمنين، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد. والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نسميهم؟ قال: سمّهم بما سماهم الله في كتابه، قال: ما كل ما في الكتاب أعلمه، قال: اما سمعت الله تعالى يقول: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض)إلى قوله (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ)(58) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبي وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، فقاتلهم بمشيئته وارادته»(59).
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(60).
روى القندوزي باسناده عن أنس قال: «نزلت هذه الآية في علي، كان أول من اخلص لله هو محسن اي مؤمن مطيع، فقد استمسك بالعروة الوثقى، هي قول لا اله الاّ الله، والله ما قتل علي بن أبي طالب الاّ عليها»(61).
وروى باسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السّلام قال: «العروة الوثقى: المودة لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم»(62).
وروى البحراني عن موفق بن أحمد باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام أنت العروة الوثقى»(63).
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّة بِرَبْوَة أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(64).
روى الحاكم الحسكاني باسناده «عن أبي عبدالله قال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ): نزلت في علي عليه السّلام»(65).
(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)(66).
روى الحاكم الحسكانى باسناده عن عبدالله قال: «كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسئل عن علي فقال: قسمت الحكمة عشرة اجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء واعطي الناس جزءً واحداً»(67).
وروى باسناده عن عامر قال: ذكر عند الربيع بن خثيم عليٌ فقال: ما رأيت احداً محبه اشد حباً له ولا مبغضه أشد بغضاً له منه، وما رأيت أحداً من الناس يجد عليه في الحكم. ثم قرأ: (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(68).
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(69).
روى الحاكم عن ابن عباس في قوله عزّوجل: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً) قال: «نزلت في علي بن أبي طالب لم يكن عنده الاّ أربعة دراهم. فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانية، فقال له رسول الله: ما حملك على هذا؟ قال: حملني عليها رجاء أن استوجب على الله ما وعدني. قال رسول الله: ألاّ ذلك لك، فأنزل الله الآية في ذلك(70).
وروى باسناده عن في قوله الله: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم) قال: نزلت في علي كان عنده أربعة دراهم. فتصدق بالليل درهماً، وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية، كل ذلك لله، فأنزل الله الآية، فقال علي: والله ما تصدقت الاّ أربعة دراهم، واسمع الله يقول: (أَمْوَالَهُم)فقال رسول الله: ان الدرهم الواحد من المقل افضل من مائة ألف درهم من الموسر عند الله عزّوجل(71).
قال الخوارزمي: ولبعضهم في حق علي أميرالمؤمنين عليه السّلام:
أوفى الصلاة مع الزكاة اقامها *** والله يرحم عبده الصبارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعاً *** وأسرّه في نفسه اسراراً
من كان بات على فراش محمّد *** ومحمّد يسري يؤّم الغارا
من كان جبريل يقوم يمينه *** فيها وميكال يقوم يسارا
من كان في القرآن سمّي مؤمناً *** في تسع آيات جعلن كباراً(72)
وقال العلامة الحلي في منهاج الكرامة: ولم يحصل لغير علي عليه السّلام ذلك فيكون افضل، فيكون هو الإمام.

(1) سورة البقرة: 1.
(2) شواهد التنزيل ج1 ص67 رقم 106.
(3) سورة البقرة: 2.
(4) تفسير القمي ص30.
(5) سورة البقرة: 5.
(6) شواهد التنزيل ج1 ص70 رقم /110.
(7) سورة البقرة: 14.
(8) المناقب ص196 الفصل السابع عشر، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص248، وروى البحراني في غاية المرام من طريق العامة والخاصة بهذا المضمون حديثين، وانظر شواهد التنزيل ج1 ص72 رقم 112.
(9) سورة البقرة: 25.
(10) ما نزل من القرآن في أهل البيت، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج1 ص74 رقم /113.
(11) سورة البقرة: 30.
(12) سورة ص: 26.
(13) سورة النور: 55.
(14 و4) شواهد التنزيل ج1 ص75 ص77 رقم /114 و115.
(16) سورة البقرة: 31ـ37.
(17) الدر المنثور ج1 ص60، ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب عليه السّلام ص63 رقم /89.
(18) سورة البقرة: 124.
(19) ينابيع المودة الباب الرابع والعشرون ص97.
(20) منهاج الكرامة البرهان العاشر ص88 مخطوط.
وقال السيد محمّد حسن القزويني الحائري: «فالآية بضميمة الحديث تدلّ على افضلية علي بعد النبي وأكرميّته عند الله تعالى، وأن الله بكرامة عنده تاب وعفى عن آدم فلو كانت لغير علي عليه السّلام هذه الكرامة لأدرج في الخمسة، وإذا كان علي عليه السّلام أفضل وأكرم وأقدم صار هو الأحق بقيامه مقام النبي صلّى الله عليه وآله بل هو المتعين» الامامة الكبرى والخلافة العظمى ج2 ص195 مخطوط.
(21) سورة البقرة: 43.
(22) شواهد التنزيل ج1 ص85 وص 86 رقم /124/125، وانظر ما نزل من القرآن في أهل البيت للحبري ص46.
(23) نفس المصدر السابق.
(24) منهاج الكرامة البرهان السادس والثلاثون.
(25) سورة البقرة: 45ـ46.
(26) البقرة: 46.
(27) ما نزل من القرآن في أهل البيت ص46.
(28) سورة البقرة: 58.
(29) الدر المنثور ج1 ص71.
(30) التفسير ج1 ص45 رقم /47.
(31) سورة البقرة: 82.
(32) شواهد التنزيل ج1 ص90 رقم /127، ورواه الحبري الكوفي في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص46.
(33) شواهد التنزيل ص91.
(34) سورة البقرة: 124.
(35) سورة إبراهيم: 35ـ36.
(36) مناقب علي بن أبي طالب ص276 رقم /322.
(37) منهاج الكرامة، البرهان الحادي عشر ص89.
(38) سورة البقرة: 143.
(39) شواهد التنزيل ج1 ص92 رقم /129.
(40) انساب الاشراف ج2 ص147 وص148 رقم /148/149، ورواه الحاكم الحسكاني بألفاظ متقاربة في شواهد التنزيل ج1 ص94 رقم /131.
(41) سورة البقرة: 143.
(42) شواهد التنزيل ج1 ص94 رقم /132.
(43) سورة البقرة: 177.
(44) شواهد التنزيل ج1 ص103، رقم /143.
(45) سورة البقرة: 207.
(46) شواهد التنزيل وروى الأول البدخشي في مفتاح النجاء ص38 عن الغزالى في احياء العلوم، وانظر معارج العلى ص89، كفاية الطالب 239، تذكرة الخواص ص35.
(47) شواهد التنزيل ج1 ص96 ص99، ص102 رقم /133/136/141/142. وروى السيد البحراني في غاية المرام بهذا المضمون من طريق العامة تسعة احاديث ومن الخاصة أحد عشر حديثاً.
(48) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص306 مخطوط.
(49) ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السّلام في تاريخ مدينة دمشق ج1 ص138 رقم /189.
(50) الآية الخامسة ص89.
(51) البرهان الثامن.
(52) سورة البقرة: 208.
(53) غاية المرام المقصد الثّاني الباب 223 ص439.
(54) نفس المصدر السابق.
(55) ينابيع المودة الباب السابع والثلاثون ص111.
(56 و 57) سورة البقرة: 253.
(58) البقرة: 253.
(59) شرح نهج البلاغة ج5 ص258 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم.
(60) سورة البقرة: 256.
(61 و 62) ينابيع المودة السابع والثلاثون ص111.
(63) البرهان ج1 ص243 رقم /9 .
(64) سورة البقرة: 265.
(65) شواهد التنزيل ج1 ص104 رقم /145.
(66) سورة البقرة: 269.
(67 و 68) شواهد التنزيل ج1 ص105 وص 107 رقم 146 و151.
(69) سورة البقرة: 274.
(70) شواهد التنزيل ج1 ص109 رقم /115، ورواه الحبري ص48 والسيوطي في الدر المنثور ج1 ص363 والشبلنجي في نور الابصار، ص90 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص78، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص413 وص414 رقم /911، 912، ورواه السيوطي في الدر المنثور ج1 ص363 وابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج1 ص326، وابن الاثير في أسد الغابة ج4 ص25، وابن المغازلي في المناقب ص280 رقم /325، وروى البحراني في غاية المرام من طريق العامة اثنى عشر حديثاً ومن طريق الخاصة أربعة احاديث ص347 و348.
(71) شواهد التنزيل ج1 ص113 رقم /161.
(72) المناقب: الفصل السابع عشر ص198.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *