علي و حديث المنزلة

علي و حديث المنزلة
لقد ثبت بأحاديث متواترة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انه قال في مواطن عديدة: «عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى» ورواه الحفاظ بأسانيد صحاح عن الصحابة واليك بعضها:
رواية أمير المؤمنين:
روى ابن عساكر باسناده عن حجر بن عدي عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»(1).
وروى باسناده عن الاصبغ بن نباتة عن علي: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى»(2).
وروى الهيثمي باسناده عن علي، ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «خلّفتك أن تكون خليفتي، قال: أتخلف عنك يا رسول الله؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي»(3).
روى الوصابي باسناده عن علي بن أبي طالب، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى، الاّ أنه لا نبي بعدي»(4).
رواية عمر بن الخطاب وابنه:
روى ابن عساكر باسناده عن عطاء عن سويد بن غفلة، قال: «رأى عمر رجلا يخاصم علياً فقال له عمر اني لأظنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي»(5).
وباسناده عن عبدالله بن عباس قال: «سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الاسلام، فقال عمر: اما علي، فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول فيه ثلاث خصال، لوددت انه لي واحدة منهن، فكان أحب الي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة اذ ضرب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده على منكب علي، فقال له: يا علي أنت أول المؤمنين ايماناً، وأول المسلمين اسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى»(6).
باسناده عن ابن عمر، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: اما علي فانه مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(7).
رواية جابر بن عبدالله الأنصاري:
روى ابن عساكر باسناده عن جابر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ولو كان لكنته»(8).
روى محمّد بن طلحة الشافعي باسناده عن جابر بن عبدالله قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي عليه السّلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي»(9).
رواية ابن عباس:
روى ابن عساكر باسناده عن عباية الأسدي، قال: «سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي»(10).
وروى باسناده عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انه قال لأم سلمة: «يا أم سلمة، ان علياً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(11).
وروى الهيثمي باسناده عن ابن عباس، ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: «اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي»(12).
وروى الخوارزمي باسناده عن ابن عباس، قال: «لما توفي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جاء أبو بكر وعلي يزوران قبره بعد وفاته بستة ايام، فقال علي لأبي بكر: تقدم، وقال أبو بكر: يا علي، ما كنت لأتقدم رجلا سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: عليٌ مني كمنزلتي من ربي، فبكى علي»(13).
قال الشنقيطي: «لم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله منذ قدم المدينة الا تبوك، فانه خلفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على المدينة وعلى عياله بعده عنها وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.
وقد روى هذا الحديث من الصحابة جماعة وهو من أثبت الآثار وأصحها، وممن رواه سعد بن أبي وقاص وابن عباس وأبو سعيد الخدري وام سلمة واسماء بنت عميس وجابر بن عبدالله وجماعة يطول ذكرهم»(14).
وروى الوصابي باسناده عن ابن عباس، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب ـ وخلفه على المدينة في غزوة غزاها ـ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي، انك لست بنبي، انه لا ينبغي لي ان أذهب الاّ وأنت خليفتي. أخرجه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك»(15).
وروى باسناده عنه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي وهو نائم في المسجد: قم فما صلحت الا ان تكون أبا تراب، غضبت علي أن آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس نبي بعدي، ألا من احبك حفه الله بالأمن والايمان، ومن أبغضك أماته الله إماتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام»(16).
وروى باسناده عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك»(17).
رواية معاوية بن أبي سفيان:
روى ابن عساكر عن قيس بن أبي حازم قل: «سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب، فهو أعلم مني قال: قولك يا أميرالمؤمنين أحب الي من قول علي قال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يغره بالعلم غراً، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال: أههنا علي بن أبي طالب؟ ثم قال معاوية للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان»(18).
رواية أبي سعيد الخدري:
روى ابن عساكر باسناده عن أبي سعيد الخدري، ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»(19).
وباسناده عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي»(20).
وروى الوصابي باسناده عن سعد بن مالك، قال: «خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، اتخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي. أخرجه البخاري ومسلم في (صحيحيهما) والترمذي في (جامعه) وابن ماجه في (سننه) وأبو داود الطيالسي وأبو نعيم في (فضائل الصحابة)(21).
وروى باسناده عنه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي أخرجه البخاري في (صحيحه) والترمذي وابن ماجه في (سننه)»(22).
وباسناده عنه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي. أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) والترمذي في (جامعه)»(23).
وباسناده عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام: «يا علي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي. أخرجه الإمام أحمد في (مسنده) وأبو داود الطيالسي»(24).
وباسناده عنه: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي حين خلفه على المدينة في غزوة غزاها، فقال علي: اتخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي. أخرجه البخاري ومسلم في (صحيحيهما) والترمذي وابن ماجة في (سننهما)»(25).
وباسناده عنه قال: «خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله، تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي. أخرجه أبو داود الطيالسي وأبو نعيم في (فضائل الصحابة) والإمام أبو زيد عثمان بن أبي شيبة في (سننه)»(26).
وباسناده عنه، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: ثلاث خصال لأنْ تكون لي واحدة منها أحب اليّ من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه ابن جرير في (تهذيب الآثار) والإمام أبو عبد الله محمّد بن يزيد ابن ماجة القزويني في (سننه)»(27).
رواية أبي هريرة:
روى ابن عساكر باسناده عن أبي هريرة: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ النبوة»(28).
وروى باسناده عن أبي هريرة: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه لا نبي بعدي»(29).
رواية أنس بن مالك:
وروى ابن عساكر باسناده عن أنس: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: يا علي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه لا يوحى اليك»(30).
روى الوصابي باسناده عن انس قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غزوة تبوك: أما ترضى أن يكون لك من الأجر مثل مالي ولك من المغنم مثل مالي»(31).
رواية البراء بن عازب وزيد بن أرقم:
روى ابن عساكر عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: أنت مني كهارون من موسى غير انك لست بنبي»(32).
وروى الهيثمي باسناده عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: «أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي حين أراد أن يغزو: انه لابدّ من ان أقيم أو تقيم، فخلفه، فقال ناس: ما خلفه الا شيء كرهه، فبلغ ذلك علياً فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبره فتضاحك، ثم قال: يا علي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه ليس نبي بعدي»(33).
رواية أسماء بنت عميس واُمّ سلمة:
روى الحضرمي باسناده عن اسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: «هبط جبريل عليه السّلام على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا محمّد، ان ربك يقرئك السلام ويقول لك: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى، لكن لا نبي بعدك. أخرجه علي بن موسى الرضا عليه السّلام»(34).
وروى ابن حبان باسناده عن ام سلمة: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، (قلت): حديث سعد في الصحيح»(35).
وروى الوصابي باسناده عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه ليس بعدي نبي»(36).
وباسناده عن اسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(37).
ما رواه سائر الصحابة:
روى مسلم باسناده عن عامر بن سعد عن أبيه: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي».
وروى ابن ماجة باسناده عن إبراهيم بن سعد يحدث عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟»(38).
وروى الذّهبي باسناده عن ابن مسعود: قلت: «يا رسول الله، ما منزلة علي منك؟ قال: منزلتي من الله عزّوجلّ»(39).
وروى أحمد باسناده عن سعيد، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انه قال لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟»(40).
وباسناده عن سعيد بن المسيب، قال: «قلت لسعد بن مالك، انك انسان فيك حدّة، وأنا أريد أن أسألك، قال: ما هو؟ قال: قلت: حديث علي رضي الله عنه قال: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: رضيت، ثم قال: بلى، بلى»(41).
وروى الهيثمي عن حبشي بن جنادة السلولي قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(42).
وروى الترمذي باسناده عن سعد بن أبي وقاص: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. هذا حديث حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عن سعد عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويستغرب هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري»(43).
وروى أحمد عن سعد: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى قيل لسفيان: غير أنه لا نبي بعدي؟ قال: نعم»(44).
وروى الخوارزمي باسناده عن عامر بن سعد عن سعد قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه ليس نبي بعدي، قال سعيد: فاحببت ان اشافه بذلك سعداً فلقيته فذكرت له الذي ذكر لي عامر، فقال: نعم، سمعته يقول. قلت أنت سمعته؟ فأدخل اصبعيه في أذنيه ثم قال: نعم، والا فاستكتا»(45).
وباسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» وقال: «يا أم سلمة اشهدي واعلمي واسمعي، هذا علي أميرالمؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي، وبابي الذي أوتى منه، أخي في الدين وخدني في الآخرة ومعي في السنام الاعلى»(46).
وقال الخوارزمي: «روى الناصر للحق باسناده في حديث طويل، قال: لما قدم علي عليه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بفتح خيبر، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لو لا أن تقول فيك طائفه من اُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ الا اخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وارثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي، وانك تبرىء ذمتي، وتقاتل على سنتي، وانك غداً في الآخرة اقرب الناس مني، وانك أول من يرد علي الحوض وأول من يكسى معي، وانك أول من يدخل الجنة من امتي، وان شيعتك على منابر من نور، وان الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك»(47).
وروى الوصابي باسناده عن سعد بن أبي وقاص قال: «لما نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الجرف خارجاً إلى تبوك، وكان قد خلف علياً في أهله، فطعن رجال من المنافقين في أمر علي وقالوا: انما خلفه استثقالا فخرج علي فحمل سلاحاً حتى أتى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجرف، فقال يا رسول الله، ما تخلفت في غزاة قط قبل هذه، قد زعم المنافقون انك خلفتني استثقالا، فقال: كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي، أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(48).
وروى الكنجي باسناده عن مصعب بن سعد عن أبيه: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى تبوك وخلف علياً على النساء والصبيان، فقال: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبوة بعدي.
قلت: هذا حديث متفق على صحته، رواه الأئمة الحفاظ، كأبي عبدالله البخاري في (صحيحه) ومسلم بن الحجاج في (صحيحه) وأبي داود في (سننه) وأبي عيسى الترمذي في (جامعه) وأبي عبد الرحمان النسائي في (سننه) وابن ماجة القزويني في (سننه) واتفق الجميع على صحته حتى صار ذلك اجماعاً منهم.
قال الحاكم النييسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر، وقد نقل عن شعبة بن الحجاج انه قال في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكان هارون أفضل أمة موسى عليه السّلام فوجب أن يكون علي عليه السّلام أفضل من كل أمة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم صيانة لهذا النص الصحيح الصريح كما قال موسى لأخيه هارون(49). (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ).
وروى الوصابي عن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي بن أبي طالب يا علي: اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه ليس بعدي نبي»(50).
وباسناده عن عقيل بن أبي طالب قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما أنت يا علي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه ليس بعدي نبي»(51).
وباسناده عن سعيد بن زيد رضي الله عنه: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي»(52).
وروى مسلم والترمذي باسنادهما: «ان معاوية بن أبي سفيان أمر سعد بن أبي وقاص، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال اما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلن اسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول له وخلفه في بعض مغازيه فقال: خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتطاولنا اليها، فقال: أدعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع اليه الراية ففتح الله على يده، ولما نزلت هذه الآية: (نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)(53)دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: هؤلاء اهلي»(54).
وقال ابن حجر: «أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، وأحمد، والبزار عن أبي سعيد الخدري والطبراني عن اسماء بنت عميس وأم سلمة وحبشي ابن جنادة وابن عمر وابن عباس وجابر بن سمرة وعلي والبراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي»(55).
قال أبو جعفر الاسكافي: «قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي» فمنازل هارون من موسى معروفة: أولها أنّه شريكه في النبوة، والثانية: انه أخوه في النسب، والثالثة: أنّه المقدم عند موسى على جميع البشر، وهذه هي التي وجبت لعلي بن أبي طالب، وهي منزلة من النبي عليه السّلام»(56).

(1) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص334 رقم 403.
(2) المصدر رقم 404.
(3) مجمع الزوائد ج9 ص110.
(4) أسنى المطالب الباب السادس ص29 رق /23.
(5) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص330ـ331.
(6) المصدر ص332 رقم 401 ورواه غيره كالوصابي الباب 6 ص29.
(7) أسنى المطالب الباب 6 ص29.
(8) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص346 و347 رقم 427 و430.
(9) مطالب السؤل ص43.
(10) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص335 رقم 405.
(11) المصدر رقم /406.
(12) مجمع الزوائد ج9 ص109.
(13) المناقب الفصل التاسع عشر ص211.
(14) كفاية الطالب ص11.
(15) أسنى المطالب الباب السادس ص27 رقم 9.
(16) المصدر رقم /10، ومنتخب كنز العمال هامش مسند أحمد ج5 ص31.
(17) المصدر رقم /12.
(18) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص339 رقم /410 ورواه ابن المغازلي في المناقب ص34 رقم 52.
(19) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص341 رقم 415.
(20) المصدر 343 رقم /420.
(21) أسنى المطالب في الباب السادس ص26 رقم /1.
(22) المصدر، رقم /2. ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص31.
(23 ـ 5) المصدر، رقم 3ـ4ـ5.
(26) أسنى المطالب في الباب السادس ص26 رقم /6.
(27) المصدر، رقم /7.
(28) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص340 رقم 412.
(29) المصدر، ص341 رقم 414.
(30) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص350 رقم /436.
(31) اسنى المطالب، الباب الخامس ص23 / رقم3.
(32) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص348 رقم 433.
(33) مجمع الزوائد ج9 ص111 ورواه الوصابي في أسنى المطالب الباب 6 رقم 17.
(34) وسيلة المآل ص217، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص354 رقم 444، والوصابي في أسنى المطالب الباب السادس ص29 رقم 19.
(35) موارد الظمان ص543 رقم 2201، ورواه ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق) ج1 ص353 رقم 442.
(36) أسنى المطالب، الباب السادس ص28، رقم /18.
(37) المصدر ص29 رقم 20.
(38) سنن ابن ماجة ج1 ص42.
(39) ميزان الاعتدال ج3 ص540 رقم 7501.
(40) مسند أحمد ج1 ص175.
(41) مسند أحمد ج1 ص175 .
(42) مجمع الزوائد ج9 ص109.
(43) سنن الترمذي ج5 ص304.
(44) مسند أحمد ج1 ص179.
(45) المناقب الفصل الرابع عشر ص79 ورواه ابن طلحة في مطالب السئول ص43.
(46) المصدر ص86.
(47) المصدر ص96.
(48) أسنى المطالب الباب السادس ص27 رقم /8.
(49) كفاية الطالب ص282. سورة الأعراف: 142.
(50 و2) أسنى المطالب الباب السَّادس ص28 رقم /16.
(52) المصدر ص30 رقم /26.
(53) سورة آل عمران: 61.
(54) المصدر.
(55) الصواعق المحرقه، الحديث الأول ص72.
(56) المعيار والموازنة ص219.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *