علي حجّة الله و باب حطة الذي من دخله كان آمناً

الباب الحَادي وَالعشرُون

1 ـ عليٌ عليه السّلام حجة الله وباب حطة الذي من دخله كان آمناً
2 ـ عليٌ عليه السّلام وخشونته في ذات الله.
3 ـ عليٌ عليه السّلام رباني هذه الأمة.

علي حجّة الله و باب حطة الذي من دخله كان آمناً
روى المتقي عن ابن عبّاس: «علي بن أبي طالب باب حطة، من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً»(1).
قال المناوي: «(علي باب حطة) اي طريق حط الخطايا (من دخل منه) على الوجه المأمور به كما يشير اليه قوله سبحانه في قصة بني اسرائيل: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ)(2) كان مؤمناً (ومن خرج منه كان كافراً) يعني انه سبحانه وتعالى كما جعل لبني اسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران، جعل لهذه الامة مودة علي والاهتداء بهديه، وسلوك سبيله وتوليه سبباً للغفران ودخول الجنان ونجاتهم من النيران، والمراد بخرج منه خرج عليه»(3).
وروى القندوزي باسناده عن أبي سعيد الخدري: «انما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل، من دخله غفر له»(4).
قال نور الدين السمهودي: «قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له) اي من دخله على الوجه المأمور به كما يشير اليه قوله تعالى في قصة بني اسرائيل: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ) اي أريحا قرية الجبارين، وقيل: بيت المقدس، إذا خرجتم من التيه ادخلوا بيت المقدس (فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) اي موسعاً عليكم (وَادْخُلُواْ الْبَابَ) اي باب أريحا على الأول، أو باب بيت المقدس على الثاني وهو باب حطة من بيت المقدس (سُجَّداً)اي خاضعين متواضعين بالانحناء كالراكع لا السجود الحقيقي (وَقُولُواْ حِطَّةٌ) اي حط عنا خطايانا فهو أمر بالاستغفار، فالحاصل ان الله جعل لبني اسرائيل دخولهم الباب متواضعين مستغفرين سبباً للغفران وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت النبوي وتوليهم سبباً للغفران ودخول الجنان، كما يشير اليه ما جاء عن ثابت البناني في قوله عزّوجل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)(5) قال: إلى ولاية أهل بيته صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وكذا جاء عن أبي جعفر الباقر، ويشير اليه ايضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً «انما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها من النار».
وكذا حديث علي رضي الله عنه «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخذ بيد حسن وحسين وقال: من احبني واحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»…
ولأبي سعيد عنه «أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ان أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت يا رسول الله فمحبونا؟ قال: من ورائكم» وكذا حديث جابر مرفوعاً «حب علي يأكل الذنوب، كما تأكل النار الحطب»(6).

(1) كنز العمال ج11 ص603 طبعة حلب، وقوله تعالى: (وَقُولُواْ حِطَّةٌ) أي حطّ عنا أوزارنا. ورواه محمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص78 مخطوط. والبدخشي في مفتاح النجاء ص73.
(2) سورة البقرة: 58.
(3) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ج4 ص356 رقم5592.
(4) ينابيع المودة ص28، الباب الرابع.
(5) سورة طه : 82 .
(6) جواهر العقدين، العقد الثاني الذكر الخامس ص193 مخطوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *