علي أخو النبي

الباب الثَاني عَشَر: عليٌّ (عليه السلام) وَنسَبُهُ مِن رَسُول الله (ص)

1 ـ علي عليه السّلام اخو النبي (ص).
2 ـ علي عليه السّلام وزير النبي (ص).
3 ـ علي عليه السّلام صهر النبي وأبو السبطين عليه السّلام.

علي أخو النبي
والأحاديث في الاخوة بين رسول الله وأميرالمؤمنين عليهما السّلام وتصريح النبي بذلك في المناسبات المختلفة كثيرة جدّاً، ومن أشهر ذلك حديث المؤاخاة:
أخرج الترمذي باسناده عن ابن عمر قال: «آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين اصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله، آخيت بين اصحابك ولم تواخ بيني وبين احد، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنت أخي في الدنيا والآخرة»(1).
وأخرج ابن ماجة باسناده عن عباد بن عبدالله، قال: قال علي عليه السّلام:«أنا عبدالله وأخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي الا كذاب، صليت قبل الناس لسبع سنين»(2).
وروى الخوارزمي بإسناده عن جابر بن عبدالله، قال: «سمعت علياً عليه السّلام، ينشد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
انا أخو المصطفى لا شك في نسبي *** ربيت معه وسبطاه هما ولدي
جدّي وجدّ رسول الله منفرد *** وفاطم زوجتي لا قول ذي فند
صدقته وجميع الناس في بهم *** من الضلالة والاشراك والنكد
والحمد لله شكراً لا شريك له *** البر بالعبد والباقي بلا امد
وقال أبو نعيم: فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: صدقت يا علي»(3).
وروى الخوارزمي باسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمّد، نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ اخوك علي بن أبي طالب»(4).
وروى النسائي باسناده عن أبي سليمان الجهني، قال: «سمعت علياً على المنبر يقول: أنا عبد الله وأنا أخو رسول الله، لا يقول بها الاّ كذاب مفتر»(5).
وروى الحمويني باسناده عن زيد بن وهب قال: «سمعت علياً عليه السّلام على المنبر وهو يقول: أنا عبدالله وأخو رسوله، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي الا كذاب او مفتر، فقام إليه رجل فقام: أنا اقول كما يقول هذا!!! فضرب به الأرض فجاءه قومه فغشوه ثوباً فقيل لهم: أكان هذا فيه قبل؟ قالوا: لا»(6).
وروى ابن المغازلي باسناده عن حذيفة بن اليمان، قال: «آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه الأنصار والمهاجر، فكان يواخي بين الرجل ونظيره، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي. قال حذيفة: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين ـ الذي ليس له في الانام شبيه ولا نظير ـ وعلي بن أبي طالب أخوان»(7).
وروى أحمد باسناده عن عمر بن عبدالله عن أبيه عن جده: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آخى بين الناس وترك علياً حتى بقي آخرهم لا يرى له اخاً، فقال: يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال: ولم تراني تركتك، انما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا اخوك، فان ذاكرك احد فقل: أنا عبدالله وأخو رسول الله لا يدعيها بعد الا كذاب»(8).
وروى المتقي عن ابن عمر: «اللهم اشهد لهم، اللهم قد بلغت، هذا اخي وابن عمي وصهري، وأبو ولدي، اللّهم كبّ من عاداه في النّار»(9).
وروى عن ابن عمر: «علي أخي في الدنيا والآخرة»(10).
وروى السيوطي في الجامع الصغير عن ابن عمر [علي أخي في الدنيا والآخرة] فقال المناوي في شرحه:
«كيف لا، وقد بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الاثنين فاسلم وصلى يوم الثلاثاء، فمكث يصلي مستخفياً سبع سنين كما رواه الطبراني عن أبي رافع وفي الاوسط للطبراني عن جابر مرفوعاً، مكتوب على باب الجنة: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، علي أخو رسول الله قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي سنة، وفيه: عن أبي امامة: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آخى بين الناس وآخى بينه وبين علي»(11).
وروى المتقي عن علي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لما اسري بي إلى السماء السابعة، قال لي جبرئيل: تقدم يا محمّد، فو الله ما نال هذه الكرامة ملك مقرب ولا نبي مرسل فأوحى اليّ ربي شيئاً فلما ان رجعت نادى مناد من وراء حجاب: نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ اخوك علي فاستوص به خيراً»(12).
وروى ابن عساكر بأسناده عن سلمان قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ان اخي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب»(13).
وباسناده عن ابن عبّاس قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي وصاحبي»(14).
وروى الشنقيطي عن ابن عمر، قال: «آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه حتى بقي عليّ وكان رجلا شجاعا ماضياً على أمره إذا أراد شيئاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت، قال: أنت أخي في الدنيا والآخرة»(15).
وروى الحضرمي باسناده عن سيدنا علي كرّم الله وجهه قال: «طلبني النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله، وقال: قم والله لارضينك، أنت أخي وأبو ولدي وتقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو في كنز الجنة، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات على محبتك بعد موتك ختم الله له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت»(16).
وروى محمّد بن رستم باسناده عن ابن عبّاس، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «انت أخي في الدنيا والآخرة. قاله لعلي»(17).
وباسناده عن عائشة: «خير اخواني علي»(18).
وروى ابن عساكر باسناده عن عدّي بن حاتم الطائي قال: قال علي بن أبي طالب عليه السّلام: «اني عبدالله وأخو رسوله»(19).
وروى الهيثمي عن أبي رافع، إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: «أما ترضى أنك أخي وأنا أخوك؟»(20).
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي امامة قال: «لما آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الناس آخى بينه وبين علي عليه السّلام»(21).
وباسناده عن أنس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»(22).
وباسناده عن مطر بن ميمون المحاربي عن أنس بن مالك قال: «سمعته يقول: آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين المسلمين فقال لعلي: أنت أخي وأنا اخوك، وآخى بين أبي بكر وعمر، وآخى بين الناس المسلمين جميعاً»(23).
وباسناده عن أسماء بنت عميس، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أقول كما قال أخي موسى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي) علياً أخي (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)(24)… إلى آخر الآيات من سورة طه»(25).
وباسناده عن زيد بن أبي اوفى، قال: «… فقال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت باصحابك ما فعلت، غيري، فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة!! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: والذي بعثني بالحق ما اخترتك الا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الانبياء من قبلي قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت اخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله (إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِينَ)(26) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض»(27).
وروى ابن حجر باسناده عن ابن عمر، قال: «آخى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بين اصحابه فجاء علي تدمع عيناه، فقال يا رسول الله، آخيت بين اصحابك ولم تواخ بيني وبين احد؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنت اخي في الدنيا والآخرة»(28).
وباسناده عن عائشة، ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «خير اخواني عليّ وخير أعمامي حمزة، ذكر علي عبادة»(29).
وروى ابن عساكر باسناده عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش، نعم الأب ابوك إبراهيم الخليل ونعم الأخ اخوك علي بن أبي طالب»(30).
وروى السمهودي باسناده عن ابن عمر: «ان عمر بن الخطاب فقد علياً فقال: أين أبو الحسن؟ فقالوا: ذهب إلى أرض له، فقال: اذهبوا بنا إليه، قال: فذهبوا إليه فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعة، ثم جلسوا يتحدثون، فقال علي لعمر: يا أميرالمؤمنين، أرأيت لو جاءك قوم من بني اسرائيل فقال لك أحدهم: أنا ابن عم موسى، أكانت له عندك اثرة على اصحابه؟ قال: نعم، قال علي: فأنا والله اخو رسول الله وابن عمّه قال: فنزع عمر رداءه فبسطه وقال: لا والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نتفرق فلم يزل جالساً عليه حتى تفرقوا»(31).
وروى الخوارزمي باسناده عن ابن عبّاس قال: «لمّا آخى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بين اصحابه وبين المهاجرين والانصار، فلم يواخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج علي عليه السّلام مغضباً حتى أتى جدولاً من الأرض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح، فطلبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى وجده فوكزه برجله فقال له: قم فما صلحت الاّ ان تكون أبا تراب، أغضبت علي حين واخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انّه ليس بعدي نبي؟ ألا من أحبك حف بالأمن والايمان، ومن ابغضك اماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام»(32).
وروى الزرندي باسناده عن أبي هريرة: «آخى رسول الله بين المسلمين، وقال: علي أخي وأنا اخوه وحسبت انه قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
قال: «وروى ان علياً رضي الله عنه قال يوماً: أنا عبدالله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي الاّ مفتر على الله او كاذب، وفي رواية: لا يقولها بعدي الاّ كذاب او مجنون، فقالها رجل فجنّ وقال رجل آخر مثلها فسلط الله عليه الشيطان فخنقه، فكان يضرب برأسه الجدار حتى مات قال سعد: فرأيت دماغه في الجدار، ويروى ان رجلاً آخر لما سمع علياً رضي الله عنه يقول ذلك فقام فقال: أنا أقول كما قال هذا، قال زيد بن وهب: فضرب به الأرض فجاء قومه فغشوه ثوباً فقيل لهم: هل كان هذا فيه قبل اليوم؟ قالوا: لا»(33).
قال: «ويروى ان معاوية كتب إلى علي يفتخر عليه: امّا بعد فان أبي كان سيّداً في الجاهلية وصرت ملكاً في الاسلام وأنا خال المؤمنين وكاتب الوحي وصهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال علي: أيفتخر عليَّ ابن أم آكلة الأكباد، اكتب اليه ياقنبر: ان لي سيوفاً بدرية وسهاماً هاشمية، قد عرفت مواقع نصالها في اقاربك وعشايرك يوم بدر وما هي من الظالمين ببعيد، ثم أنشد:
محمّد النبي أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحى ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن امي
وبنت محمّد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها *** فهل منه لكم سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرّاً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم *** رسول الله يوم غدير خم»(34)
وروى البلاذري باسناده عن زيد بن أرقم قال: «آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه فقال علي: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: أنت أخي، أما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتدخل الجنة إذا دخلت؟ قال: بلى يا رسول الله»(35).
وروى الحاكم النيسابوري باسناده عن علي رضي الله عنه، قال: «اني عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الاكاذب، صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة»(36).
وروى سبط ابن الجوزي باسناده عن سعيد بن المسيب: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ـ وقد آخى بين أصحابه ـ أين علي بن أبي طالب؟ فجاء، فقال: يا علي أنت أخي وأنا أخوك فإن ناكرك أحد فقل: أنا عبدالله وأخو رسول الله، لا يدعيها بعدك الاّ كذاب»(37).
وباسناده عن عبدالله بن أبي أوفي قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في مسجده فقال لي: أين فلان؟ وأين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث اليهم، حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم، فقال له علي بن أبي طالب: لقد ذهبت روحي يا رسول الله، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري، فان كان هذا من الله فلك العتبى والكرامة فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: والذي بعثني بالحق ما أخرتك الاّ لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت اخي ووارثي، فقال: يا رسول الله، وما ارث منك؟ قال: ما ورث الأنبياء قبلي، قال: وما ورثوا؟ قال: كتاب الله وسنن أنبيائه، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي والحسن والحسين ابني وأنت رفيقي، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِينَ)»(38).
قال أبو جعفر الإسكافي: «حديث المؤاخاة وما فيه من الدلالة الواضحة، اذ ميزهم على قدر منازلهم، ثم آخى بينهم على حسب مفاضلتهم، فلم يكن أحد أقرب من فضل أبي بكر من عمر، فلذلك آخى بينهما على حسب مفاضلتهم، وأشبه طلحة الزبير وقربت منازلهما، لذلك فآخي بينهما، وكذلك فعل بعبد الرحمن ابن عوف آخى بينه وبين عثمان، ثم قال لعلي: انما أخرتك لنفسي، أنت أخي وصاحبي، فلم يكن فيهم أحد أشبه بالنبي عليه السّلام من علي ولا اولى بمواخاة النبي منه، فاستحق بمواخاة النبي عليه السّلام لتقدمه على القوم. وكانت مواخاة علي افضل من مواخاة غيره لفضله على غيره»(39).
روى الوصّابي: «آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة بن عبدالمطلب وزيد بن حارثة، وبين عبدالله بن مسعود والزبير ابن العوام، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك، وبين عليّ ونفسه»(40).
قال محمّد بن طلحة: «روى الإمام الترمذي في صحيحه، بسنده عن زيد ابن أرقم انه لما آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه، جاءه علي عليه السّلام تدمع عيناه فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آخيت بين اصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد، قال: فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنت أخي في الدنيا والآخرة»(41).
روى المتقي باسناده عن أبي يحيى، قال: «سمعت علياً يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد بعدي الاّ كاذب، فقال بها رجل فأصابته جنة»(42).
وباسناده عن عائشة: «خير إخواني علي وخير أعمامي حمزة»(43).
وروى الخطيب بإسناده عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة»(44).
وروى ابن حجر باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي عن أبي سعيد رضي الله عنه «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي أنت أخي، قال: وهذا قد روي من غير هذا الوجه بأسانيد متقاربة»(45).
وقال ابن كثير: «قال محمّد بن اسحاق: وآخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين اصحابه من المهاجرين والانصار فقال ـ فيما بلغنا ونعوذ بالله ان نقول عليه ما لم يقل ـ تآخوا في الله اخوين اخوين، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي، فكان رسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب أخوين»(46).
وروى القندوزي عن سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السّلام عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة، أنا وأنت أبوا هذه الأمة، وأنت وصيي ووارثي وأبو ولدي، أتباعك أتباعي، واولياؤك اوليائي، واعداؤك اعدائي. وأنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في المقام المحمود، وصاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك، وان الملائكة لتتقّرب إلى الله بمحبتك وولايتك، وان أهل مودتك في السماء أكثر من أهل الأرض، يا علي أنت حجة الله على النّاس بعدي، قولك قولي، أمرك أمري، نهيك نهيي، وطاعتك طاعتي ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي وحزبي حزب الله(47)، قرأ: (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(48)».

وروى بإسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عن أميرالمؤمنين علي عليهم السّلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي أنت أخي ووارثي ووصيي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي، أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف الله عزّوجلّ ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ»(49).
وبإسناده عن عمّار، قال: «سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آخذاً بيد علي، فيقول: أنت أخي وصفيّي ووصيي ووزيري وأميني، مكانك مني مكان هارون من موسى الاّ انّه لا نبي بعدي، من مات وهو يحبك ختم الله عزّوجلّ له بالأمن والايمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له نصيب من الاسلام»(50).
قال الدميري: «وفي السنة الأولى من الهجرة: آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الصحابة رضي الله عنهم، واتخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخاً… وفيها تزوج علي فاطمة رضي الله تعالى عنهما»(51).

(1) سنن الترمذي ج5 ص300 رقم 3804 ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص103 والسيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدّلائل في تصحيح الفضائل ص406 مخطوط، وابن المغازلي في المناقب ص37، والجزري في أسنى المطالب ص9، والسيّوطي في تاريخ الخلفاء ص170، والحاكم في المستدرك على الصّحيحين ج3 ص14، والكنجي في كفاية الطالب ص194.
(2) سنن ابن ماجة ج1 ص44، ورواه أحمد في الفضائل ج1 الحديث 115.
(3) المناقب، الفصل الرّابع عشر ص95، وأخبار اصبهان ج2 ص99.
(4) المناقب، الفصل التّاسع عشر ص209.
(5) الخصائص ص18.
(6) فرائد السّمطين ج1 ص227.
(7) المناقب ص38 و39.
(8) الفضائل (المناقب) ج1 الحديث 175 مخطوط، ورواه ابن عساكر ج1 ص121 والزرندي في نظم درر السمطين ص95.
(9) كنز العمّال ج11 ص609.
(10) المصدر ج11 602.
(11) فيض القدير في شرح الجامع الصّغير ج4 ص355.
(12) كنز العمّال ج11 ص634 طبع حلب.
(13) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص78.
(14) المصدر ص109 الحديث 149.
(15) كفاية الطّالب ص34.
(16) وسيلة المآل ص221، مخطوط، ورواه السمهودي مع اختلاف يسير في جواهر العقدين العقد الثّاني الذّكر السادس ص104، وابن حجر في الصّواعق المحرقة ص75.
(17) تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين ص164، ورواه المتّقي باسناده عن ابن عمر في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص30.
(18) المصدر ص179. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص57.
(19) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص119.
(20) مجمع الزّوائد ج9 ص131.
(21) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص104، الحديث 144.
(22) المصدر ص105، الحديث 145.
(23) ترجمة أمير المؤمنين ص105، الحديث 146.
(24) سورة طه: 25ـ26ـ29ـ31.
(25) ترجمة الامام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص107 الحديث 147.
(26) سورة الحجر: 47.
(27) المصدر ج1 ص108، الحديث 148، ورواه السيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص407 مع فرق يسير، والزرندي في نظم درر السّمطين ص94.
(28) الصواعق المحرقة ص73 الحديث السّابع.
(29) المصدر ص74 الحديث الثامن والعشرون.
(30) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص116 الحديث 159، ورواه الكنجي في كفاية الطّالب ص185.
(31) جواهر العقدين العقد الثّاني، الذّكر الثالث عشر ص298 مخطوط.
(32) المناقب الفصل الأوّل ص7.
(33) نظم درر السّمطين ص95ـ96.
(34) المصدر ص97.
(35) أنساب الأشراف ج2 ص144.
(36) المستدرك على الصّحيحين ج3 ص112، ورواه محبّ الدّين الطبري في ذخائر العقبى ص60 مع فرق يسير.
(37) تذكرة الخواص ص22.
(38) المصدر ص23.
(39) المعيار والموازنة ص208.
(40) أسنى المطالب الباب الثّالث ص13 الحديث 4.
(41) مطالب السؤول ص40.
(42) منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص46.
(43) المصدر ص30.
(44) تاريخ بغداد ج12 ص268.
(45) لسان الميزان ج3 ص9، رقم 34، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ج2 ص221، وج 3 ص317 وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج4 ص221 طبع مصر.
(46) البداية والنّهاية ج3 ص226 ورواه ابن هشام في السّيرة ج2 ص150.
(47) ينابيع المودّة الباب الحادي والأربعون ص123.
(48) سورة المائدة: 56.
(49) المصدر الباب الثّاني والأربعون ص124.
(50) المصدر الباب الثّاني والأربعون ص124.
(51) حياة الحيوان ج1 ص118.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *