قدح فيه لأنّه رأى منه جفاءً

* قدح فيه لأنّه رأى منه جفاءً:
وإذا كان المتعاصرون يقدح بعضهم في بعض عن حسد وعداوة وتنافس على الرئاسة والدنيا، فقد ذكروا أنّ النسائي قدح في أحمد بن صالح المصري لمجرّد أن رأى منه جفاءً!!
لقد اضطرب القوم في قدح النسائي في هذا الرجل، وكذا في رمي يحيى بن معين إيّاه بالكذب، لأنّه من رجال صحيح البخاري.
فأمّا طعن النسائي؛ فلأنّه نال منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما(1).
فقال الخليلي: كلام النسائي فيه تحامل، وقال ابن العربي المالكي: هذا يحطّ من النسائي أكثر ممّا يحطّ ابن صالح، وقال الذهبي: آذى النسائي نفسه بكلامه فيه(2).
وأمّا طعن ابن معين، فابن حِبّان حاول تنزيه ابن معين وابن صالح معاً، فادّعى أنّ الذي كذّبه ابن معين هو: أحمد بن صالح المكّي الشمومي وليس أحمد ابن صالح المصري(3).
وأمّا الذهبي، فقد انتقد ابن معين بشدّة، فقال: «ومن نادر ما شذَّ به ابن معين كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر، فإنّه تكلَّم فيه باجتهاده…»(4).

قلت:
بل إنّ القوم كلّهم يتكلّمون في الرجال ـ قدحاً أو مدحاً ـ باجتهاداتهم، وليس عندهم موازين ثابتة في الباب، وهذا ما نريد التأكيد عليه بما تقدّم ويأتي.

(1) تاريخ بغداد 4 : 200.
(2) سير أعلام النبلاء 12 : 161 والهامش، ميزان الاعتدال 1 : 103.
(3) الثقات 8 : 26.
(4) سير أعلام النبلاء 11 : 82 ـ 83.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *