قوله تعالى: (إنّا عرضنا الأمانة…)

قوله تعالى: (إنّا عرضنا الأمانة…)(1)

قال السيّد طاب ثراه:
«ألم تكن ولايتهم من الأمانة التي قال اللّه تعالى: (إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً).

فقال في الهامش:
«راجع معنى الآية في الصافي وتفسير علي بن إبراهيم وما رواه ابن بابويه في ذلك عن كلٍّ من الباقر والصادق والرضا، وما أورده العلاّمة البحريني في تفسيرها من حديث أهل السُنّة، في الباب 115 من كتابه غاية المرام»(2).

أقول:
كتاب الصافي هو تفسير للقرآن الكريم بالأخبار الواردة عن الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام، وهو من تأليف الشيخ محمّد محسن الفيض الكاشاني، المتوفّى سنة 1091.
وكذا تفسير الشيخ علي بن ابراهيم القمّي.
* وابن بابويه هو: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين القمّيّ، المتوفّى سنة 381.
ويلقّب عند الإماميّة بـ: (الصدوق) و(رئيس المحدّثين).
ترجم له الخطيب في تاريخه إذ قال: «محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، أبو جعفر القمّي، نزل بغداد وحدّث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضة، حدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي…»(3).
وقال الذهبي: «ابن بابويه، رأس الإمامية، أبو جعفر محمّد بن العلاّمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة.
يضرب بحفظه المثل.
يقال: له 300 مصنّف….
وكان أبوه من كبارهم ومصنّفيهم.
حدّث عن أبي جعفر جماعة، منهم: ابن النعمان المفيد، والحسين بن عبداللّه بن الفحّام، وجعفر بن حسنكيه القمّي»(4).

قلت:
والنعالي ـ شيخ الخطيب ـ هو: محمّد بن طلحة بن محمّد بن عثمان، المتوفّى سنة 413:
قال الخطيب: «كتبت عنه، وكان رافضيّاً» قال: «حدّثني أبو القاسم الأزهري، قال: ذكر ابن طلحة بحضرتي يوماً معاوية بن أبي سفيان فلعنه»(5).
* وأمّا علي بن إبراهيم ـ صاحب التفسير ـ فقد ترجم له ابن حجر العسقلاني وقال: «رافضي جلد، له تفسير فيه مصائب. يروي عن: ابن أبي داود وابن عقدة وجماعة».
وهو علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنّفي الإمامية، وذكره محمّد بن إسحاق النديم في الفهرست»(6).

أقول:
المقصود أنّهم ترجموا لعلي بن إبراهيم ولابن بابويه، وهم وإن أوجزوا ـ كما هي عادتهم عندما يترجمون لعلماء الإمامية ـ لم يطعنوا فيهما ولم يجرحوا….

* * *

(1) سورة الأحزاب 33 : 72.
(2) المراجعات: 29.
(3) تاريخ بغداد 3 : 89.
(4) سير أعلام النبلاء 16 : 303.
(5) تاريخ بغداد 5 : 384.
(6) لسان الميزان 4 : 191.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *