حديث السفينة

حديث السفينة

قال السيّد :
« 6 ـ وممّا يأخذ بالأعناق إلى أهل البيت ويضطرّ المؤمن إلى الانقطاع في الدين إليهم: قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ».
قال في الهامش : « أخرجه الحاكم بالأسناد إلى أبي ذرّ ، ص151 من الجزء الثالث من المستدرك ».
* « وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ».
قال في الهامش : « أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد ، وهذا هو الحديث 18 من الأربعين ، الخامسة والعشرين من الأربعين أربعين للنبهاني ، ص216 من كتابه الأربعين أربعين حديثاً »(1).

أقول :
أوّلا : لقد اقتصر السيّد ـ رحمه الله ـ على هذين اللفظين من ألفاظ حديث السفينة ، عن الحاكم النيسابوري والحافظ الطبراني ، بالإسناد إلى إثنين من الصحابة ، هما : أبوذرّ الغفاري ، وأبوسعيد الخدري. وهذا كاف للاحتجاج ، لكون الحاكم والطبراني من أكبر أئمّة الحديث عند القوم.
وثانياً : حديث السفينة مرويّ في كتب القوم بالطرق الكثيرة ، عن عدّة من الصحابة غير من ذكر ، وهم :
1 ـ أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام.
2 ـ عبد الله بن العبّاس.
3 ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة.
4 ـ أنس بن مالك.
5 ـ عبد الله بن الزبير.
6 ـ سلمة بن الأكوع.
وثالثاً : إنّ رواة حديث السفينة من كبار الأئمّة والحفّاظ المشاهير كثيرون ، ومن أشهرهم :
1 ـ أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة(2) .
2 ـ مسلم بن الحجّاج ، صاحب الكتاب « الصحيح » عندهم.
3 ـ أحمد بن عبد الخالق البزّار ، في « المسند ».
4 ـ أبو بكر الخطيب البغدادي ، في « تاريخ بغداد ».
5 ـ الفخر الرازي ، في « تفسيره » الكبير ، بتفسير آية المودّة.
6 ـ شمس الدين الذهبي ، في « الميزان » بترجمة : الحسن بن أبي جعفر الجفري.
7 ـ ابن حجر العسقلاني ، في « المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية».
ورابعاً : إنّ من أعلام القوم من ينصّ على صحّة الحديث ، أو يعترف بتعدّد طرقه وأنّ بعضها يقوّي بعضاً ، وإليك عبارات بعضهم :
1 ـ قال الحاكم النيسابوري بعد أن أخرجه : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(3) .
2 ـ وقال ابن حجر المكّي : « وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً : إنّما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا. وفي رواية مسلم(4) : ومن تخلّف عنها غرق. وفي رواية : هلك. وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له الذنوب »(5) .
3 ـ وقال شمس الدين السخاوي : « وبعض هذه الطرق يقوّي بعضاً »(6) .
4 ـ وقال جلال الدين السيوطي : « أخرجه الحاكم وهو صحيح »(7) وقال : « رواه البزّار وأبو يعلى في مسنديهما ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصحّحه »(8) .
5 ـ ابن حجر المكّي في « شرح الهمزية للبوصيري » بشرح قوله :
آل بيت النبيّ طبتم وطاب الـ *** ـمدح لي فيكم وطاب الثناءقال : « وصحّ حديث : إنّ مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك »(9).
6 ـ وقال العيدروس اليمني : « وصحّ حديث : إنّ مثل أهل بيتي مثل سفينةنوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك »(10) .
7 ـ وقال السيّد أحمد زيني دحلان : « وصحّ عنه صلّى الله عليه ]وآله [وسلّم من طرق كثيرة أنّه قال : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، منركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ـ وفي رواية : هلك ـ ومثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له »(11) .
8 ـ وقال الشيخ محمّد بن يوسف التونسي المالكي ، المعروف بالكافي : « روى البزّار عن ابن عبّاس ، وأبو داود عن ابن الزبير ، والحاكم عن أبي ذرّ بسند حسن ـ : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ».
وقال بعد كلام له : « ويدلّ على ذلك : الحديث المشهور المتّفق على نقله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.
وهو حديث نقله الفريقان وصحّحه القبيلان ، لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه ، وأمثاله في الأحاديث كثيرة »(12) .
وخامساً : وقد بلغ هذا الحديث من الثبوت مبلغاً جعل كبار علماء اللغة من أهل السُنّة يوردونه في كتبهم ، ويستشهدون بألفاظه على المعاني اللغوية :
قال ابن الأثير « زخخ : فيه(13) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلّف عنها زخّ به في النار. أي : دفع ورمي ، يقال : زخّه يزخّه زخّاً »(14) .
وقال ابن منظور : « وفي الحديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلّف عنها زخّ به في النار. أي : دفع ورمي. يقال زخّه يزخّه زخّاً »(15) .
وقال الزبيدي : « وفي الحديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلّف عنها زُخّ به في النار. أي دفع ورمي »(16) .
وسادساً : لقد ذكر كبار المحقّقين من علماء الحديث عند القوم ، الشارحون للسنّة الكريمة والأقوال النبويّة في معنى حديث السفينة ، عبارات فيها الاعتراف الصريح بدلالته على ما تذهب إليه الشيعة الإماميّة ، ولا بأس بذكر بعض تلك العبارات :
قال الطيّبي بشرح الحديث عن أبي ذرّ الغفاري : « قوله : وهو آخذ باب الكعبة. أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لإثبات هذا ، وكذا أبوذرّ اهتمّ بشأن روايته ، فأورده في هذا المقام على رؤوس الأنام ليتمسّكوا به. وفي رواية له بقوله : من عرفني فأنا من قد عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبوذرّ ، سمعت النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم يقول : ألا : إنّ مثل أهل بيتي… الحديث. أراد بقوله : فأنا أبوذرّ ، المشهور بصدق اللهجةوثقة الرواية ، وأنّه هذا حديث صحيح لا مجال للردّ فيه. وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم يقول : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ، أصدق من أبي ذرّ. وفي رواية أبي ذرّ : من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذرّ شبه عيسى بن مريم ، فقال عمر بن الخطّاب ـ كالحاسد ! ـ : يا رسول الله أفتعرف ذلك ؟! قال : ذلك فاعرفوه. أخرجه الترمذي وحسّنه الصغّاني في كشف الحجاب.
شبّه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات ، والبدع والأهواء الزائغة ، ببحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الأرض كلّها ، وليس فيه خلاص ومناص إلاّ تلك السفينة ، وهي : محبّة أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم »(17) .
وقال القاري بمثل كلمات الطيّبي واستشهد بها(18) .
وقال السمهودي : « قوله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه. الحديث. وجهه : إنّ النجاة ثبت لأهل السفينة من قوم نوح عليه السلام… ومحصّله : الحثّ على التعلّق بحبلهم وحبّهم وإعظامهم شكراً لنعمة مشرّفهم صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم ، والأخذ بهدي علمائهم ومحاسن أخلاقهم وشيمهم. فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وأدّى شكر النعمة الوارفة ، ومن تخلّف عنه غرق في بحارالكفران وتيّار الطغيان ، فاستوجب النيران »(19) .
وقال المنّاوي ]إن مثل أهل بيتي[ فاطمة وعلىّ وابنيهما ، وبينهما أهل العدل والديانة ]فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبهانجا ، ومن تخلّف عنها هلك [وجه التشبيه : أنّ النجاة ثبتت لأهل السفينة من قوم نوح ، فأثبت المصطفى صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم لأمّته بالتمسّك بأهل بيته النجاة ، وجعلهم وصلةً إليها. ومحصوله : الحثّ على التعلّق بحبهم وحبلهم وإعظامهم شكراً لنعمة مشرّفهم ، والأخذ بهدي علمائهم ، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وأدّى شكر النعمة المترادفة. ومن تخلّف عنه غرق في بحار الكفران وتيّار الطغيان ، فاستحق النيران ، لما أنّ بغضهم يوجب النار كما جاء في عدّة أخبار ، كيف وهم أبناء أئمّة الهدى ومصابيح الدجى ، الّذين احتجّ الله بهم على عباده ، وهم فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة ، الّذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم ، وبرّأهم من الآفات ، وافترض مودّتهم في كثير من الآيات ، وهم العروة الوثقى ، ومعدن التقى.
واعلم أنّ المراد بأهل بيته في هذا المقام العلماء منهم ، إذ لا يحثّ على التمسّك بغيرهم وهم الّذين لا يفارقون الكتاب والسنّة حتّى يردوا معه على الحوض »(20) .
وقال ابن حجر المكّي مثل ذلك ، وقد أورد السيّد ـ رحمه الله ـ عبارته في المتن(21).

قيل :
« رواه الحاكم في المستدرك 3 : 151 عن أبي ذرّ . وفي سنده : مفضّل بن صالح ، وهو منكر الحديث كما قال البخاري وغيره. وضعّفه المنّاوي في فتح القدير(22) . وقال ابن عديّ : أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن عليّ ، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً. وقال الذهبي في الميزان : وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر(23).
ومن رواته أيضاً : سويد بن سعيد ، قال البخاري : هو منكر الحديث ويحيى ابن معين كذّبه وسبّه. قال أبو داود : وسمعت يحيى يقول : هو حلال الدم. وقال الحاكم : ويقال إن يحيى لما ذكر له هذا الحديث قال : لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً(24).
وأمّا حنش ، فقد وثّقه أبو داود ، وقال أبو حاتم : صالح ، لا أراهم يحتجّون به ، وقال النسائي : ليس بالقويّ ، وقال البخاري : يتكلّمون في حديثه ، وقال ابن حبّان : لا يحتجّ به ، ينفرد عن عليّ بأشياء ، ولا يشبه حديثه حديث الثقات.
وروي الحديث من طريق أخرى فيها ضعيفان(25) :
الحسن بن أبي جعفر الجفري. وعليّ بن زيد بن جدعان.
أمّا الحسن بن أبي جعفر ، فقد قال فيه الفلاّس : صدوق منكر الحديث. وقال ابن المديني: ضعيف ضعيف ، وضعّفه أحمد والنسائي ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال مسلم بن إبراهيم ـ وهو تلميذه ـ : كان من خيار الناس رحمه الله ، وقال يحيى بن معين : ليس بشي.
ثمّ ذكر له الذهبي أحاديث منكرة فيها هذا الحديث ، ثمّ قال : قال ابن عديّ : هو عندي ممّن لا يتعمد الكذب. وقال ابن حبّان : كان الجفري من المتعبّدين المجابين الدعوة ، ولكنّه ممّن غفل عن صناعة الحديث فلا يحتجّ به(26). ]الميزان[ .
وأمّا عليّ بن زيد بن جدعان ، فقال الذهبي : اختلفوا فيه. ثمّ ذكر من وثّقه ثمّ قال : وقال شعبة : حدّثنا عليّ بن زيد ( وكان رفّاعاً ، أي : كان يخطئ فيرفع الحديث الموقوف ) وقال مرّةً : حدّثنا عليّ قبل أن يختلط ، وكان ابن عيينة يضعّفه ، وقال حمّاد بن زيد : أخبرنا ابن زيد وكان يقلّب الأحاديث.
وقال الفلاّس : كان يحيى القطّان يتّقي الحديث عن عليّ بن زيد.
وروي عن يزيد بن زريع قال : كان عليّ بن زيد رافضياً.
وقال أحمد العجلي : كان يتشيّع وليس بالقويّ.
وقال البخاري وأبو حاتم : لا يحتجّ به(27).
فهل ـ يا ترى ـ يصلح مثل هذا الحديث الهالك أن يأخذ بالأعناق ؟!! »

أقول :
أوّلا : إنّه يكفي لاستدلال الشيعة بهذا الحديث كونه مخرّجاً في كتب أهل السُنّة ، من السنن والمسانيد والمجاميع الحديثية الشهيرة ، وبطرق متكثّرة ، عن عدّة من صحابة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهو ـ كما قال الشيخ الكافي المالكي ـ : « حديث مشهور متّفق على نقله » و« نقله الفريقان وصحّحه القبيلان » و « لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه » .
وثانياً : إنّه يكفي للاحتجاج تصحيح الحاكم وعدّة من مشاهير الأئمّة وقول آخرين : حديث مرويّ بطرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً.
وثالثاً : ظاهر كلام الرجل انحصار طرق هذا الحديث بما ذكره وخدش فيه. والحال أنّ طرقه كثيرة جدّاً كما اعترف بذلك غير واحد منهم.
ورابعاً : إنّه قد ورد بطرق ليس فيها أحد من الرواة الّذين حاول تضعيفهم.. ومن ذلك :
رواية البزّار في ( مسنده ) عن عبد الله بن الزبير(28).
ورواية الخطيب البغدادي في ( تاريخه ) عن أنس(29).
ورواية الدولابي بالإسناد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة…(30) .
ورواية أبي عبدالله القضاعي الأندلسي ، الشهير بابن الأبّار ، في (معجمه) بالإسناد عن زاذان عن أبي ذرّ…(31) .
وخامساً : إنّه يشهد بصحّة حديث السفينة روايات أخرى :
كالّذي أخرجه ابن أبي شيبة عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال : « إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح ، وكباب حطّة في بني إسرائيل »(32) .
والذي رواه المتّقي الهندي عنه عليه السلام أنّه قال في كلام له : « والله إنّ مثلنا في هذه الأمّة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإنّ مثلنا في هذه الأمّة كمثل باب حطّة في بني إسرائيل »(33) .
وسادساً : لقد أخرج الحاكم هذا الحديث بطريقين(34) :
أحدهما : « أخبرني ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا المفضّل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : أيّها الناس ، من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه ]وآله [وسلّم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.
وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(35) .
والثاني : « أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، حدّثنا العبّاس بن إبراهيم القراطيسي ، ثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا مفضّل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ ـ وهو آخذ باب الكعبة ـ : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل حطّة لبني إسرائيل »(36) .
والحافظ الذهبي ـ وهو من أتباع ابن تيميّة و إمام أتباعه ـ لم يخدش في السندين إلاّمن جهة « المفضّل بن صالح ». فقد جاء في « تلخيص المستدرك » في آخر الحديث الأوّل :
« م. قلت : مفضّل خرّج له الترمذي فقط. ضعّفوه »(37) .
وفي آخر الحديث الثاني :
« صحيح. قلت : مفضّل واه »(38) .
لكنّ صاحبنا أضاف التكلّم في « حنش الكناني » التابعيّ المشهور ، وكأنّه أشدّ تعصّباً من الذهبي !!
وسابعاً : إنّ المفضّل بن صالح ـ الذي ضعّفه الذهبي ـ من رجال الترمذي كما اعترف…
وهو على شرط مسلم كما نصّ عليه الحاكم واعترف الذهبي به أيضاً.
والذي أوجب التكلّم فيه منهم ما ذكره الترمذي بقوله : « ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ » فهم غير قادحين في ثقته ، ولا في حفظه ، إلاّ أنّه ليس بذاك الحافظ !
وظاهر كلماتهم أنّ ذنب الرجل رواية فضائل أهل البيت :
قال ابن عديّ ـ بعد أن أورد له أحاديث ـ : « أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن عليّ ، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً ».
فابن عديّ يوثّق الرجل ، وإنّما ينكر بعض أحاديثه ، وقد جعل أنكرها حديث الحسن. قال ابن حجر : « يعني : أتاني جابر فقال : اكشف لي عن بطنك. الحديث » !(39) .
إذن ، فالرجل لا مجال للقدح فيه ولا في رواياته ، وما ذكره الذهبي ليس إلاّ تعصّباً ، وهو مشهور بالتعصّب كما عرفت سابقاً.
وثامناً : قوله : « وروي الحديث من طريق أخرى فيها ضعيفان : الحسن ابن أبي جعفر الجفري ، وعليّ بن زيد بن جدعان » فيه :
إنّ « الحسن بن أبي جعفر الجفري » يروي هذا الحديث عن « عليّ بن زيد » كما عند المحدّث الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، حيث رواه بإسناده عن « الحسن بن أبي جعفر ، ثنا عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ… »(40) .
لكن قال الحافظ الهيثمي صاحب مجمع الزوائد :
« عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجّال. رواه البزّار والطبراني في الثلاثة. وفي إسناد البزّار : الحسن بن أبي جعفر الجفري. وفي إسناد الطبراني : عبد الله بن داهر.
وهما متروكان »(41) .
فيظهر أنّ الطريق التي فيها « الحسن » لا يوجد فيه « عليّ بن زيد بن جدعان » أو يوجد ولا كلام فيه.
ومثله الحديث الآخر قال الهيثمي :
« وعن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق. رواه البزّار والطبراني. وفيه : الحسن بن أبي جعفر. وهو متروك »(42) .
وذكر الحافظ الهيثمي الحديث بسند آخر ، ليس فيه واحد من الرجلين المذكورين. قال :
« وعن عبدالله بن الزبير : إنّ النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها سلم ، ومن تركها غرق. رواه البزّار. وفيه : ابن لهيعة ، وهو ليّن »(43) .
وتاسعاً : لنا أن نحتجّ بكلّ من :
الحسن بن أبي جعفر الجفري.
وعليّ بن زيد بن جدعان.
* أمّا « الحسن » فقد روى عنه : أبو داود الطيالسي ، وابن مهدي ، ويزيد ابن زريع ،وعثمان بن مطر ، ومسلم بن إبراهيم ، وجماعة آخرين من مشاهير الرواة الأئمّة ، وروايتهم عنه تدلّ على جلالته بالإضافة إلى :
أنّ مسلم بن إبراهيم قال : كان من خيار الناس.
وقال عمرو بن عليّ : صدوق : منكر الحديث.
وقال أبو بكر بن أبي الأسود : ترك ابن مهدي حديثه ثمّ حدّث عنه وقال : ما كان لي حجّة عند ربّي.
وقال ابن عديّ : والحسن بن أبي جعفر أحاديثه صالحة ، وهو يروي الغرائب وخاصّةً عن محمّد بن جحادة ، له عنه نسخة يرويها المنذر بن الوليد الجارودي عن أبيه عنه. وله عن محمّد بن جحادة غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة صالحة ، وهو عندي ممّن لا يتعمّد الكذب ،وهو صدوق.
وقال ابن حبّان : من خيار عباد الله الخشّن ، ضعّفه يحيى وتركه أحمد ، وكان من المتعبّدين المجابين الدعوة ، ولكنّه ممّن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدّث وهم وقلّب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتّى صار ممّن لا يحتجّ به ، وإن كان فاضلاً(44).
هذه هي الكلمات التي اوردها الحافظ ابن حجر بترجمته ، في مقابلة كلمات الجراح .

فنقول :
1 ـ الرجل من رجال الترمذي وابن ماجة.
2 ـ روى عنه كبار الأئمّة.
3 ـ شهد بعدالته : مسلم بن إبراهيم فقال : كان من خيار الناس.
فقال المعترض : « وهو تلميذه ».
قلت : كأنّه يريد إسقاط هذه الشهادة لكون الشاهد تلميذاً ، وكأنّ الرجل لا يدري أنّ هذا المورد ليس من موارد عدم قبول الشهادة ، بل الأمر بالعكس ، إذ المفروض عدالة الشاهد ، فإذا كان تلميذاً كان أكثر معرفةً بحال المشهودله من غيره.
4 ـ شهد بعدالته : عمرو بن عليّ الفلاّس إذ قال : صدوق. وسيأتي الكلام على قوله بعدذلك : « منكر الحديث ».
5 ـ شهد بعدالته : ابن عديّ.
6 ـ قال ابن حبّان : من خيار عباد الله الخُشّن ، وكان من المتعبّدين المجابين الدعوة، ولكنّه ممّن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدّث وهم وقلّب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتّى صار ممّن لا يحتجّ به وإن كان فاضلاً.
أقول : هذه عبارة ابن حبّان.. فقارن بينها وبين ما أورده المعترض :
« وقال ابن حبّان : كان الجفري من المتعبّدين المجابين الدعوة ولكنّه ممّن غفل عن صناعة الحديث ، فلا يحتجّ به ».
ولاحظ ! ممّن هذا التحريف والتصرّف ؟!
يقول ابن حبّان ـ بعد الشهادة بكون « الحسن » من خيار عباد الله الخُشّن وأنّه كان من المتعبّدين المجابين الدعوة ـ : ولكنّه ممّن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدّث وهم قلّب الأسانيد وهو لا يعلم حتّى صار ممّن لا يحتج به وإن كان فاضلاً.
فغاية ما كان « الحسن » أنّه : « إذا حدّث وهم وقلّب الأسانيد » لكن « وهو لا يعلم » أي : فهو ـ كما قال ابن عديّ : « ممّن لا يتعمّد الكذب ، وهو صدوق ». ولذا قال عنه الفلاّس(45) ـ بعد أن قال : « صدوق » ـ : « منكر الحديث ».

فظهر :
أوّلا : لم ينقل المعترض كلمات التعديل والثناء.
وثانياً : قد حرّف بعض الكلمات في حقّ الرجل.
وثالثاً : قد ظلم الرجل اذ لم يتحقّق كلمات الجرح ، وأنّها إنّما ترجع إلى وهم الرجل في روايته عن غفلة ، وأمّا هو في ذاته فصدوق جليل من خيار عباد الله الخشّن.
* وأمّا « عليّ بن زيد » فقد أخرج عنه : البخاري في « الأدب المفرد » ، ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة ، كما ذكر ابن حجر(46) ، وهؤلاء أرباب الصحاح الستّة عندهم.
وذكر ابن حجر كلمات عدّة من الأئمّة في وثاقته وصدقه والثناء عليه… ونحن لا نحتاج إلى الإطناب في ترجمته لأمرين :
الأوّل : كونه من رجال مسلم والأربعة والبخاري في « الأدب المفرد » ، وهذا فوق المطلوب.
والثاني : إنّ السبب الأصلي لجرح من جرحه هو التشيّع ! فلاحظ عباراتهم في « تهذيب التهذيب » ونكتفي بإيراد واحدة منها :
« وقال يزيد بن زريع : رأيته ولم أحمل عنه لأنّه كان رافضيّاً » .
وقد جعلوا أنكر ما روى : ما حدّث به حمّاد بن سلمة ، عنه ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، رفعه : إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه . قاله ابن حجر.
قلت : فإذا كان هذا الأمر ـ الحقّ الذي وافقه في روايته كثيرون ، وهو من الأحاديث الصادرة قطعاً ـ هو أنكر ما روي عنه ، فاعرف حال بقيّة أحاديثه !
وعاشراً : لنا أن نحتجّ بكلّ من :
عبد الله بن داهر.
وابن لهيعة.
* أمّا « عبد الله بن داهر » فذنبه عند القوم أنّه : « رافضيّ خبيث » وأنّ « عامّة ما يرويه في فضائل عليّ وهو متّهم في ذلك ».
وقد أورد في « الميزان » و« لسان الميزان » أحاديث عنه في فضل عليّ وأهل البيت عليهم السلام ، منها ما رواه بإسناده عن ابن عبّاس :
« ستكون فتنة فمن أدركها فعليه بالقرآن وعليّ بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم ـ وهو آخذ بيد عليّ يقول ـ : هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني ، وهو فاروق الأمّة ، وهو يعسوبالمؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو خليفتي من بعدي »(47) .
* وأمّا « ابن لهيعة » فقد روى عنه كبار الأئمّة من المتقدّمين ، كالثوري ، وشعبة ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، وابن المبارك.
وهو من رجال : مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة.
قال أبو داود عن أحمد : ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ؟!
وعن الثوري : عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع ، وحججت حججاً لألقى ابن لهيعة.
وقال أبو الطاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : حدّثني ـ والله ـ الصادق البارّ عبد الله بن لهيعة.
وقال يعقوب بن سفيان : سمعت أحمد بن صالح ـ وكان من خيار المتقنين ـ يثني عليه.
وعنه أيضاً : ابن لهيعة صحيح الكتاب…
وعن ابن معين : قد كتبت حديث ابن لهيعة ، وما زال ابن وهب يكتب عنه حتّى مات.
وقال الحاكم : استشهد به مسلم في موضعين.
وقال ابن شاهين : قال أحمد بن صالح : ابن لهيعة ثقة ، وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.
وقال مسعود عن الحاكم : لم يقصد الكذب ، وإنّما حدّث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.
وقال ابن عديّ : حديثه كأنّه نسيان ، وهو ممّن يكتب حديثه(48) .
أقول : ألا يكفي هذا للإحتجاج بما رواه ؟!

بقي الكلام :
في : « حنش الكناني » و« سويد بن سعيد ».
* أمّا « حنش » فقد عرفت أنّه من التابعين من المشاهير ، وقد دأب القوم على تعديل التابعين أخذاً بما يروونه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من أحاديث : خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم… بل ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصحابة كما ذكر ابن حجر.
وأورد ابن حجر كلمات التوثيق له عن أبي داود والعجلي وغيرهما.
وقد أخذ عليه أنّه كان ينفرد عن عليّ بأشياء لا تشبه حديث الثقات !! حتّى صار ممّن لا يحتجّ بحديثه !!(49) .
* وأمّا « سويد بن سعيد » فهو من رجال صحيح مسلم وصحيح ابن ماجة. قال ابن حجر :
« وعنه : مسلم ، وابن ماجة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ويعقوب بن شيبة وعبد الله بن أحمد ، ومطيّن ، وبقي بن مخلّد ، وأبو الأزهر… ».
قال ابن حجر : « قال عبد الله بن أحمد : عرضت على أبي أحاديث سويد عن ضمام بن إسماعيل فقال لي : اكتبها كلّها فإنّه صالح. أو قال : ثقة. وقال الميموني عن أحمد : ما علمت إلاّ خيراً. وقال البغوي : كان من الحفّاظ ، وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه. وقال أبو داود عن أحمد : أرجو أن يكون صدوقاً. وقال : لا بأس به. وقال أبو حاتم : كان صدوقاً وكان يدلّس ويكثر. وقال البخاري : كان قد عمي فيلقّن ما ليس من حديثه. وقال يعقوب بن شيبة : صدوق مضطرب الحفظ ولا سيّما بعدما عمي. وقال صالح بن محمّد : صدوق إلاّ أنّه كان عمي فكان يلقّن أحاديث ليست من حديثه… »(50) .
وقال الذهبي : « الحافظ الرحّال المعمّر ، حدّث عن مالك بالموطّأ وعنه م ، ق ، ومطيّن ، وابن ناجية ، وعبدالله بن أحمد ، والباغندي ، والبغوي ، وخلق كثير .
قال البغوي : كان من الحفّاظ ، كان احمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه .
وقال أبوحاتم : صدوق كثير التدليس. وقال أبو زرعة : أمّا كتبه فصحاح ، وأمّا إذا حدّث من حفظه فلا »(51) .
وقال ابن حجر : « صدوق في نفسه ، إلاّ أنّه عمي فصار يتلقّن ما ليس من حديثه. وأفحش فيه ابن معين القول »(52) .
أقول : تلخّص :
1 ـ هو من رجال مسلم وابن ماجة ، ومن مشايخ كثير من الأئمّة.
2 ـ هو « صدوق » عند أحمد وجماعة من أئمّة الجرح والتعديل.
3 ـ عمدة ما انتقد عليه أنّه لمّا عمي لقن ما ليس من حديثه.
4 ـ أفحش القول فيه يحيى بن معين… فقوله مردود عند الأئمّة.
واعلم أنّ هذا المعترض ذكر العبارة التالية :
« وقال الحاكم : ويقال إنّ يحيى لمّا ذكر له هذا الحديث قال : لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً ».
لكن ما هو المراد من « هذا الحديث » ؟! حديث السفينة ؟!
لا ، بل حديث آخر… لكنّ الرجل دلّس وحرّف !!
قال ابن حجر : « وقال ابن حبّان : كان أتى عن الثقات بالمعضلات : روى عن أبي مسهر ـيعني عن أبي يحيى القتّات ـ عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، رفعه : من عشق وكتم وعفّ ومات ، مات شهيداً. قال : ومن روى مثل هذا الخبر عن أبي مسهر تجب مجانبة رواياته. هذا إلى ما لا يحصى من الآثار وتلك الأخبار.
وقال فيه يحيى بن معين : لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزوه. قاله لمّا روى سويد هذا الحديث.
وكذا قال الحاكم أنّ ابن معين قال هذا في هذا الحديث »(53) .

أقول :
هكذا يريدون الردّ على كتبنا ، فاعرفوهم أيّها المنصفون ! واحذروهم أيّها المسلمون !!

* قال السيّد رحمه الله :
« وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف ( في الدين ) فإذا خالفتها قبيلة من العرب (يعني : في أحكام الله عزّ وجلّ ) اختلفوا فصاروا حزب إبليس »(54).
قال في الهامش : « أخرجه الحاكم في ص149 من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عبّاس.
ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ».

قيل :
« رواه الحاكم 3/149 وفي سنده ابن أركون ، قال الذهبي : ضعّفوه. وكذا خليد ضعّفه أحمد وغيره. وهو حديث موضوع كما ذكر الذهبي ».

أقول :
قال الحاكم : « حدّثنا مكرم بن أحمد القاضي ، ثنا أحمد بن عليّ الأبّار ، ثنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي ، ثنا خليد بن دعلج أبو عمرو السدوسي ، أظنّه عن قتادة ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله… هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ».
وقد رواه عن الحاكم أعيان علماء الحديث المتأخّرين عنه وارتضوا تصحيحه ، ومنهم :
الحافظ السيوطي ، في : الخصائص الكبرى 2 : 266 ، وإحياء الميت بفضائل أهل البيت : 52 ، الحديث 35 .
والحافظ السمهودي ، في : جواهر العقدين ق2 ج1 : 120 .
والشبراوي ، في : الإتحاف بحبّ الاشراف : 20.
والحمزاوي ، في مشارق الأنوار : 86.
والصبّان ، في : إسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار : 141 .
فنحن نستدلّ برواية هؤلاء…
أمّا الذهبي فقد عرفنا حاله وطريقته ، ولا يعتدّ بكلامه إلاّ من كان على شاكلته…
ثمّ إنّ لهذا الحديث الشريف مؤيّدات كثيرة… كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي ». أخرجه : ابن أبي شيبة ، ومسدّد ، والحكيم الترمذي ، وأبو يعلى ، والطبراني ، وابن عساكر. وعنهم المتّقي الهندي(55) .
ولهذا نجدهم يعقدون في كتبهم أبواباً بهذا العنوان :
قال الحافظ محبّ الدين الطبري : « ذكر أنّهم أمان لأمّة محمّد صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم… »(56) .
وقال الحافظ السخاوي : « باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم… »(57) .
وقال الحافظ السمهودي : « الذكر الخامس : ذكر أنّهم أمان الأمّة ، وأنّهم كسفينة نوح… »(58) .

(1) المراجعات : 17 .
(2) انظر : مشكاة المصابيح 2 : 519/6183 .
(3) المستدرك على الصحيحين 2 : 343 .
(4) هذه الكلمة حرّفوها إلى « سلم » كما حرّفوا صحيح مسلم بإسقاط الحديث ! والشاهد بما ذكرنا هو أنّ الشيخ الجهرمي ذكر الكلمة كذلك : « وفي رواية مسلم » في ترجمته الحديث في كتابه « البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة » إلى الفارسية.
(5) الصواعق المحرقة : 234 .
(6) استجلاب ارتقاء الغرف 2 : 484 ، ذيل الحديث 220 .
(7) نهاية الإفضال في مناقب الآل ـ مخطوط .
(8) الأساس في مناقب بني العبّاس ـ مخطوط .
(9) شرح الهمزيّة = المنح المكّية : 279 .
(10) العِقد النبوي والسرّ المصطفوي ـ مخطوط .
(11) الفضل المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين. ط هامش السيرة الدحلانية. باب ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام.
(12) السيف اليماني المسلول في عنق من يطعن في أصحاب الرسول : 9 .
(13) النهاية 2 : 298 .
(14) أي : في الحديث .
(15) لسان العرب 3 : 20 .
(16) تاج العروس من جواهر القاموس 4 : 273 .
(17) الكاشف (شرح المشكاة) 11/316 .
(18) مرقاة المفاتيح 5 : 610 .
(19) جواهر العقدين ق2 ج1 : 126 .
(20) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير 2 : 519 .
(21) المراجعات : 18 . عن الصواعق المحرقة : 234 .
(22) كذا . والصحيح : فيض القدير .
(23) ميزان الاعتدال 4 : 167 .
(24) ميزان الاعتدال 2 : 248 ـ 250 .
(25) ميزان الاعتدال 1 : 619 .
(26) ميزان الاعتدال 1 : 482 .
(27) ميزان الاعتدال 3 : 127 ـ 128 .
(28) مختصر زوائد مسند البزار 2 : 333/1965 .
(29) تاريخ بغداد 12 : 91 .
(30) الكنى والأسماء 1 : 76 .
(31) المعجم ـ لابن الأبّار ـ : 87 ـ 89 .
(32) الكتاب المصنف لابن ابي شيبة 12 : 77/12164 . وعنه الدر المنثور 1 : 174 .
(33) كنز العمّال 2 : 435/4429 .
(34) ويلاحظ أنّه يصحّح أحدهما على شرط مسلم ، ويسكت عن الآخر ، وهذا ممّا يدلّ على دقّة الحاكم وتثبّته في الحديث ، وأنّه لم يكن متساهلاً في كتابه ـ كما يدّعي بعض القوم ـ .
(35) المستدرك على الصحيحين 2 : 343 .
(36) المستدرك على الصحيحين 3 : 151 .
(37) تلخيص المستدرك ـ المطبوع بذيل المستدرك ـ 2 : 343 .
(38) تلخيص المستدرك ـ المطبوع بذيل المستدرك ـ 3 : 151 .
(39) تهذيب التهذيب 10 : 243 .
(40) مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام : 134/177 .
(41 ـ 3) مجمع الزوائد 9 : 168 .

(44) تهذيب التهذيب 2 : 227 .
(45) ولا يخفى أن « عمرو بن عليّ الفلاّس » هو نفسه من رواة حديث السفينة ، عن طريق «الحسن بن أبي جعفر الجفري » ، أخرجه عنه أبو بكر البزّار في مسنده ، وهذا ممّا يشهد بما ذكرناه.
(46) تهذيب التهذيب 7 : 283 .
(47) ميزان الاعتدال 2 : 416 ، لسان الميزان 3 : 283 .
(48) تهذيب التهذيب 5 : 327 ـ 331 ، الكامل في ضعفاء الرجال 5 : 253 ، وفيه : « وحديثه حسن كأنّه يستبان عمّن روى عنه ، وهو ممّن يكتب حديثه » .
(49) تهذيب التهذيب 3 : 51 .
(50) تهذيب التهذيب 4 : 239 ـ 240 .
(51) تذكرة الحفّاظ 2 : 454 .
(52) تقريب التهذيب 1 : 340/596 .
(53) تهذيب التهذيب 4 : 241 .
(54) المراجعات : 17 .
(55) كنز العمّال 12 : 101/34188 .
(56) ذخائر العقبى : 49 .
(57) استجلاب ارتقاء الغرف 2 : 477 .
(58) جواهر العقدين ـ ق2 ج1 : 119 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *