محمود بن سبكتكين

محمود بن سبكتكين

قال ابن تيميّة ـ في جواب العلاّمة حيث أشار إلى صلاة القفّال على مذهب أبي حنيفة في محضر الملك محمود بن سبكتكين، في قصّة معروفة ـ: «وكان من خيار الملوك وأعدلهم، وكان من أشدّ الناس قياماً على أهل البدع، لا سيّما الرّافضة، فإنّه كان قد أمر بلعنتهم ولعنة أمثالهم في بلاده…»(1).
فهل يقصد من «أهل البدع الرافضة» الشيعة الامامية أو غيرهم؟
لقد ذكروا لهذا الملك تراجم أثنوا عليه فيها ووصفوه بالعدل، مع أنهم أشاروا ـ في كيفيّة وصوله إلى الحكم وتغلّبه على الأمر ـ إلى الدماء الكثيرة التي أراقها في سبيل ذلك. بل ذكروا بترجمته أنه كان يتوصّل إلى أخذ الأموال بكلّ طريق، وأنّه كان يتّهم الناس بالأديان والمذاهب الباطلة ليصادر أموالهم.
هذا، وقد ذكروا أيضاً أنّه جدّد عمارة المشهد بطوس الذي فيه قبر علي بن موسى الرضا والرشيد، وأحسن عمارته، وكان أبوه سبكتكين أخربه، وكان أهل طوس يؤذون من يزوره، فمنعهم عن ذلك. وكان سبب فعله أنّه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المنام وهو يقول له: إلى متى هذا؟ فعلم أنّه يريد أمر المشهد. فأمر بعمارته(2).

أقول:
وتعمير القبور وتشييدها من سنن الكفّار ومن البدع في الإسلام، عند ابن تيميّة، وهو مع هذا يصف هذا الملك بكونه من أنصار السنّة ومن أشدّ الناس على أهل البدع!!

(1) منهاج السنة 3/429ـ430.
(2) الكامل في التاريخ ـ سنة احدى وعشرين وأربعمائة، ذكر بعض سيرة يمين الدولة 9/401.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *