نظريّة الفلاسفة

الفلاسفة
وهو مبنى : الوجود التنزيلي ، أي : اعتبار اللّفظ وجوداً للمعنى .
وحاصله : إن للشيء أربعة أنحاء من الوجود ، اثنان منها تكوينيّان ، وهما الوجود الخارجي والوجود الذهني ، وإثنان اعتباريّان ، وهما الوجود الكتبي والوجود اللّفظي .
فحقيقة الوضع عبارة عن اعتبار اللّفظ وجوداً للمعنى ، فإنّه وإنْ كان وجود اللّفظ من مقولة الكيف المسموع ، ووجود المعنى وجوداً جوهريّاً ، لكنّ اعتبارهما واحداً ممكن ، لكون الإعتبار والتنزيل خفيف المؤنة .
وقد أورد على هذا القول : بأنّ التنزيل لابدّ وأنْ يكون لأجل أثر يترتب عليه ، ففي مثل « الطواف بالبيت صلاة » حيث ينزّل الطواف بمنزلة الصلاة ، يوجد الأثر ، وهو اشتراط الطهارة في الطواف كما هي شرط في الصلاة ، أمّا في الوضع فلا يمكن دعوى التنزيل بلحاظ الأثر ، فأثر « النار » الخارجيّة هو « الإحراق » فإذا نزّلنا « ن ا ر » بمنزلتها لم يترتب الأثر المذكور على اللّفظ .
فأجاب عنه شيخنا دام ظلّه : بأنّ القوم يرون « الوجود » مظهراً لـ « الماهيّة » فإذا اعتبر اللّفظ مثل « الشمس » وجوداً للمعنى ، حصلت للفظ تلك المظهريّة ، فكما كان وجودها الخارجي مظهراً لماهيّتها ، كذلك يكون لفظ الشمس … وهذا الأثر كاف لصحّة التنزيل والإعتبار .
والإشكال الوارد عند شيخنا ـ تبعاً ( للمحاضرات ) ـ هو أن التنزيل والإعتبار أمر عقلي دقيق ، لا يتأتّى من كلّ أحد ، مع أن الوضع يتحقّق حتى من الأطفال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *