2 ـ كتاب يزيد إلى ابن زياد

2 ـ كتاب يزيد إلى ابن زياد
أمّا أنّ يزيد أمر عبيداللّه بن مرجانة بقتل الإمام عليه السلام، فقد جاء في تاريخ اليعقوبي، فقد قال:
«وأقبل الحسين من مكّة يريد العراق، وكان يزيد قد ولّى عبيداللّه بن زياد العراق، وكتب إليه: قد بلغني أنّ أهل الكوفة قد كتبوا إلى الحسين في القدوم عليهم، وأنّه قد خرج من مكّة متوجّهاً نحوهم، وقد بُلي به بلدك من بين البلدان، وأيّامك من بين الأيّام، فإنْ قتلته وإلاّ رجعت إلى نسبك وإلى أبيك عبيد، فاحذر أنْ يفوتك»(1).
* ورواه البلاذري بلفظ: «بلغني مسير حسين إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبداً كما يعتبد العبيد»(2).
* ورواه الطبراني: «خرج الحسين بن عليّ رضي اللّه عنهما إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد ابن معاوية إلى عبيداللّه بن زياد وهو واليه على العراق: إنّه قد بلغني أنّ حسيناً قد سار إلى الكوفة، وقد ابتُلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبداً كما يعتبد العبيد.
فقتله عبيداللّه بن زياد، وبعث برأسه إليه، فلمّا وضع بين يديه تمثّل بقول الحصين بن الحُمَام(3):
نفلّق هاماً من رجال أحبّة *** إلينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما»(4)
* وقال ابن عساكر: «… وبلغ يزيد خروجه، فكتب إلى عبيداللّه بن زياد، وهو عامله على العراق، يأمره بمحاربته وحمله إليه إنْ ظفر به; فوجّه اللعينُ عبيدُ اللّه بن زياد الجيشَ إليه مع عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وعدل الحسين إلى كربلاء، فلقيه عمر بن سعد هناك، فاقتتلوا، فقتل الحسين رضوان اللّه عليه ورحمته وبركاته، ولعنة اللّه على قاتله…
… خرج الحسين بن عليّ إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد، فكتب يزيد إلى ابن زياد… فقتله ابن زياد، وبعث برأسه إليه»(5).
* ورواه الهيثمي عن الطبراني، ووثّق رجاله(6).
* وقال الذهبي، المتوفّى سنة 748: «خرج الحسين، فكتب يزيد إلى ابن زياد نائبه: إنّ حسيناً صائر إلى الكوفة، وقد ابتُلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وأنت من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبداً; فقتله ابن زياد، وبعث برأسه إليه»(7).
* وقال السيوطي، المتوفّى سنة 911: «وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج من مكّة إلى العراق في عشرة ذي الحجّة، ومعه طائفة من آل بيته رجالا ونساءً وصبياناً. فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيداللّه بن زياد بقتاله، فوجّه إليه جيشاً أربعة آلاف، عليهم عمر بن سعد ابن أبي وقّاص…»(8).
هذا، وسيأتي كلام جماعة آخرين من الأئمّة الأعلام، الصريح في أنّ يزيد هو قاتل الحسين عليه السلام، وأنّه يُلعن بلا كلام.

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 155.
(2) أنساب الأشراف 3 / 371.
(3) هو: أبو مَعِيّة الحصين بن حُمَام بن ربيعة المرّي الذبياني، كان رئيساً وفياً، شاعراً، فارساً، ياقّب مانع الضيم، وكان من الشعراء المقلّين في الجاهلية، وهو ممّن نبذ عبادة الأوثان في الجاهلية، توفّي قبل ظهور الإسلام، وقيل: بل أدرك الإسلام.
انظر: الشعر والشعراء 2 / 648 رقم 128، الأغاني 14 / 10، الاستيعاب 1 / 354 رقم 520، الإصابة 2 / 84 رقم 1735.
(4) المعجم الكبير 3 / 115 ـ 116 ح 2846.
(5) تاريخ دمشق 14 / 213 ـ 214.
(6) مجمع الزوائد 9 / 193.
(7) سير أعلام النبلاء 3 / 305 رقم 48.
(8) تاريخ الخلفاء: 246 ـ 247.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *