حديث الثقلين وصية الرسول

حديث الثقلين وصية الرسول
فقه الحديث في صحيح مسلم
لا اختلاف في فقه الحديث بين روايات مسلم وروايات غيره
تنبيهات
مع الدكتور السالوس في فقه حديث الثقلين
كلمة الختام

وهلّم لننظر في فقه حديث الثقلين… .
وفي هذا الباب أيضاً… نرجع إلى كبار علماء القوم المحقّقين، أصحاب الكتب المعتمدة المرجوع إليها في فهم السّنة الكريمة، والأحاديث الواردة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم… .
فلنرجع إلى:
المنهاج في شرح صحيح مسلم، للنووي.
ونفع قوت المغتذي في شرح الترمذي، للشّاذلي.
والمرقاة في شرح المشكاة، للقاري.
ونسيم الرياض في شرح الشفاء، للخفاجي.
وفيض القدير في شرح الجامع الصغير، للمناوي.
وشرح المواهب اللدنية، للزرقاني.
وأمثال هذه الكتب من الشروح وكتب اللغة وغيرها… .

حديث الثقلين وصيّة الرسول:
وقبل الورود في البحث نشير إلى أنّ تكرار النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث الثقلين، وفي الأيام الأخيرة من عمره الشريف، فيه دلالة واضحة على أنّه وصيّة منه لأمّته، وهذا ما جاء في كلام غير واحد من علماء القوم، بل ذكر بعضهم الحديث بلفظ الوصيّة… فقد قال في لسان العرب: «وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: أوصيكم بكتاب اللّه وعترتي».
وقال ابن حجر المكي: «وقد جاء الوصية الصّريحة بهم في عدّة أحاديث، منها حديث: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين أحدهما أعظم من الآخر، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. قال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه آخرون. ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في العلل المتناهية، كيف! وفي صحيح مسلم وغيره…»(1).
وقال الحافظ السخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف)(2): «قد جاءت الوصية الصريحة بأهل البيت في غيرها من الأحاديث، فعن سليمان بن مهران الأعمش…» إلى آخر عبارته. وقد تقدمت.
وقال الحافظ السمهودي في (جواهر العقدين)(3): «الذكر الرابع: في حثّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم الأمة على التمسّك بعده بكتاب ربهم، وأهل بيت نبيّهم، وأن يخلفوه فيهما بخير، وسؤاله من يرد عليه الحوض عنهما، وسؤال ربه عزّوجل الأمة كيف خلفوا نبيّهم فيهما، ووصيّته بأهل بيته، وأنّ اللّه تعالى أوصاه بهم…».
إذا عرفت هذا، فلننظر في ألفاظ الحديث على ضوء كلمات القوم:

(1) الصواعق المحرقة: 90.
(2) استجلاب ارتقاء الغرف 1 / 336.
(3) جواهر العقدين: 231.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *