من ألفاظ الحديث في الصحاح والمسانيد و غيرها

من ألفاظ الحديث في الصحاح والمسانيد و غيرها
وهذه نبذة من ألفاظ الحديث بأسانيدها(1):
ففي المسند: «حدّثنا عبداللّه، حدّثني أبي، ثنا عبداللّه بن نمير، قال: ثنا عبدالملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ ، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدّثني من سمع أُمّ عليه، فقال لها: ادعي زوجك وابنيك.
قالت: فجاء عليٌّ والحسين والحسن، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له على دكّان تحته كساء خيبري.
قلت: وأنا أُصلّي في الحجرة، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قالت: فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت: إنّكِ إلى خير، إنّكِ إلى خير.
قال عبدالملك: وحدّثني أبو ليلى عن أُمّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.
قال عبدالملك: وحدّثني داود بن أبي عوف الجحّاف، عن (2)حوشب، عن أُمّ سلمة بمثله سواء»(3).
وفي المسند: «حدّثنا عبداللّه، حدّثني أبي، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، قال: ثنا عليّ بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن اُمّ سلمة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك; فجاءت بهم، فألقى عليهم كساءً فدكيّاً.
قال: ثمّ وضع يده عليهم ثمّ قال: اللّهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد إنّك حميد مجيد.
قالت أُمّ سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنكِ على خير»(4).
وفي المسند: «حدّثنا عبداللّه، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عبّاس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلونا هؤلاء.
قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال: فانتدوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا.
قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أُفٍّ وتفّ، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فذكر مناقب لعلّي، منها ـ : «وأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثوبه فوضعه على عليٍّ وفاطمة وحسن وحسين فقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(5)».
وفي صحيح مسلم: «حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمّد بن عبداللّه بن نمير ـ واللفظ لأبي بكر ـ ، قالا: حدّثنا محمّد بن بشر، عن زكريّا، عن مصعب ابن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ غداةً وعليه مرط مرجّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمّ قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(6)».
وفي صحيح الترمذي: «حدّثنا قتيبة، حدثّنا محمّد بن سليمان ابن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ـ ربيب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ قال: لمّا نزلت هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أُمّ سلمة، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء، وعلي خلف ظهره، فجلّلهم بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا نبي اللّه؟ قال: أنت على مكانك. وأنت على خير.
قال: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة».
«حدّثنا عبد بن حميد، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن أنس بن مالك: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمة.
قال: وفي الباب عن: أبي الحمراء، ومعقل بن يسار، وأُمّ سلمة»(7).
«حدثنا قتيبة، حدّثنا محمّد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ـ ربيب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ـ قال: نزلت هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أُمّ سلمة، فدعا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره، فجلّله بكساء ثم قال: أللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا نبي اللّه؟ قال: أنتِ على مكانك وأنت إلى خير.
قال: وفي الباب عن: أُمّ سلمة، ومعقل بن يسار، وأبي الحمراء، وأنس.
قال: وهذا حديث غريب من هذا الوجه»(8).
«حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة: انّ النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. فقالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول اللّه؟ قال: إنّك إلى خير.
قال: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.
وفي الباب عن: عمر بن أبي سلمة، وأنس بن مالك، وأبي الحمراء، ومعقل بن يسار، وعائشة»(9).
وفي جامع الأُصول: «6689، أُمّ سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ قالت: إنّ هذه الآية نزلت في بيتي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت: وأنا جالسة عند الباب فقلت: يا رسول اللّه، ألست من أهل البيت؟ فقال: إنّكِ إلى خير، أنتِ من أزواج رسول اللّه.
قالت: وفي البيت: رسول اللّه وعليٌّ وفاطمة وحسن وحسين، فجلّلهم بكسائه وقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً.
وفي رواية: إنّ النبيّ جلّل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي، أذهِب الرجس عنهم وطهِّرهم تطهيراً.
قالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول اللّه؟ قال: إنّكِ إلى خير.
أخرج الترمذي الرواية الأخيرة، والأُولى ذكرها رزين.
6690 ت، عمر بن أبي سلمة، قال: نزلت هذه الآية على النبي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)في بيت أُمّ سلمة، فدعا النبيّ فاطمة وحسناً وحسيناً، فجلّلهم بكساء وعليٌّ خلف ظهره، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا نبيَّ اللّه؟
قال: أنتِ على مكانِكِ، وأنتِ على خير.
أخرجه الترمذي.
6691 ت، أنس بن مالك، إنّ رسول اللّه كان يمرّ بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية، قريباً من ستّة أشهر، يقول: الصلاة أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
أخرجه الترمذي.
6692 م، عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ قالت: خرج النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وعليه مرط مرجَّل أسود، فجاءه الحسن فأدخله، ثمّ جاءه الحسين فأدخله، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمّ قالت: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ)الآية.
أخرجه مسلم»(10).
وفي الخصائص: «أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمّار الدمشقي، قالا: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، قال: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أنْ تسبَّ أبا تراب؟!
فقال: أنا إن ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول اللّه فلن أسبّه، لأن يكون لي واحدة منها أحبّ إليَّ من حمر النعم:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول له، وخلَّفه في بعض مغازيه… .
وسمعته يقول يوم خيبر:… .
ولمّا نزلت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول اللّه عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي»(11).
أقول:
أخرجه ابن حجر العسقلاني باللفظ الأوّل في «فتح الباري» بشرح حديث: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون…» فقال:
«ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقّاص عند مسلم والترمذي قال: قال معاوية لسعد: ما منعك أنْ تسبَّ أبا تراب؟!
قال: أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ له رسول اللّه فلنْ أسبّه; فذكر هذا الحديث.
وقوله: لأُعطينّ الراية رجلا يحبّه اللّه ورسوله.
وقوله لمّا نزلت (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ)(12).
وهذا تحريفٌ للحديث! إذ أُسقط أوّلا: «فأدخلهم تحت ثوبه»، ثمّ جُعلت الآية النازلة هي آية المباهلة لا آية التطهير! فتأمّل.
وفي الخصائص: أخرج حديث عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس، المتقدّم عن المسند(13).
وفي المستدرك: «حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا العبّاس بن محمّد الدوري، ثنا عثمان بن عمر، ثنا عبدالرحمن بن عبداللّه بن دينار، ثنا شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها أنّها قالت:
في بيتي نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، قالت: فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين رضوان اللّه عليهم أجمعين فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي.
قالت أُمّ سلمة: يا رسول اللّه، وأنا من أهل البيت؟
قال: إنّكِ أهلي خير(14)، وهؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أهلي أحقّ.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأ العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني أبو عمّار، قال: حدّثني واثلة بن الأسقع، قال: جئت عليّاً فلم أجده. فقالت فاطمة رضي اللّه عنها: إنطلق إلى رسول اللّه يدعوه فاجلس، فجاء مع رسول اللّه فدخل ودخلت معهما. قال: فدعا رسول اللّه حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا شاهد، فقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»(15).
وفي تلخيص المستدرك: وافق الحاكم على التصحيح(16).
ورواه الذهبي بإسناد له عن شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة، وفيه:
«قالت: فأدخلت رأسي فقلت: يا رسول اللّه، وأنا معكم؟
قال: أنتِ إلى خير ـ مرتين ـ ».
ثمّ قال: «رواه الترمذي مختصراً وصحّحه من طريق الثوري، عن زبيد، عن شهر بن حوشب»(17).
وفي تفسير ابن كثير:
«وقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهذا نص في دخول أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في أهل البيت ههنا، لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولا واحداً، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح. وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)نزلت في نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم خاصة. وهكذا روى ابن أبي حاتم قال: حدّثنا علي بن حرب الموصلي، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال: نزلت في نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم خاصة، وقال عكرمة: من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر، فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك:
(الحديث الأول) حدّثنا الإمام أحمد، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم كان يمر بباب فاطمة رضي اللّه عنها ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن عفان به، وقال: حسن غريب.
(حديث آخر) قال ابن جرير: حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا يونس، عن أبي إسحاق، أخبرني أبو داود، عن أبي الحمراء، قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا طلعت الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي اللّه عنهما فقال: الصلاة الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أبو داود الأعمى هو: نفيع بن الحارث، كذّاب.
(حديث آخر) وقال الإمام أيضاً: حدّثنا محمد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا شداد بن عمار، قال: دخلت على واثلة بن الأسقع رضي اللّه عنه وعنده قوم فذكروا عليّاً رضي اللّه عنه فشتموه فشتمته معهم، فلما قاموا قال لي: شتمت هذا الرجل؟! قلت: قد شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قلت: بلى.
قال: أتيت فاطمة رضي اللّه عنها أسألها عن علي رضي اللّه عنه، فقالت: توجّه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجلست أنتظره حتى جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه علي وحسن وحسين رضي اللّه عنهم، آخذ كلّ واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليّاً وفاطمة رضي اللّه عنهما وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً رضي اللّه عنهما كلّ واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه ـ أو قال: كساءه ـ ثمّ تلا صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق.
وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن عبدالكريم بن أبي عمير، عن الوليد بن مسلم، عن أبي عمرو الأوزاعي بسنده نحوه، زاد في آخره: قال واثلة رضي اللّه عنه فقلت: وأنا يا رسول اللّه صلى اللّه عليك من أهلك؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: وأنت من أهلي. قال واثلة رضي اللّه عنه: وإنّها من أرجى ما أرتجي.
ثم رواه أيضاً عن عبدالأعلى بن واصل، عن الفضل بن دكين، عن عبدالسلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن شداد بن أبي عمار، قال: إني لجالس عند واثلة بن الأسقع رضي اللّه عنه إذ ذكروا عليّاً رضي اللّه عنه فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه.
إني عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين رضي اللّه عنهم، فألقى صلّى اللّه عليه وسلّم عليهم كساء له ثم قال: أللهم هؤلاء أهل بيتي، أللهم أذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيراً، قلت: يا رسول اللّه وأنا؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: وأنت; قال: فواللّه إنها لأوثق عمل عندي.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدّثنا عبداللّه بن نمير، حدّثنا عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، حدّثني من سمع أُمّ سلمة رضي اللّه عنها تذكر: أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان في بيتها، فأتته فاطمة رضي اللّه عنها ببرمة فيها خزيرة، فدخلت عليه بها فقال صلّى اللّه عليه وسلّم لها: ادعي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي وحسن وحسين رضي اللّه عنهم فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو يملي على منامة له، وكان تحته صلّى اللّه عليه وسلّم كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل اللّه عزوجل هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)قالت رضي اللّه عنها: فأخذ صلّى اللّه عليه وسلّم فضل الكساء فغطّاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء هم أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول اللّه؟ فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّكِ إلى خير، إنّك إلى خير. في إسناده من لم يسمّ وهو شيخ عطاء(18)، بقية رجاله ثقات.
(طريق أُخرى) قال ابن جرير: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا سعيد بن زربي، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت: جاءت فاطمة رضي اللّه عنها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق، فوضعتها بين يديه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: أين ابن عمك وابناك؟ فقالت رضي اللّه عنها: في البيت، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ادعيهم فجاءت إلى علي رضي اللّه عنه فقالت: أجب رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلّم أنت وابناك، قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فلمّا رآهم مقبلين مدّ صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم يده إلى كساء، وكان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمّه فوق رؤوسهم، وأومأ بيده اليمنى إلى ربّه فقال: «أللهم هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(طريق أُخرى) قال ابن جرير: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا عبداللّه بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن حكيم بن سعد، قال: ذكرنا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عند أُمّ سلمة رضي اللّه عنها فقالت: في بيتي نزلت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)قالت أُمّ سلمة: جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بيتي فقال: لا تأذني لأحد، فجاءت فاطمة رضي اللّه عنها، فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن رضي اللّه عنه فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جدّه وأمّه، وجاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه عن جدّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأُمّه رضي اللّه عنها، ثم جاء علي رضي اللّه عنه فلم أستطع أن أحجبه. فاجتمعوا، فجلّلهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكساء كان عليه ثم قال: هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قالت: فقلت: يا رسول اللّه وأنا؟ قالت: فواللّه ما أنعم وقال: إنّكِ إلى خير.
(طريق أُخرى) قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف بن أبي المعدل، عن عطيّة الطفاوي، عن أبيه، قال: إن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها حدّثته، قالت: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم: إن فاطمة وعليّاً رضي اللّه عنهما بالسدّة، قالت: فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قومي فتنحي عن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريباً، فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين رضي اللّه عنهم، وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيّين فوضعهما في حجره فقبّلهما، واعتنق عليّاً رضي اللّه عنه بإحدى يديه وفاطمة رضي اللّه عنها باليد الأُخرى، وقبّل فاطمة وقبّل عليّاً، وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي. قالت: فقلت: وأنا يا رسول اللّه؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «وأنت».
(طريق أُخرى) قال ابن جرير: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا الحسن بن عطية، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد، عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: إن هذه الآية نزلت في بيتي (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)قالت: وأنا جالسة على باب البيت فقلت: يا رسول اللّه ألست من أهل النبي؟ فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّكِ إلى خير، أنتِ من أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، قالت: وفي البيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي اللّه عنهم.
(طريق أُخرى) رواها ابن جرير أيضاً، عن أبي كريب، عن وكيع، عن عبدالحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها بنحوه.
(طريق أُخرى) قال ابن جرير: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا خالد بن مخلّد، حدّثني موسى بن يعقوب، حدّثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبداللّه بن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أُمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسين رضي اللّه عنهم، ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى اللّه عزوجل ثم قال: «هؤلاء هم أهل بيتي» قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فقلت: يا رسول اللّه أدخلني معهم، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنت من أهلي».
(طريق أُخرى) رواها ابن جرير أيضاً، عن أحمد بن محمّد الطوسي، عن عبدالرحمن بن صالح، عن محمّد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد المكي، عن عطاء، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمّه رضي اللّه عنها بنحو ذلك.
(حديث آخر): قال ابن جرير: حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا محمّد بن بشر، عن زكريا، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة رضي اللّه عنها: خرج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ذات غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن رضي اللّه عنه فأدخله معه، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة رضي اللّه عنها فأدخلها معه، ثم جاء علي رضي اللّه عنه فأدخله معه، ثم قال صلّى اللّه عليه وسلّم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)ورواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمّد بن بشر، به.
(طريق أُخرى) قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حدّثنا شريح بن يونس أبو الحارث، حدّثنا محمّد بن يزيد، عن العوام ـ يعني ابن حوشب رضي اللّه عنه ـ عن عم له، قال: دخلت مع أبي على عائشة رضي اللّه عنها، فسألتها عن علي رضي اللّه عنه فقالت رضي اللّه عنها: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه؟ لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دعا عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي اللّه عنهم، فألقى عليهم ثوباً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. قالت: فدنوت منهم فقلت: يا رسول اللّه وأنا من أهل بيتك صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: تنحّي فإنّك على خير.
(حديث آخر) قال ابن جرير: حدّثنا ابن المثنى، حدّثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي، حدّثنا مندل، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: نزلت هذه الآية في خمسة، فيّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قد تقدم أن فضيل بن مرزوق رواه عن عطيّة عن أبي سعيد عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها كما تقدم. وروى ابن أبي حاتم من حديث هارون بن سعد العجلي، عن عطيّة عن أبي سعيد رضي اللّه عنه موقوفاً. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
(حديث آخر) قال ابن جرير: حدّثنا ابن المثنى، حدّثنا أبو بكر الحنفي، حدّثنا بكير بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد رضي اللّه عنه قال: قال سعد رضي اللّه عنه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ـ حين نزل عليه الوحي فأخذ عليّاً وابنيه وفاطمة رضي اللّه عنهم فأدخلهم تحت ثوبه ـ ثمّ قال: رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي.
(حديث آخر) وقال مسلم في صحيحه: حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد، عن ابن علية، قال زهير: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني أبو حيان، حدّثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلمة إلى زيد بن أرقم رضي اللّه عنه، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وسمعت حديثه وغزوت معه وصلّيت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا ابن أخي، واللّه لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما حدّثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلّفونيه. ثم قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوماً خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول اللّه ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب اللّه تعالى وفيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب اللّه عزوجل ورَغّب فيه ـ ، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، ثلاثاً. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم(19) آل عقيل وآل جعفر وآل عباس، رضي اللّه عنهم. قال: كلّ هؤلاء حرم الصدقة بعده؟ قال: نعم.
ثم رواه عن محمّد بن الريان، عن حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه، فذكر الحديث بنحو ما تقدّم، وفيه: فقلت له: من أهل بيته، نساؤه؟ قال لا، وأيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. هكذا وقع في هذه الرواية.
والأُولى أولى والأخذ بها أحرى، وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه، إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط، بل هم مع آله، وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية التي قبلها، وجمعاً أيضاً بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت، فإن في بعض أسانيدها نظراً واللّه أعلم.
ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن: أن نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم داخلات في قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فإن سياق الكلام معهنّ، ولهذا قال تعالى بعد هذا كلّه (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)أي واعملن بما ينزل اللّه تبارك وتعالى على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم في بيوتكنّ من الكتاب والسنّة. قاله قتادة وغير واحد، واذكرن هذه النعمة التي خصصتنّ بها من بين الناس، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديّقة بنت الصدّيق رضي اللّه عنهما أولاهنّ بهذه النعمة وأحظاهنّ بهذه الغنيمة وأخصهنّ من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات اللّه وسلامه عليه. قال بعض العلماء رحمه اللّه: لأنه لم يتزوّج بكراً سواها ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي اللّه عنها، فناسب أن تخصّص بهذه المزيّة، وأن تفرد بهذه المرتبة العليّة، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث «وأهل بيتي أحق»، وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا سئل عن المسجد الذي أسّس على التقوى من أوّل يوم فقال: «هو مسجدي هذا» فهذا من هذا القبيل، فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر، ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم، فمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أولى بتسميته بذلك، واللّه أعلم.
وقد قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا أبو عوانة، عن حصين بن عبدالرحمن، عن ابن جميلة، قال: إن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما استخلف حين قتل علي رضي اللّه عنهما، فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر، وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد، وحسن رضي اللّه عنه ساجد، قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهراً ثم برىء، فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق، اتقوا اللّه فينا، فإنّا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذي قال اللّه تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلاّ وهو ناح بكّاء.
وقال السدّي عن أبي الديلم قال: قال علي بن الحسين رضي اللّه عنهما لرجل من أهل الشام: أما قرأت في الأحزاب (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: نعم، ولأنتم هم؟! قال: نعم»(20).
وفي الدر المنثور:
«أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه: عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها ـ زوج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ـ إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان في بيتها على منامة له عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي اللّه عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أُدعي زوجك وابنيك حسناً وحسيناً، فدعتهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)فأخذ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بفضلة إزاره فغشّاهم إيّاها، ثم أخرج يده من الكساء وأوما بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، قالها ثلاث مرات. قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فأدخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول اللّه: وأنا معكم؟ فقال: إنّكِ إلى خير، مرتين.
وأخرج الطبراني عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت: جاءت فاطمة رضي اللّه عنها إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها، حتى وضعتها بين يديه فقال لها: أين ابن عمّك؟ قالت: هو في البيت، قال: اذهبي فادعيه وابنيك، فجاءت تقود ابنيها كلّ واحد منهما في يد، وعلي رضي اللّه عنه يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأجلسهما في حجره، وجلس علي رضي اللّه عنه عن يمينه، وجلست فاطمة رضي اللّه عنها عن يساره، قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت(21).
وأخرج الطبراني عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لفاطمة رضي اللّه عنها: ائتني بزوجك وابنيه، فجاءت بهم، فألقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عليهم كساءً فدكيّاً، ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء أهل محمّد، وفي لفظ آل محمّد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنّكِ على خير.
وأخرج ابن مردويه عن أُمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل عليهم السلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي اللّه عنهم، وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول اللّه، ألست من أهل البيت؟ قال: إنّكِ إلى خير، إنّكِ من أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
وأخرج ابن مردويه والخطيب، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: كان يوم أُمّ سلمة أُمّ المؤمنين رضي اللّه عنها، فنزل جبريل عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بحسن وحسين وفاطمة وعلي، فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أُمّ سلمة مضروب، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، قالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: فأنا معهم يا نبي اللّه؟ قال: أنت على مكانك وإنّكِ على خير.
وأخرج الترمذي وصحّحه، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصحّحه، وابن مردويه، والبيهقي في سننه من طرق: عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت: في بيتي نزلت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين، فجلّلهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكساء كان عليه، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي علي وفاطمة وحسن وحسين (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم: عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غداةً وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فأدخلهما معه، ثم جاء علي فأدخله معه، ثم قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وأخرج ابن جرير، والحاكم، وابن مردويه: عن سعد قال: نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الوحي، فأدخل عليّاً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه عن واثلة بن الاسقع رضي اللّه عنه قال: جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلي حتى دخل، فأدنى عليّاً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي ـ وحسّنه ـ ، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، والحاكم ـ وصححه ـ ، وابن مردويه، عن أنس رضي اللّه عنه: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يمرّ بباب فاطمة رضي اللّه عنها إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أذكّركم اللّه في أهل بيتي، فقيل لزيد رضي اللّه عنه: ومن أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
وأخرج الحكيم الترمذي، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي معاً في الدلائل، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إن اللّه قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله (وأَصْحَابُ الْيَمِينِ) و(أَصْحَابُ الْشمال)فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرها ثلثاً فذلك قوله (وأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ)(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)فأنا من السابقين وأنا خير السابقين. ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على اللّه تعالى ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)قال: هم أهل بيت طهّرهم اللّه من السوء واختصهم برحمته. قال: وحدّث الضحاك بن مزاحم رضي اللّه عنه أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: نحن أهل بيت طهّرهم اللّه، نحن شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: لما دخل علي رضي اللّه عنه بفاطمة رضي اللّه عنها، جاء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أربعين صباحاً إلى بابها يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته، الصلاة رحمكم اللّه (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أنا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن سالمتم.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه: عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه قال: حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمانية أشهر بالمدينة، ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلاّ أتى إلى باب علي رضي اللّه عنه، فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال: الصلاة الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: شهدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تسعة أشهر، يأتي كلّ يوم باب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عند وقت كلّ صلاة فيقول: السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الصلاة رحمكم اللّه، كلّ يوم خمس مرّات.
وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(22).
وفي الصواعق المحرقة: «الآية الأُولى: قال اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). أكثر المفسّرين على أنّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين. لتذكير ضمير (عنكم) وما بعده»(23).
أقول:
فهل من العدل إغفال الدكتور كلّ هذه الأحاديث؟!

(1) نعم، هذه نبذة من الروايات، إذ لم نورد كلّ ما في المسند أو المستدرك أو غيرهما ولا ما في كثير من المصادر المعتبرة في التفسير والحديث وتراجم الصحابة وغيرها.
(2) كذا.
(3) مسند أحمد 6 / 292.
(4) مسند أحمد 6 / 323.
(5) مسند أحمد 1 / 330.
(6) صحيح مسلم 7 / 130.
(7) صحيح الترمذي 5 / 327 ـ 328. كتاب تفسير القرآن.
(8) صحيح الترمذي 5 / 621 كتاب المناقب.
(9) صحيح الترمذي 5 / 656 كتاب المناقب.
(10) جامع الأُصول: 10 / 100 ـ 10.
(11) سورة آل عمران 3:61.
(12) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري 7 / 60.
(13) خصائص عليّ: 62.
(14) كذا.
(15) المستدرك على الصحيحين 2 / 416 كتاب التفسير.
(16) تلخيص المستدرك 2 / 416.
(17) سير أعلام النبلاء 10 / 341.
(18) هو: عمر بن أبي سلمة، كما في الأسانيد الأخرى.
(19) كذا في تفسير ابن كثير، وهو تحريف!! إذ في صحيح مسلم 7 / 123: «هم آل علي وآل عقيل…».
(20) تفسير القرآن العظيم 3 / 413 ـ 415.
(21) كذا، لم ينقل بقيّة الحديث!!
(22) الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5 / 199.
(23) الصواعق المحرقة: 85.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *